أين يغرِّد الطائر الأردني ؟؟!!

أين يغرِّد الطائر الأردني ؟؟!!
الرابط المختصر

اصبحت اشعر بأن مخططا بائسا حقودا أسود يدفع لأن نكون في الأردن كبالون تتلاعب به أدخنة سيجار الخواجا بينما النوادل العرب (يهفون ) على جمر الفحم ليبقى محمّرا كاويا حارقا .

تذكرت عندها قول الشاعر احمد شوقي وهو في المنفى أحرام على بلابله الدوح حلال للطير من كل جنس ماذا بقي لنا حتى نقول ما هو دورنا ، أين نحن حتى نعرف الى اين نسير ، اختلطت بين أيدينا الاوراق واختلت لدينا البوصلة ، وتداخلت الاتجاهات , فمن أمّنته على وطنك خانك , ومن شاركته الحاضر والمستقبل يتآمر عليك ، ومن اعتقدت بأنه من جلدتك يتاجر بقرارك ويصادر إرادتك ، ومن عوّلنا عليه لجانبنا ، تسلل لخدرنا و (خمشنا ) وهشمنا وأرادنا ببغاء ضارعة مستكينة ، كأننا خرس طرش لا حول لنا ولا قوة ، فالمطلوب منا أن نطيع ، أن نضرب(ب..) البالي وجه الشقيق لنكون جزءا من دبابات لا تعرف الا تكسير الجماجم ورصاصا لا يفهم الا تفجير القلب والرأس والعيون؟ بينما الذهب الاسود خوّل بعضهم ليعتقدوا بأنهم الاوصياء على هذه الأمة بفلسفة الدولار ، وتوجيهات ابناء العم سام . ؟

ماذا نحن ... وكيف أصبحت هويتنا . أقلية وسط جموع بشرية جاءت من تحت النيران والموت والدمار، فكرها البقاء.

ما نحن الان الا (شختورة ) تتقاذفنا الامواج وبالونات يطيّرنا دخان سيجار البارونات الذين سلّطوا علينا (ديجتاليون ، براغماتيون ، برامكة , النهيبة والفاسدون ، تجار البشر, العاملون مع عبدة الشيطان .....الخ )حتى العائلات الموروثة كان لها حكم السلطان ، وابناء الداية محفوظ لهم حقهم على مر الزمان .

فكيف بوطن يحكمه شقيقان ، واحد في السجن والثاني يستذكر حاضر الايام ؟! كم سخّرت لهم الاقلام مدحا والابواق تزميرا حتى اعتقدنا بأن مصلحا قد عاد من غابر الزمان ، ووجدنا من يتشدقون الان بالوطنية والاقلام الحرة والانتماءات ، مضللين الناس ، متلاعبين بعقولهم ، فما بين الخداع والصواب تضيع الحقيقة ، دمرت العشائرية عماد الوطن وسنامه الثابت ، تلاشت الشخصيات الجامعة والزعامات الصانعة للقيادات ، ممن صنعوا موفق السلطي ، وفراس العجلوني ، ورجالات الوطن التي جعلت من الاردن انموذجا للثورة ، وكبرياء للوحدة واللحمة والتحرر؛ فكانت العباءة مرجعا ، والحطة للفكر مرتعا ، وكانت القومية والعروبية فكرا ومنبعا ، فاختاروا للمراحل رجالها ، ونسبوا للقادم فرسانه ، فكانت الصنيعة الكبرى تحديًا ورجولة وشرفا وبطولة ونزاهة ومروءة ؛ فعاش الأردن في أمته ، وعاش الاردني في وطنه معززا نبراسا كريما شهما .

نحن لسنا الشحادين ، ولسنا الذين نتسول على بلاط الشيوخ والملوك والامراء ، نحن الذين تموت أنثانا قبل ان تأكل بثديها ، نعم إنه الاردني ، فاذا كان هو الناصر على الدوام فلا تنكروه حقه ، ولا تتاجروا بصبره . سلبت المقدرات ، ونهبت الموجودات ، وتقاذف فرصنا أبناء الغول، وتسابقوا على ما تبقى من فتات ، فمنهم من استباح الارض فنهبها ، ومنهم من تفرد بالشركات فمصّ رحيقها ، ومنهم من تسلط على النفط فباع المنح والمساعدات، واستولى على عوائدها .

حتى المشاريع الصغيرة كمسنوا عليها السياحية والبيئية والاقتصادية ...الخ ، تفننوا في أساليب النهب وابدعوا باستغفال الناس كل الناس حتى الذين انتخبناهم سابقا قبلوا بأن يغمضوا العيون برخصة سائق او تكسي او بوظيفة حارس او علاج مريض ، وها هي قصص الفساد تشرع ابوابها وتكشف الرياح عن عورتها على من يسترها ..فلا مجيب ؟ !., حتى الذين تقربوا من أسرة العرش خذلونا وخذلوا الوطن الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ، فاستباحوا ما استباحوا ، حتى الاقزام السذج تهافتوا على القصعة ، ولم يبق الا الحسرة يتغمسها ابن البلد ليله ونهاره . .؟ ، ماذا بقي لنا غير الجلد والعظم ، وماذا بقي لنا ونحن نهان ونمتهن. والجنسية تستباح رغم رسوخ القضية فالأساس هنا زوال الهوية؟! فما ذنبي انا الاردني وعلى حسابي حلُّ القضية ، وطن بديل واسرائيل يهودية ، والاخوة السوريون يأكلون مني الاخضر واليابس والأمة تنظر إليّ كمتسول بمزهرية، فهل هذا جزاء الاردني ، نياشين من القهر ، ودروع من الإهانة.؟؟

العرب اليوم

أضف تعليقك