"أطفال الحجارة"

"أطفال الحجارة"
الرابط المختصر

عندما كتب نزار قباني قصيدة "أطفال الحجارة" بعد الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي اندلعت في ديسمبر 1987، قال في مطلعها:

 

"بَهَروا الدُّنيا، وَما في يَدِهِم إلا الحِجارة"

 

ومع أنني حفظت القصيدة عن ظهر قلب، إلا أنني ومنذ تلك اللحظة وأنا ألعن الساعة غير المتكافئة التي فرضت على المقاوم الفلسطيني أن لا يكون بين يديه إلا الحجارة ليقاوم بها أعتى وأشرس قوة عسكرية في الشرق الأوسط...

 

 

تخيلوا لو أن المقاومة اللبنانية في 1982 لم يصلها السلاح من إيران عبر سوريا وظلت تقاوم المحتل لأرضها بالحجارة!!

 

في رأيي الشخصي، فإن أكبر كارثة حلت بالشعب الفلسطيني بعد احتلال وسرقة أرضه، هي اللعنة التي ابتلاه بها بعض قادته عندما فرضوا عليه أن يقاوم أعزلاً دون سلاح حقيقي يماثل سلاح غريمه الغاصب لوطنه...

 

قد تسألون، وهل العرب قادرون على إيصال السلاح لمن يريده؟

 

قبل عام بالتمام أيها السادة في مثل هذا اليوم في 20 آذار 2018، وبعد تطهير حُماة الديار لغوطة دمشق من التكفيريين، شاهدنا بأم أعيننا الكمية المهولة من السلاح والدبابات والعربات والصواريخ والراجمات والذخيرة والقنابل التابعة لجيش الإسلام، والتي عثر عليها الجيش السوري في الغوطة الشرقية وتم عرضها على محطات التلفزيون...

 

 

هذه الترسانة العسكرية العملاقة، لو تم إرسال واحد بالمليون منها لفلسطين، لانهارت دولة الاحتلال خلال 24 ساعة، فهي والله أوهن من بيت العنكبوت...

 

 

لا بل أن مئات مليارات الدولارات التي اعترف بإنفاقها ضباع الصيدة التي أفلتت على تمويل وتسليح مجاهدي النكاح في سوريا لتدمير الدولة السورية وذبح شعبها كانت ستكفي لشراء أرض فلسطين بالدونمات متراً متراً من البحر إلى النهر ومن النقب إلى رأس الناقورة، دون حتى إطلاق رصاصة واحدة...

 

 

الشعب الفلسطيني أيها الأحباء لا تنقصه الشجاعة والبطولة والتضحية والبسالة، وإنما ينقصه سلاحاً حقيقياً يدافع به عن أرضه وعن كرامته، سلاحاً كأطنان السلاح الذي أرسله أبناء الصحراء إلى سوريا لإسقاط محور المقاومة من أجل عيون إسرائيل...

رحم الله نزار قباني حين قال:

آهٍ يا جيلَ الخياناتِ
وَيا جيلَ العمولاتِ
وَيا جيلَ النفاياتِ
ويا جيلَ الدعارة...
سوف يجتاحُكَ – مهما أبطأَ التاريخُ
أطفالُ الحجارة...