الأردن والمفاوضات المباشرة:هل تكفي المتابعة في القضايا الكبيرة؟

الأردن والمفاوضات المباشرة:هل تكفي المتابعة في القضايا الكبيرة؟
الرابط المختصر

قيادة عباس محبطة ويائسة ومستعدة لتقديم التنازلات .

عند هذا الحد انتهى الدور الاردني المباشر في المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية, فقد دعم منذ البداية جهود الادارة الامريكية لجمع الطرفين حول طاولة واحدة, وشهد حفل البيت الابيض لاستئناف المفاوضات ثم غادر مع مصر تاركا للراعي الامريكي تنظيم مواعيد الجولات المقبلة من التفاوض.

لكن الاردن ليس كمصر, الرئيس مبارك لا تعنيه المفاوضات كثيرا ان نجحت او فشلت ولن يعطيها الكثير من الوقت القصير المتاح امامه فكل ما يهمه الان هو مصير نجله جمال الذي رافقه في رحلة واشنطن.

الاردن وضعه مختلف تماما اذ لا يمكنه ان يتجاهل ما يدور في المفاوضات فجميع قضايا الحل النهائي تمس بشكل مباشر امنه ومستقبله.

المقاربة الاردنية بشأن المفاوضات ملتبسة وغريبة بعض الشيء, فمن ناحية هو يقر بأن هناك مصالح اردنية ترتبط ارتباطا وثيقا بقضايا الحل النهائي "اللاجئون, القدس الحدود, المياه" لكنه من ناحية ثانية لا يريد الجلوس حول طاولة المفاوضات حتى لا يتحمل المسؤولية عن اي اتفاق فلسطيني اسرائيلي ينطوي على تنازلات من وجهة النظر الفلسطينية والعربية. ولذلك اعتمد بديلا للمشاركة المباشرة يقوم على مبدأ الاطلاع والمتابعة" لمجريات المفاوضات . وفي هذا الصدد يقول وزير الخارجية ناصر جودة في تصريح صحافي: "ان مفاوضات الحل النهائي تتطلب ان تكون لنا رأي ومتابعة, وان تكون لنا قنوات للتنسيق مع الجانب الفلسطيني حول القضايا المتعلقة بالحل النهائي, ولكن في نهاية المطاف يظل التفاوض امرا يعني الفلسطينيين والاسرائيليين".

توضيح جودة هذا يزيد المقاربة الاردنية غموضا ويولد العديد من الاسئلة التي لا تجد اجابات: فهل يملك الاردن وفق هذه الصيغة إبطال اتفاق حول اللاجئين مثلا يوافق عليه الفلسطينيون ويدعمه الجانب الامريكي...? وكيف سيتصرف اذا ما وافق الجانب الفلسطيني على استمرار السيطرة الاسرائيلية على الجانب الغربي من غور الاردن..? وثمة اسئلة اخرى كثيرة حول الدور الاردني في القدس والاملاك الاردنية والمياه.

في التاريخ القريب سابقة لاتفاق فلسطيني اسرائيلي لم يراع المصالح الاردنية واعني بذلك "اوسلو" وتشاء الصدفة التاريخية ان يكون مهندس اتفاقية "اوسلو" هو الرئيس الفلسطيني اليوم الذي يشرف بنفسه على المفاوضات.

الفرق وهو في غير صالحنا ان محمود عباس ايام اوسلو وان لم يكن رئيسا كان في وضع افضل واقوى مما هو عليه اليوم.

ففي ذلك الحين كان يفاوض باسم الرئيس ياسر عرفات بكل ما يمثله من رمزية وشرعية للشعب الفلسطيني, اما اليوم فهو رئيس ولكن من دون شرعية كاملة.

والمفاوضات برمتها تجري في ظل ميزان قوى يميل بقوة لصالح اسرائيل واثبتت اتصالات الاسابيع القليلة الماضية ان سلطة عباس لا تستطيع مقاومة الضغوط الامريكية بدليل انها تخلت عن كل شروطها المعلنة وقبلت استئناف المفاوضات المباشرة من دون شروط ولا مرجعيات واضحة ومتفق عليها.

وذلك يؤشر على ان القيادة الفلسطينية محبطة ويائسة وهذه هي الحالة المثالية لتقديم التنازلات. يعرف الخصم الاسرائيلي والراعي الامريكي هذه الحقيقة ولذلك يسابقان الزمن من اجل اختطاف اتفاق تاريخي مع قيادة قد لا تتكرر في التاريخ الفلسطيني.

فهل يشعر الاردن بالقلق من هذا الوضع وهل يمكن لالية التنسيق الثنائي ومبدأ الاطلاع والمتابعة" ان يعرقلا اتفاقا طال انتظاره., ما يخشاه الكثيرون هو ان يمضي عباس ونتنياهو في التفاهم على القضايا كافة ولا يجد الاردن وقتا "لابداء الرأي".