اعتقالات جديدة لمقاتلي القاعدة

اعتقالات جديدة لمقاتلي القاعدة
الرابط المختصر

يتم إغلاق الحدود البرية مع سورية بطريقة تختلف عن المرات السابقة، وخلال الأسابيع الخمسة الماضية تم منع حالات تسلل عديدة نحو سورية، رغم إعلان السوريين مؤخراً أن قواتهم ألقت القبض على متسللين وقتلت بعضهم.

في المعلومات أن أربع مجموعات سلفية جهادية تم إلقاء القبض عليها مؤخراً خلال محاولتها التسلل من الأردن إلى سورية، وإحدى تلك المجموعات تضم سبعة سلفيين جهاديين، ومجموعة أخرى كانت تضم أربعة، والمجموعة الثالثة ضمت ثمانية والأخيرة ضمت أحد عشر.

لم يتم الإعلان عن تلك المجموعات التي تنتمي للسلفية الجهادية في الأردن، وهذه المجموعات موقوفة حالياً، ويبلغ عدد أفرادها الإجمالي ثلاثين شابا، وهم غيرالمائة المنتمين للسلفية الجهادية الموقوفين على خلفية أحداث الزرقاء، ومعهم «عبد شحادة» الملقب بأبي محمد الطحاوي الذي يعاني ظروفا صحية صعبة.

هذا يعني أن عدد معتقلي التيار ارتفع مؤخراً، وعمليات منع التسلل التي جرت عبر الحدود كانت خلال الأسابيع القليلة الماضية.

اسأل محمد الشلبي الملقب بأبي سياف أحد قيادات السلفية الجهادية في الأردن والذي يعيش في معان عن مآلات الذهاب للقتال في سورية، ولماذا لا يتم إصدار قرار داخل السلفية الجهادية بمنع شبابها من التسلل إلى سورية للقتال، حتى لا يتم اتهام الأردن بكونه يقوم بتسهيل عمليات المرور، ولعدم وجود حاجة اساساً في سورية لقدوم مقاتلين من الخارج؟!.

يجيب أبوسياف إن عمليات التسلل الى سورية لا تتم بقرار مسبق من قيادات السلفية الجهادية في الأردن، وبالتالي لا نية أيضا لإصدار قرار بمنع تلك العمليات، لأن أغلبها يتم بشكل فردي، ولا يتم أخذ موافقات مسبقة على هكذا عمليات من قبل قيادات السلفية.

هذا الكلام يتطابق مع المعلومات التي تقول إن بعض عمليات التسلل تتم بقرار شخصي، لكنه يتناقض من جهة أخرى مع الكلفة السياسية، لأن السلفي الجهادي في نهاية المطاف محسوب على تياره وتنظيمه، ولا يجوز أن يكون قراره بالقتال فردياً.

لابد أن يعود مئات الشباب الأردنيين الذين يقاتلون في سورية الى الأردن، وعودة هؤلاء ممكنة إذا قررت قيادات التنظيم هنا أعادتهم عبر إصدار بيان أو دعوتهم للعودة، فتلك معركة يختلط فيها الجهادي بالعلماني، والوطني بالعميل.

فوق ذلك فإن دمشق الرسمية تقوم بتوظيف تسلل هؤلاء بطريقة ذكية جدا، إذ تقول للعالم إن تنظيم القاعدة انتقل الى سورية، وإن القاعدة ستكون وريثة النظام، ما يسبب ذعرا سياسيا لدى العواصم ويجعلها تأخذ موقفا متأرجحاً مما يجري في سورية.

هذه حرب إقليمية ودولية، تديرها أجهزة أمنية عالمية على خلفية صراع سياسي واقتصادي، وليست حرباً مقدسة، ولا تكفي هنا النوايا الحسنة، والتي كثيراً ما تقود أصحابها عبر طريق معبدة إلى غير الجنة المنتظرة والمفترضة أيضا.

لعل هناك من يقف قليلا ويفكر؟!.

الدستور