الأردن في وثائق (ويكيليكس)

الأردن في وثائق (ويكيليكس)
الرابط المختصر

السياسيون الاردنيون لا يبخلون في المعلومات على الدبلوماسيين ويتسابقون لكسب ود (السفارة) .

بادر الزميل فايز الفايز في موقع عمون الاخباري امس الى نشر مقتطفات قصيرة من برقيات السفارة الامريكية في عمان التي كشف عنها موقع ويكيليكس وهي جزء بسيط جدا من ملايين الوثائق التي تخص دولا عربية واجنبية, وبالنسبة للأردن تشكل عينة اولية من مئات المراسلات الصادرة من السفارة في عمان الى وزارة الخارجية الامريكية خاصة وان الوثائق تشير الى ان السفارة الامريكية في عمان هي من اكثر السفارات الامريكية نشاطا في هذا المضمار. وهو ما يؤكد تقييمات سابقة عن ان السفارة في عمان واحدة من اهم السفارات الامريكية في العالم وتلعب دورا واسعا في المنطقة وينظر اليها كقيادة مركزية للشعارات الامريكية في الشرق الاوسط والخليج العربي. وتعكس هذه المكانة عمق التحالف الاستراتيجي بين الاردن والولايات المتحدة على المستويات كافة.

البرقيات القصيرة التي تسربت لغاية الآن تخص مجموعة محدودة من المسؤولين وهي عبارة عن مقابلات مع دبلوماسيين امريكيين في عمان وتتمحور كلها حول الموقف من ايران. ولا شك ان الاقوال المنسوبة في هذه البرقيات الى هؤلاء المسؤولين تتناقض مع الموقف الرسمي الاردني تجاه ايران. وذلك امر غير مستغرب فللدبلوماسية وجهان على الدوام وما يقوله السياسيون في المؤتمرات الصحافية يختلف عما يطرحونه في القاعات المغلقة. ونشر ويكيليكس لهذا الكم الهائل من الوثائق يعد بالنسبة للرأي العام في كل بلد معني مناسبة للتعرف على المواقف الحقيقية لحكوماتهم من مختلف القضايا.

الايام المقبلة ستكشف عن المزيد من البرقيات والرسائل المتعلقة بالاردن وستتاح الفرصة للاطلاع على مزيد من التفاصيل ربما يكون فيها شيء من الاحراج لبعض السياسيين والمسؤولين. ولا نذيع سرا اذا قلنا ان كل المحسوبين على النخبة السياسية في بلادنا يحرصون على التواصل مع الدبلوماسيين الامريكيين ولاحظت في مناسبات عديدة ان الكثير منهم يبالغ في تأييد السياسات الامريكية في المنطقة معتقدا ان موقفا كهذا سيخدمه داخليا ويعزز موقعه الرسمي ولهذا يتسابقون لكسب ود السفارة.

والمؤكد ان هؤلاء يشعرون بالقلق اليوم وهم يتابعون نشر الوثائق ويتمنون في سرهم لو ان طوفانا يأخذ ويكيليكس الى غير رجعة لتبقى برقيات السفارة الامريكية سري ومكتوم الى الأبد. ولا شك ان السفير الامريكي في عمان سيشعر هو الآخر بالاحراج اذا ما كشفت الوثائق بعض تقييماته الخاصة لشخصيات اردنية وسيضطر لتقديم الاعتذار مرات عديدة.

ولعل الصدمة التي احدثها موقع ويكيليكس منذ ان بدأ بنشر الارشيف المتعلق بحربي افغانستان والعراق تشكل درسا للسياسيين بضرورة توخي الحيطة والحذر عند الحديث مع الدبلوماسيين الاجانب والالتزام بالمواقف الرسمية المعلنة وتجنب الخوض في تفاصيل داخلية تمس بالأمن الوطني ومصالح الدولة وتحرج بلادهم مع الجيران في الاقليم.

span style=color: #ff0000;العرب اليوم/span

أضف تعليقك