اتسع الرقع على (الرفاعي)

اتسع الرقع على (الرفاعي)

يبدو ان لسياق التاريخ مع حكومات الرفاعية اتجاه واحد ، لكن حكومة دولة السيد سمير الرفاعي الحفيد هي الاسوأ حظا بين هذه الحكومات ، التي انتهت كلها تراجيديا ، سمير الجد كان قد شكل ست حكومات قبل ان يقرر مجلس النواب اقصائه بسابقة حجب الثقة عن حكومته ، فيما سقطت حكومة الاب سمير بسابقة هبة شعبية كان قد شكل قبلها اربع حكومات ، غير ان حكومة السيد سمير الحفيد الأولى (!) وحديثة الولادة تتعرض لما تعرضت له آخر حكومة للجد وآخر حكومة للأب حيث توقف مسلسل حكوماتهما عند هذه النهايات..!

-2-

الغريب اليوم ان حكومة السيد سمير الرفاعي تتعرض لكل هذا الضغط بغية إسقاطها رغم انها تشكلت وعاشت ربيعها الاول من غير مجلس نواب (!!) واليوم في ظل غياب مجلس النواب الذي لو كان موجودا كان سيعمق جراحها المتوالية ، اصبح الاعلام هو السلطة الثانية وليس الرابعة في ظل غياب السلطة التشريعية , والسلطة الثانية –الاعلام- حجبت الثقة بالأغلبية الساحقة عن حكومة الرفاعي ليس في مسلسل اخره أسطورة حجب المواقع في عام 2010 (!!!) وقبلها كانت ادارة جريدة الدولة الاولى تمنع نشر مقالات لكبار كتاب الدولة لانها تتعرض للحكومة ..!

-3-

حاولت حكومة السيد الرفاعي مغازلة الاعلام وكانت هذه هي النتيجة وحاولت مغازلة الحركة الاسلامية انتهت بمقاطعة مشروع الحكومة الرئيس وهو الانتخابات التي كانت تسعى لتجميل وجهها فيه , وخرج على الحكومة جيش جرار لم يكن بالحسبان وهو المتقاعدون العسكريون اهم بوصلة كانت دعامة الدولة الاردنية , وفي الوقت الذي كانت الحكومات الرفاعية تتهاوى بالحزم الاقتصادية ، تهاوت الحكومة الجديدة ايضا سياسيا ، في اقرارها قانون انتخاب فريد سخر منه سياسيون كبار من اعمدة السياسة الاردنية ، فيما كان قانون الضمات الاجتماعي كارثة وطنية استحوذت فيه الحكومة على اموال الضمان واستخدمت المدير السابق لتمرير القانون ثم ذبحته على مقصلة التغير عشية اقرار القانون..!

-4-

لم تفلح مغازلة الاخوان والاعلاميين برفع الضغط عن الحكومة ولم يفلح ثالوث الكبار (المعشر-الكركي-القاضي) في ذلك , بالعكس سقطت شخصيات كبيرة كانت الحكومة تتقوى بها ، الاكاديمي العريق ابراهيم بدران اكبر الوزراء سنا وعلما سقط بهفوة لسان،والاعلامي نبيل الشريف الذي خرج من الوزارة متهالكا ومحطما لتاريخه الاعلامي ومن الاعلاميين ايضا والوزير المصري الذي سجلت فضيحة فساد وزارة الزراعة عليه وكان المنطق ان تسجل له، ولم يفلح تجميل وجه الحكومة (الديكور) بتسجيل اعلى رقم نسائي بتاريخ الحكومات الاردنية ، لم تفلح كياسة المستشارين الذين جاء بهم الرئيس من الاعلام بصد الهجوم الاعلامي على الحكومة , باختصار اكثر زاد حجم الترقيع في ثوب الحكومة الجديد حتى ما كاد يبين الرقع من الأصل ، لقد اتسع الرقع على الراثي ، اتسع الرقع على (الرفاعي!!)

أضف تعليقك