أسرانا ومخطوفوهم

أسرانا ومخطوفوهم
الرابط المختصر

تشن حكومة الاحتلال الإسرائيلي هجوما شرسا على الشعب الفلسطيني على خلفية فقدان ثلاثة مستوطنين في الضفة الغربية، فحاصرت مدينة الخليل، واعتقلت مئات الشباب الفلسطيني، ومنعت سفر الآلاف من الفلسطينيين، ووجهت الاتهامات إلى السلطة الوطنية الفلسطينية، وهددت باتخاذ إجراءات اشد قساوة في المستقبل بحق جميع الفلسطينيين وعلى مختلف المستويات.

وها هو رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو وغيره من المسؤولين الإسرائيليين يهددون ويتوعدون الفلسطينيين بالعقاب. وبالمقابل، تعتقل اسرائيل آلاف الفلسطينيين منهم أطفال صغار ومراهقون، ونساء وشيوخ، وتعاملهم معاملة عدوانية لا رحمة  فيها، أقل ما يقال عنها، إن الممارسات الإسرائيلية لا تأخذ بعين الاعتبار أبدا تشريعات حقوق الإنسان الدولية ولا المحلية ولا أي تشريعات أو حقوق انسان، مهما كان حجمها أو شكلها، أو مصدرها. لا تسأل اسرائيل ولا تهتم بحقوق العرب الفلسطينيين الأسرى وغير الأسرى، ولكنها تقيم الدنيا ولا تقعدها، حينما يختفي اسرائيلي لأي سبب كان. فالإسرائيلي مقدس، في حين أن العربي دمه مهدور، وحياته لا قيمة لها بالنسبة لإسرائيل.

إسرائيل التي شردت شعبا بأكمله، وحرمته من الحياة على أرض وطنه، وتعاقب بالحبس والاعتقال والمحاصرة والتعذيب والقتل من بقي من هذا الشعب على أرضه، هي الآن في حالة طوارئ بحثا عن ثلاثة مستوطنين فقدوا الخميس الماضي، وتعاقب في بحثها كل الفلسطينيين. وتتحدث اسرائيل الآن التي تتقن فنون الحصار والعقاب والتعذيب والقتل، عن حقوق الإنسان، ويتشدق ساستها بمصطلحات لها علاقة بالقوانين والتشريعات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان وبالإنسانية، في حين تغيب هذه الإنسانية في التعامل مع الأسرى الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية الذين ينفذون منذ أكثر من 54 يوما إضرابا مفتوحا عن الطعام رفضا للحبس الإداري والتعذيب والاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة عليهم.

تعوّد الفلسطينيون على سياسة الكيل بمكيالين الإسرائيلية والتي تجد صداها عند حلفاء اسرائيل من الدول الغربية الذين يرفعون الصوت بوجه الضحية، ويصمتون في حضرة الجلاد، ويهمسون عندما تزيد عدوانية المحتل، وممارساته غير الإنسانية بوجه البشر والأرض والمقدسات.

ستبقى هذه المعادلة غير العادلة قائمة ما دام الاحتلال في موقع القوة. كما سيبقى صمود الإنسان الفلسطيني الصخرة التي تتحطم عليها سياسات الاحتلال الإسرائيلي. لقد خبر الفلسطينيون، وخصوصا الأسرى منهم، التعامل مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ولن يتراجع الأسرى المضربون عن الطعام حتى يحققوا مطالبهم الإنسانية العادلة، فبصمودهم وتضحياتهم وصبرهم تكسر إرادة المحتل والسجان، وتنتصر إرادة الأسير الذي لا يملك سلاحا سوى عدالة مطالبه وقضيته.

الغد

أضف تعليقك