الاستقلال يضيء قناديل عروبتنا

الاستقلال يضيء قناديل عروبتنا
الرابط المختصر

يوم الاستقلال ليس هو النهاية القصوى التي أملها الأردنيون في حينه، لكنه كان يُجسد النضال الوطني الذي بدأ منذ العام 1928 في رفضهم للمعاهدة الأردنية البريطانية التي وقعت العام 1928 واستمر الدأب والجهد في التخلص من الانتداب طيلة عقدي الثلاثينيات والأربعينيات، وصولا إلى قرار تعريب قيادة الجيش العربي العام 1956.

نعم قاوم الأردنيون الانتداب، خرجت المظاهرات مراراً من مدارس اربد والكرك والسلط وعمان، معلنه رفض الشعب للانتداب والوصاية البريطانية، كما انتفضوا ضد حلف بغداد فيما بعد.

ولم يكن الملك المؤسس يفوّت فرصة وجود القوى الوطنية المناهضة للوجود الغربي في المنطقة كلها، وكانت البلاد الأردنية محل جذب للأحرار العرب الذين جاءوا من سوريا لمناهضة الوجود الفرنسي في سوريا، وشكل وجود القوى الرافضة للانتداب في الأردن وسوريا ولبنان عنصر ضغط على الحكومة الأردنية واتهمت فرنسا الأمير المؤسس بأنه يأوي الثوار العرب، واشتكته إلى بريطانيا العظمى، لكنه لم يأخذ بالتهديد وظل يستقبل الأحرار والقوى الوطنية في كل بلاد الشام، أملاً منه ومنهم بالخلاص من بريطانيا وفرنسا معا، ولهذا كانت المقاومة الغربية كبيرة لمشروع سوريا الكبرى الذي طرحة الملك المؤسس كسبيل للوحدة.

والاستقلال مسيرة من العمل والبناء والتجارب والانتصارات في معركة البناء الوطني والريادة والتنمية، وهو اليوم يتوج بالمزيد من الانجازات والتقدم والأمن والاستقرار الذي هو رأس المال الكبير، والاستقلال اليوم في فكر الملك عبد الله الثاني، مواجهة ضد الفقر والبطالة والإرهاب، ومحاولة للتأثير في القرار العالمي من اجل إنقاذ المنطقة والقدس من مخاطر التهويد والانهيار في علمية السلام.

والاستقلال هو قصة، مليئة بالأحداث التي غابت ولم تكتب، لكنه سيظل حاضرا في الراوية والذاكرة الشفوية، والاستقلال هو أمننا وفجرنا اليومي الذي ينهض به الأردنيون إلى مواقع العمل، وهو الروح التي تمد عروق الجسد الأردني بالتصميم على البناء والعزم كي يبقى الوطن سامق الحضور بهي الطلع.

يحق للوطن أن يفخر اليوم بثمانية وستين عاماً من الاستقلال الوطني، الذي هو منجزنا التاريخي الذي من اجله نعيش، لوطن ظل وسيبقى واحة استقرار عربي أردني هاشمي عصي المنال على كل من يريد به شر.

والاستقلال هو منجز الجميع: الحكم والشعب، إذ تعانق المشروعان معاً: الوطني التحرير، مع الهاشمي العروبي النهضوي، فلتكن أيها الوطن كما أنت دوما، يشهد عليك التاريخ أنك لم تغلق بابك في وجه مظلوم أو لاجئ، وما كان لك إلا أن تمدّ اليد لكل من يقصد دار أبنائك وقادتك، هكذا كنت ولا تزال أيها الوطن حتى هذا الزمن الراهن، دارعروبة وبيت عز تُشعل قناديله لتنير عتمة الأمة .

الدستور