أطفال التوحد ..وحيدون أكثر مع عائلاتهم في زمن الكورونا
كان الحظر الذي أعلنته الحكومة الأردنية منتصف آذار الماضي بسبب جائحة كورونا التي ابتليت بها المملكة والعالم، مختلفا بالنسبة لرهف، الأم الثلاثينة لثلاثة أطفال، أحدهم يعاني من تحديات واضطرابات سلوكية مختلفة.
فمنذ اللحظة الأولى من إعلان الحظر لم تستطع رهف ان تفهم ما سيدور في هذا البيت الصغير مع طفلها غير الناطق والذي يعاني من التوحد، فهي إمرأة عاملة واعتادت أن يساعدها مختصون لرعايته ومتابعة حالته.
ففي كل يوم ومنذ بداية الأزمة يمسك طفلها ذو الست سنوات يدها ليذهب الى الباب لكي يخرج من البيت، هذا المشهد يتكرر مع جميع الأمهات، ولكنه أكثر صعوبة في حالة رهف فكيف تستطيع إقناع طفلها الذي يدور بعالمه الخاص بالمستجدات الجديدة؟!
يواجهها بنظراته البريئة الحائرة يتساءل مالذي حصل ولا تملك الإجابة سوى ضمه إليها لإلهائه بلعبة عنها لكي تتابع عملها من المنزل.
واجباتها المنزلية والمهنية التي تتابعها عن بعد، والعبء الجديد غير المعهود بالنسبة لها بسبب انقطاع طفلها عن التدريب له آثاره السلبية عليه وعليها وعلى أسرتها على السواء.
الوضع الآن تغير على الجميع لكن بالنسبة لرهف موضوع آخر فطفلها لا يتفهم فكرة أنه انقطع عن العالم الخارجي فلا يوجد سيارة تخرجه من البيت او الروتين الذي اعتاده كل يوم صباحًا برفقة والدته ووالده .
فمن المعروف أن التوحديين يعتادون النظام ويكرهون التغيير في نظامهم اليومي الذي اعتادوا عليه.
ها هو بعد مرور أكثر من أسبوعين بالحجر تعودت رهف أن تقضي كل الوقت معه، لعب وتناول طعام ، وتعلم، ونوم..فمعهم كل الوقت .
لكن تتساءل رهف وهي مرهقة من كل ما يدور حولها عن دور المركز والمعلمة الخاصة أليس من حق طفلها الإستمرار بعملية التعلم ولو عن بعد؟!!
منذ بداية الأزمة لم تقم أي مبادرة من المراكز الخاصة لمتابعة تعليم أولادنا عن بعد على الرغم من دفع الأهالي للرسوم والأقساط كاملة، ليس من حقكم ترك اولادنا بحالتهم الخاصة وعدم مراعاة حاجتهم لمتابعة تعليمهم وتطورهم اجتماعيا، يوم واحد يشكل فرقا في حالتهم.
لم نر كأهالي أي مبادرة شخصية من معلمات التربية الخاصة بتصوير فيديوهات قصيرة او إطلاق منصة إلكترونية للتواصل مع الأهل في حدث كهذا واحتمالية أن يترك في نفوس أولادنا كثيرا ماذا يفعل الأمهات والآباء مع ابنائهن الذين يقفون الآن في المنتصف، لا تقدم وتراجع في كثير من المهارات التي سبق وأن تعلمها.
نحن كأهالي لمثل هذه الفئة لا نعترض على وجودهم بحياتنا فهم شكلو في حياتنا فرقا، ولكننا كنا نعاني واليوم نعاني أكثر نحن وأطفالنا بشكل مضاعف فمن يمد يد العون لنا؟!