الإعلاميون ضحايا في لحظة انفعال أمني

الإعلاميون ضحايا في لحظة انفعال أمني
الرابط المختصر

استهداف اصحاب السترات البرتقالية كان مقصودا ولا يحتاج إلى دليل .

كما لو ان احداث 24 آذار لم تحصل, وكما ان الاجتماع التنسيقي بين نقابة الصحافيين ومدير الامن العام للتفاهم على اجراءات لحماية الاعلاميين لم يعقد منذ يومين. لم نتعلم الدرس, واخشى اننا لا نريد ان نتعلم. من كان شاهدا في ساحة النخيل وجوارها بالامس لا يخرج بغير هذا الانطباع.

لقد كان يوما اسود في تاريخ الاعلام الاردني , لم اشعر بالاهانة كصحافي بقدر ما شعرت بالامس, لن اعتمد على شهادة الحاضرين, فقد كنت شاهدا على الاعتداء الذي تعرض له الزميل ياسر ابو هلالة, وعلى بعد امتار منه كان رجال الامن ينهالون بالضرب على الزميل سامي محاسنة فكسروا يده وهشموا وجهه وظهره, ومثلهما زملاء كثر من وسائل اعلام مختلفة تعرضوا للاعتداء من بينهم انس ضمرة من وكالة عمون الاخبارية ورائد العورتاني من جوردن ديز وزميل مصور من صحيفة الدستور تعرضت كاميرته للتحطيم ايضا وزملاء من تلفزيون نورمينا, ولم تسلم زميلات من الاعتداء, كما شاهدت افرادا من الامن وهم يحاولون الاعتداء على مصور الجزيرة الزميل علي ابو هلالة وتعطيل كاميرته لمنعه من التصوير وفي ذروة التشنج كاد نقيب الصحافيين الزميل طارق المومني ان يكون ضحية للاعتداء.

الإعلاميون كانوا الضحية في لحظة انفعال امني غير مبررة, اندفع رجال الامن خلالها صوب المتظاهرين المتجهين الى ساحة النخيل, وشرعوا في تفريقهم بالقوة, ولكي تتم العملية من دون شهود, كان لا بد من الاجهاز على الاعلاميين اولا. لقد كان استهداف الاعلاميين واضحا لا يحتاج الى دليل, فكل من يرتدي السترة البرتقالية - التي منحت لهم من الامن العام كوسيلة لحمايتهم - كان يتعرض للاعتداء والملاحقة لابعاده عن مسرح العمليات. وبدا وكأن سترة الحماية ما هي إلا علامة لتمييز الصحافيين لتسهيل الاعتداء عليهم.

لم يكن فض الاعتصام بالقوة امرا مبررا, فاعداد المتظاهرين متواضعة ولا تتناسب مع الاعداد الكبيرة من قوى الامن المحتشدة في الموقع, أما الصحافيون فمن خلال مشاهدتي لم يتجاوزوا دورهم المهني, وألتزموا بالتعليمات المعروفة عند تغطية الاحداث, لكن بدا لي من اسلوب التعامل الامني مع المتظاهرين والاعلاميين ان هناك ميلا شديدا لاستخدام القوة المفرط منذ اللحظة الاولى.

بصراحة لم اجد مبررا لما حدث بالامس , سوى اصرار البعض على تأزيم الوضع الداخلي, وتشويه سمعة الاردن في الخارج, أما ما جرى للاعلاميين فما هو الا رسالة ترهيب تعكس ضيق المسؤولين من حرية الصحافة والاعلام ومحاولة لاذلالهم واهانتهم لعلهم يكفوا عن ممارسة دورهم كشهود على الحقيقة.

العرب اليوم

أضف تعليقك