الإصلاح في منع الانزلاق نحو الفوضي

الإصلاح في منع الانزلاق نحو الفوضي

أظهر قائد البلاد في مقابلة مع ( بي بي أس « PBS « ) عزيمة قوية مشفوعة بالثقة بأن المجتمع الاردني قادر على المضي قدما في الاصلاح، وان ما تحقق خلال 18 شهرا الماضية هو بداية في اشارة واضحة وقناعة بأن الإصلاح عملية ستبقى مستمرة، وان الاتفاق على قاسم وطني مشترك يمكّن البلاد من التطور، وان مواقف الاخوان المسلمين بالعزوف عن المشاركة في الانتخابات لا يخدمهم، وان الأطر الطبيعية للمساهمة في التغير والاصلاح معروفة، اهمها مجلس النواب، وليس الشارع.

ان النهوض بمهمات المرحلة المفصلية التي تجتاح عواصم عربية تحتاج لفهم استراتيجي لما جرى خلال السنوات الماضية، وتقييم المرحلة الراهنة، واستشراف المستقبل بعيدا عن المراهقة والنزق السياسي، وان العنوان العريض للاصلاح الشامل في الاردن يجب ان ينطلق من قاعدة ... الاصلاح بمنع الانزلاق نحو الفوضي، وان ماراثون الاصلاح اذا انطلق من هذه القاعدة نكون قد ضمنا مواصلة الاصلاح من جهة، وتعزيز الاستقرار الامني والسياسي والتنمية من جهة اخرى،

حالة التجاذب والتشنج التي تطفو على سطح الاحداث محليا هي افرازات طبيعية لما يجري اقليميا وتأثيراتها، عدد من القوى تعتقد ان لها الاولوية والحظوة في المرحلة القادمة، وهذا التصور يقدم بنوع من الذكاء للقوى الاسلامية، اما الأحزاب السياسية المستجدة تطرح تصوراتها بتسرع، وترى ان لها الاحقية في المشاركة في قادة المرحلة المقبلة، وفي كلتا الحالتين يخالف الواقع هذه الطوحات.

هذه التصورات صعبة المنال بالسهولة التي يراها البعض مع وجود نحو 30 حزبا سياسيا معظمها مستجدة تتلمس طريقها، ولم تنضج حتى الآن برامجها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وان عملية الانتقال الى حياة حزبية مؤثرة تحتاج لسنوات مقبلة، فالبناء الحزبي يعتمد على الديمقراطية والتعددية، وفي هذا السياق فإن البيئة الاردنية اصبحت اليوم افضل حالا من اي وقت مضى وهذا مرده الى الاصلاح الشامل الذي اطلقه جلالة الملك مبكرا، وان مبعث الاطمئنان النسبي في البلاد يعود الى نتائج الاصلاح والتعامل الايجابي للسلطات مع الحراك الشعبي ومطالبات العامة بالرغم من تجاوز البعض الاعراف والتقاليد وحتى القوانين.

ان عقد الانتخابات النيابية في موعدها هو تتويج لعامين من الجهد الوطني بعيدا عن الانتقادات لقانون الانتخاب، اذ يوجد على الدوام هناك ما هو افضل من ذلك، فالاساس عقد الانتخابات بحياد ونزاهة بعيدا عن التزوير الذي تم في دورات سابقة، وهذا ما حرص على تأكيده جلالة الملك، في المقابلة الأخيرة وفي اوقات متقاربة.

تحقيق الاهداف الوطنية يحتاج الى مواصلة العمل والانتاج في شتى مناحي الحياة، وان الاساس في الاستفادة مما يجري من حولنا وتجنيب انفسنا واهلنا وبلدنا الانزلاق الى الفوضى، ويقع علينا كل في موقعه مسؤولية المشاركة الايجابية في تمتين الاستقرار والامن الذي يحمي البلاد والعباد، اذ لم تقع ضحية واحدة خلال 18 شهرا ماضية حفلت بمئآت المسيرات والاعتصامات، فالأردن يستحق منا ان نبذل عطاء اكبر.

span style=color: #ff0000;الدستور/span

أضف تعليقك