الأردن يخطو الخطوة الأولى لدخول البيت الخليجي

الأردن يخطو الخطوة الأولى لدخول البيت الخليجي
الرابط المختصر

لا شروط خاصة والهدف العضوية الكاملة .

بعد ايام سيلبي وزير الخارجية ناصر جودة دعوة نظرائه الخليجيين الدخول في مباحثات انضمام الاردن الى مجلس التعاون الخليجي , جودة سيتوجه الى العاصمة السعودية الرياض حيث مقر الامانة العامة للمجلس, وهناك يجري مباحثات مع نظيره السعودي الامير سعود الفيصل, الذي دعمت بلاده بقوة طلب الاردن بالانضمام لمنظومة التعاون الخليجي. وكان الفيصل اول مسؤول خليجي يزور عمان بعد الموافقة على طلب الانضمام, والتقى يومها الملك عبدالله الثاني وابلغه رسميا فحوى القرار.

جولة جودة لن تقتصر على الرياض بل ستشمل عواصم الدول الخليجية الاخرى للغاية نفسها.

لا يعلم الاردن لغاية الآن الوقت الذي ستستغرقه مباحثات الانضمام, لكنه على دراية بأن الهدف النهائي هو العضوية الكاملة في المجلس, كما انه ابلغ رسميا بأنه لا شروط خاصة او اضافية على عضوية الاردن غير ما هو منصوص عليه في اتفاقية المجلس.

في كل الاحوال يشعر الاردن بأن الخطوة هي انجاز كبير سعى اليها منذ فترة طويلة. ويقلل المسؤولون كثيرا من شأن مخاوف البعض حيال عضوية الاردن في مجلس التعاون الخليجي, سواء ما تعلق منها بالوضع الداخلي او علاقات الاردن مع دول المنطقة. فدول منظومة التعاون الخليجي متنوعة في بنيتها السياسية, ويضرب المسؤولون مثالا الكويت كدولة ديمقراطية تعيش الى جانب دول اخرى في مجلس التعاون من دون حساسيات.

ويعتقد اكثر من مسؤول في الحكومة ان علاقة الاردن مع الدول العربية الاخرى لن تتأثر جراء انضمام الاردن لمجلس التعاون الخليجي, لأن المجلس في الاصل ليس محورا سياسيا موجها ضد احد في المنطقة.

بين الاردن ودول الخليج ارث طويل من العلاقات المميزة; يقول المسؤولون, يمكن البناء عليها في المستقبل, والانضمام الى "التعاون الخليجي" جاء ليتوج مسيرة عقود من التعاون الوثيق.

والعلاقة لن تكون في اتجاه واحد, وانما في اتجاهين, فلدى الطرفين قيمة مضافة, الاردن لديه الموارد البشرية والخبرات في كل المجالات, اضافة لموقعه المتوسط بين دول المنطقة.

ودول الخليج تملك الموارد الطبيعية والاسواق الكبيرة.

لكن الجدل حول القضية في دول الخليج لا يقل في مستواه عن الجدل الدائر في الاردن, ففي الاوساط البرلمانية والاعلامية الخليجية يدور نقاش ساخن حول الفوائد المرجوة من ضم الاردن, وقد ظهرت اصوات معارضة في الصحافة, كما تحرك نواب كويتيون لتشكيل لوبٍ معارض للخطوة, فالتقت بذلك مع تحركات مماثلة في اوساط اردنية تعارض. المبررات التي يسوقها الطرفان مختلفة, لكنها تلقى آذانا صاغية في الجانبين. وفي المقابل هناك من يبالغ في رفع سقف التوقعات بشأن النتائج المترتبة على العضوية في مجلس التعاون الخليجي. ينبغي الاهتمام بكل هذه الامور والحرص على عرض الحقائق بشفافية, فمن حق الرأي العام ان يعرف جميع التفاصيل المتعلقة بالعضوية وشروطها, والفرص الاقتصادية التي سَيُحقّقها الاردن وبشكل واقعي ومن دون تهويل او مبالغة. كما ينبغي القيام بحملة دبلوماسية واعلامية في دول الخليج لتبديد مخاوف الاوساط المعارضة والمتحفظة وكسب التأييد لقرار انضمام الاردن.

يشعر المسؤولون الاردنيون ان الخطوة تنطوي على تقدير لمكانة الاردن ودوره في المنطقة, لكن السؤال الذي يشغل بال العديد من المراقبين : لماذا تجاهلت دول الخليج قيمة الاردن ومكانته طوال العقود الماضية ولم تتذكر الا في هذا الوقت بالتحديد, وكان قد تقدم قبل عشرين عاما بطلب الانضمام الى البيت الخليجي?

العرب اليوم

أضف تعليقك