إلى أين يمضي الإصلاح؟

إلى أين يمضي الإصلاح؟
الرابط المختصر

p dir=RTLتؤول العملية السياسية المجتمعية والرسمية منذ رحيل حكومة سمير الرفاعي إلى نتائج ضئيلة جدا، ليست أعلى شأنا من الوهم والسراب./p
p dir=RTLوهي حالة تدعو إلى التساؤل: لماذا رحلت حكومة الرفاعي إذن؟ فما تقدمت فيه حكومة معروف البخيت، عصفت به حكومة الخصاونة لتعيدنا إلى المربع الأول، في تحدّ واضح للشعب واستخفاف بمطالبه بالإصلاح وبأبسط ما يدعو إليه الناس ويتطلعون لتحقيقه./p
p dir=RTLوالنتيجة الوحيدة التي تمخض عنها الحراك في الأشهر الثمانية عشرة الماضية هي اليأس من إصلاح على يد الحكومة. والواقع أنها حقيقة تاريخية؛ فالإصلاح تصنعه المجتمعات وليس الحكومات، والنتائج المتوقعة على الأرض في الإصلاح والتنمية تعكس بوضوح وعي المجتمعات لما تريد أن تكون عليه./p
p dir=RTLولذلك، فإن السؤال الأساسي الذي أدركته السلطة التنفيذية ولم يدركه المجتمع بعد هو: ما الذي يريده الناس بالفعل؟/p
p dir=RTLالسلطة فهمت أن الحراك المجتمعي لا يملك بوضوح ما الذي يريده؛ لم يحدد بواقعية طموحاته وتطلعاته؛ لم يدرك بوعي كاف الفرق بين الواقع القائم وبين أهدافه وأولوياته التي يتطلع إليها/ أو يفترض أنه يتطلع إليها ويسعى إلى تحقيقها./p
p dir=RTLوالحكومة اكتشفت أن الناس مقبلون على ما يقدمه دعاة مثل القرني والعريفي أكثر من استعدادهم للانشغال بالظلم الضريبي وغياب عدالة التوزيع والعدالة الاجتماعية وسوء إدارة الإنفاق العام وتوزيعه وضعف وترهل الخدمات الأساسية./p
p dir=RTLوإذا كان الإخوان المسلمون حققوا حضورا شعبيا كبيرا بمواعظ عذاب القبر والمطالبة بتحرير المسجد الأقصى، فلماذا لا تعمل الحكومة مثلهم، بل وتزيد عليهم وتمنحهم ما يريدون إن كان ما يريدونه ليس مكلفا في شيء، بل هو مرغوب من قبل السلطة التنفيذية أكثر مما ترغب فيه المجتمعات والقرى والبلدات وطلبة الجامعات والجموع الهائلة المقبلة على الثواب والحسنات./p
p dir=RTLفالحكومة لديها ما تقدمه من أسباب ومصادر الحسنات والثواب أضعاف ما يمكنها أن تقدم لبناء المدارس والمراكز الصحية، وتعظيم الموارد العامة وحمايتها وتجديدها، وترشيد الإنفاق ومحاسبة الفاسدين./p
p dir=RTLوإذا كان الناس يفضلون الاستعداد للموت وما بعد الموت، فلتزودهم الحكومة بكل أسباب الراحة لرحلتهم العظيمة ويتركوا (الشعب) للسلطة أمر الدنيا الزائلة بمدارسها وجامعاتها ومستشفياتها وفوسفاتها وسكنها الكريم وكازينوهاتها، فما عند الله خير وأبقى!!/p
p dir=RTLلقد أظهر الحراك الإصلاحي مجموعة من الأزمات الكبرى المزمنة والراسخة في بنية المجتمعات والدولة والأسواق، وكشف عن عجز الأحزاب وفساد منظمات المجتمع المدني، وأن المجتمعات غير مدركة لمسؤوليتها وحدود شراكتها مع الدولة والشركات، وما تقدر عليه وما يجب أن تفعله، وأنها تنتظر الإصلاح الذي لا تدرك من محتواه وحقيقته سوى نهاياته الباهرة أن يهبط عليها من حكومة رشيدة يبعثها الله لهم/p
p dir=RTLspan style=color: #ff0000;الغد/span/p