الأهم.. التطبيق

الأهم.. التطبيق
الرابط المختصر

سمعنا خلال الأيام القليلة الماضية، عقب المشاجرة التي شهدتها جامعة الحسين بن طلال، الكثير حول العنف الجامعي، وأسبابه، ومن يتحمل مسؤوليته، وكيفية التخلص منه.

كما سمعنا الكثير من الإدانات والرفض لهذا العنف، وتحذيرات من امتداداته. وكنا سمعنا قبل ذلك، وبعد مشاجرة جامعة مؤتة أيضا، الكثير على هذا الصعيد؛ مع أن ما سمعناه في أحداث جامعة الحسين أكثر، بسبب أنها أوقعت عددا أكبر من الضحايا، وكانت امتداداتها أخطر بكثير.

لقد خصص مجلس النواب جلسة لمناقشة العنف الجامعي، حيث تحدث النواب، وتحدث وزير التعليم العالي، والجميع وضع النقاط على الحروف، وحددوا الآلية لمواجهة هذا العنف الخطير الذي يؤثر على وحدة المجتمع وسلمه الأهلي، ويصيب الجميع بسيئاته.

كل الذي سمعناه عن أسباب العنف الجامعي، وكيفية التخلص منه، إيجابي وصحيح؛ فالمشكلة ليست في التشخيص، ومعرفة الأسباب، ووضع الحلول الصائبة، وإنما هي في التطبيق.

فالحكومات المتعاقبة تحدثت عن خطط وآليات لمواجهة العنف في الجامعات. كما أن الجامعات، وخبراء وأكاديميين، درسوا وحللوا، وقدموا الآراء المتعلقة بكيفية التخلص من هذا العنف.

ولكن للأسف، فإن الأمور تتوقف عندما تصل إلى تطبيق الحلول والآليات. فمثلا، تتحدث الحكومة والنواب وغيرهم على ضرورة أن تكون العقوبات التي تتخذها الجامعات بحق الطلبة المتسببين بالعنف الجامعي شديدة، ولا تراجع عنها؛ ولكن الجميع، وبعد مضي فترة عن حادثة العنف، يتوسط لإلغاء العقوبة أو تخفيفها.

وفي النتيجة النهائية، فإن المتسببين بالعنف لا يطالهم العقاب.

منذ سنوات والجميع يتحدثون عن ضرورة تعديل وتطوير المناهج الدراسية، والآليات المتبعة في التدريس.

ولكن ذلك لا يحدث، ويبقى الطلبة مشغولين بالأشياء الهامشية التي تسبب في النهاية العنف الجامعي.

أيضا، ومنذ سنوات، يتحدث الخبراء عن أهمية السياسة في الحياة الطلابية؛ إذ توجه الطلبة نحو العمل العام، والانشغال بالقضايا الوطنية والعامة.

ولكن ذلك لا يحدث، ويبقى العمل السياسي في الجامعات محاربا.إذا أرادت الحكومات والجامعات والجهات المسؤولة كافة الخروج من دوامة العنف الجامعي، فعليها أن تبادر فورا إلى تطبيق التوصيات التي أجمعت عليها هذه الجهات للقضاء على العنف، أو على الأقل الحد منه.

فتطبيق السياسات والآليات المتفق عليها، وعدم التراجع مهما كانت الظروف والضغوط، هما الحل لمشاكل العنف الجامعي الخطيرة التي يعاني منها المجتمع.

أما التهاون، وقبول الضغوط، والموافقة على الحلول الوسط، فستؤدي إلى تفاقم المشكلة، وتوسعها. لقد آن أوان إنهاء مأساة العنف الجامعي التي أصبحنا نعاني منها ومن آثارها جميعا.

الغد

أضف تعليقك