"الأردن أحلى" فلنحاول مرة أخرى
رغم نبل الهدف من مبادرة "الأردن أحلى" التي أطلقتها وزارة السياحة والآثار وجمعية وكلاء السياحة لتحفيز السياحة الداخلية خلال عطلة عيد الفطر، إلا أن الواقع العملي أظهر عيوباً رافقت التطبيق.
والعمل الميداني الذي قام به عدد من الزملاء في دائرة "سوق ومال" في "الغد"، أظهر أن بعض الرحلات كانت مجرد حبر على ورق العروض، وأكثر من ذلك أن بعض الرحلات تم إلغاؤها في اللحظة الأخيرة، ما تسبب بإرباك الأسر والأفراد الساعين لقضاء إجازة العيد في مواقع سياحية محلية.
فمثلا تم إلغاء رحلة عمان- جرش، فيما لم تكن رحلة عمان- عجلون ضمن البرنامج رغم إدراجها في قائمة الرحلات التي تضمنها الإعلان عن البرنامج.
أما رحلة رم- البتراء- العقبة، فلم يتسنّ الحجز فيها قبل أيام من العطلة، ناهيك عن جهل بعض العاملين في مكاتب سياحية بالبرنامج، وتسويقه بشكل اعتباطي وغير مدروس.
هدف البرنامج للفت انتباه الأردنيين إلى المواقع السياحية في بلدهم، وإقناع البعض بقضاء الإجازة في الداخل بهدف تقليل حجم إنفاق الأردنيين على السياحة الخارجية، وقد نجح إلى حد ما في وضع أساس يبنى عليه مستقبلا.
والاستمرار في تبني هذه الرؤية وعدم التوقف عند هذا الحد مهم وضروري، رغم القصور الذي رافق الحملة، إذ ان تحقيق انجاز فيها مهما بلغت نسبته مفيد للبلد، خصوصا إذا ما عرفنا أن الأردنيين أنفقوا أموالا كثيرة في الخارج قاربت قيمتها خلال العام الماضي مبلغ بليون دولار.
ويتوقع أن تصل حتى نهاية العام الحالي ما مقداره بليون دينار، حيث بلغت خلال النصف الأول من العام الحالي نحو 456 مليون دينار.
مسعى الوزارة نبيل، ويسهم بشكل كبير في تحفيز القطاع السياحي ومنع خروج العملة الصعبة، وتقليص عجز الحساب الجاري، ويساعد بتحريك عدد من القطاعات التي تدور في فلك القطاع السياحي.
"الأردن أحلى".. لم تفلح في تقديم مبادرة بلا عيوب ورافقتها أخطاء، إلا أنه يمكن اعتبارها لبنة لبناء أمر مهم عليها، من أجل تطويرها وتقليص ثغراتها لأدنى درجة ممكنة لأجل تحفيز السياحة الداخلية.
والارتقاء بالفكرة بحاجة إلى بذل مزيد من الجهود من قبل الجهات الرسمية، ممثلة بوزارة السياحة وفاعليات القطاع السياحي.
وعلى الحكومة فرض مزيد من الرقابة على مستوى الخدمات، وضمان الالتزام بالبرامج والمواعيد، فاستمرار العمل بعشوائية ومن دون تنظيم سيفشل المشروع بلا أدنى شك.
وعدم متابعة المبادرة والتوقف عند هذا الحد أو التخلي عن الفكرة، سيجعلنا نظل لسنوات طويلة نشكو ضعف السياحة المحلية، وعدم وجود برامج لها، وسنبقى ننفق مبالغ طائلة في الخارج.
وتشجيع السياحة الداخلية وتحفيزها يتطلب أفكارا جديدة ومبتكرة، وفكرة "الأردن أحلى" تستحق المحاولة مرة أخرى من أجل فسح المجال أمام الأردنيين للتمتع بزيارة مواقع مختلفة في بلدهم.
وبعيدا عن الفائدة الاقتصادية، فإن تحفيز السياحة المحلية وتغيير انطباعات الناس تجاهها يحقق جزءا من العدالة، ويقلل الشكاوى المتكررة من ارتفاع أسعار وكلف السياحة الداخلية، التي لا تناسب مداخيلهم المحدودة والمتواضعة.
"الأردن أحلى" مبادرة تستحق المحاولة مرة أخرى.
الغد