#أنا_أيضاً

#أنا_أيضاً
الرابط المختصر

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ #أنا_أيضاً شاركت من خلاله الملايين من النساء حول العالم تجاربهن الخاصة مع مختلف أنواع الاعتداء الجنسي.

هدف هذا الهاشتاغ تمثّل في نشر الوعي بخصوص الأعداد الهائلة من النساء اللواتي يتعرضن للاعتداءات، وإلى صدم هؤلاء الذين ينكرون حجم هذه المشكلة ويظنون أن حالات التحرّش والاغتصاب هي حالات "استثنائية" لا أكثر.

أخيراً تمكّن ملايين الناس إدراك أن هذه المشكلة أكبر وأقرب إليهم مما ظنوا عند قراءة تجارب أصدقائهم وأقاربهم, أو حتى أفراد عائلاتهم.

إن مشاركة النساء تجاربهن الشخصية المؤسفة المتعلّقة بالاعتداء الجنسي أمر يتطّلب الكثير من الشجاعة والقوة خصوصاً في مجتمعات إما تنكر وجودها، أو تلوم ضحاياها، أو تطلب منهم الالتزام بالصمت خوفاً من "الفضيحة".

لذلك تظهر مشاركة النساء العربيات في هذه الحملة خطوة جريئة في الاتجاه الصحيح. كل مشاركة شجعت قراءها على الانضمام إلى الحملة واستغلال مواقع التواصل الاجتماعي كمسرح للتعبير عن تجاربهم ومشاعرهم من غضب وحزن وأمل من دون أية قيود، فكانت هذه المواقع أشبه بمساحات للنضال يصعب إيجادها في البلاد العربية.

من المهم الإدراك أن السبب وراء ندرة قصص الاعتداءات الجنسية في بلادنا ليس عدم وجودها، بل في غياب بيئة آمنة لضحايا الاعتداءات الجنسية لمشاركة تجاربهم. كيف لا وبعضنا لا يزال يقتل ضحايا الاغتصاب باسم الشرف؟ كيف لا ونحن لا نزال نعاقب الضحية التي إما نكذبها أو نلومها؟ كيف إذا نتوقع سماع قصص هذه الضحايا حتى نصدق وجود هذه الاعتداءات اليومية المتكررة؟ كالعادة لا نزال نثبت أننا نفيض بالتناقضات التي تخنق نسائنا يوما بعد يوم.

أول خطوة لحل أية مشكلة هو الاعتراف بوجودها, وقد حان الوقت للاعتراف بحجم هذه المشكلة الهائل، وهذا ما هدف إليه هاشتاغ #أنا_أيضاً.

إن هذه الحملة دليل قوي أن نساء الوطن العربي في أشد الحاجة إلى مساحات آمنة تخلو من قيود المجتمع ومفاهيمه الرجعية للتعبير عما يمرون به من ظلم وإهمال واتهامات باطلة.

هذه المساحة قد تكون البيت، أو المدرسة، أو العمل، أو الشارع، أو جميع ما سبق ذكره. وإن الطريق لفرض وجود تلك المساحات طويل، لكن نساء العالم العربي قد بدأن بالسير، ولا مفر من تقبّل هذا الواقع.

 

ليلى حزينة: كاتبة فلسطينية