الرقة مدينة سورية آمنة لكنها تئن

مجد نبهان

اشتعلت المدن السورية مدينة تلو الاخرى حتى عمّت الثورة مختلف المدن. مدينة الرقة لم تكن استثناء سوى اناه اشتعلت مبكرا فتعرضت للقمع.

مدينة الرقة كغيرها تعرضت للقمع، لكنها ليست كغيرها عندما كان رد فعلها أنها هدأت تماما كما وكأنها أعلنت التوبة.

تذمر الكثيرون من ذلك ورأوه تخاذلاً، لكنهم سرعان ما غيروا رأيهم بعد أن وجدوها المدينة السورية الآمنة الوحيدة التي يمكن النزوح اليها، مما جعلها مركزاً لتدفق النازحين من مختلف المحافظات والمدن السورية.

علوان محمد مواطن رقاوي يسهم في الكثير من الأعمال الإغاثية هناك قال لــ "مضمون جديد": يتوافد يومياً مئات النازحين من مختلف المدن السورية إلى مدينة الرقة كونها مدينة لم تتعرض للقصف حتى الآن. صحيح أن النظام يسيطر عليها ويقوم باعتقال كل ناشط هنا إلا أنها تشكل ملاذاً آمناً للأسر المنكوبة ولغير المطلوبين من قبل قوات النظام.

يضيف: منذ عام وحتى اللحظة زاد عدد سكان الرقة ليصل إلى ضعفي عدد سكانها الأصليين لم يبق منزل فارغ إلا وسكن ولم يبق مكان صالح للعيش إلا واستثمر في إيواء النازحين، مما شكل كثافة سكانية مزدحمة للغاية.

في البداية شكل تدفق النازحين حركة تجارية وعقارية سعد بها اهل الرقة واستفادوا منها وبدأ التجار يتحكمون بالأسعار كما يشاؤون فبضائعهم ستباع مهما رفعوا أسعارها ولا حل امام السكان أو النازحين سوى شراء هذه البضائع، وخاصة الغذائية، وما يتعلق بالاستهلاك اليومي مهما غلا ثمنها فبدأ المحتكرون يظهرون بجشعهم ورغم قلتهم لكنها قلة مؤثرة فقد تلاعبوا بكل ما يتعلق باقتصاد المدينة وحاجات المستهلك.

كما ظهر جشع عند أصحاب العقارات والمنازل الخاصة بالايجار، فبدأت أسعار الإيجار ترتفع ارتفاعاً مذهلاً لتصل قيمة إيجار بيت متواضع إلى أكثر من ثلاثين ألف ليرة سورية، وليس أمام النازح، إلا ان يدفع.

صحيح ان الكثير من الاسر اسكنت النازحين بالمجان لكن هذا لن يساعد كثيرا في حل الازمة السكنية الخانقة، بل ربما يزيد من الازمات.

نبهان عبد الغفور أحد موظفي مجلس المدينة قال لـ مضمون جديد: بدأنا نعاني من أزمات متعددة نتيجة تدفق اللاجئين، فالكثافة السكانية في المدينة أدت إلى إجهاد لمختلف المؤسسات من مجلس المدينة إلى قسم الشرطة إلى مؤسسات المياه والكهرباء.

اما مشكلة تراكم القمامة فحدث عنها ولا حرج، فالموظفون المخصصون لذلك لا يكفون اساس لتنظيف مخلفات سكان المدينة الاصليين.

يقول عبدالغفور، تحولت الشوارع نفسها الى مكب للنفايات، مما اضطرنا إلى تقسيم المدينة إلى قطاعات متعددة كل قطاع ينظف في يوم محدد ويترك ليومين ليعود العمال إليه بعد يومين وهو في حالة ماساوية.

يضيف عبد الغفور:إضافة إلى ازدياد النزاعات والخلافات خاصة في الأماكن العامة والاسواق بسبب الازدحام السكاني المخيف ناهيك عن الضغط على شبكات الكهرباء في المدينة نتيجة الاستهلاك المضاعف للطاقة ومشاكل إيصال المياه إلى كل المواطنين وبكميات كافية، مشيرا الى ان قدوم النازحين أدى إلى قصور في كل البنى التحتية هنا.

سالم غنام طبيب في المشفى الوطني بالرقة تحدث عن الأوضاع الصحية والخدمات الطبية هناك. فقال لــ مضمون جديد:المشفى لا يقوى على استيعاب الضغط الإضافي فمع وصول اهلنا من مختلف المناطق السورية ما عاد لنا قدرة على تقديم الخخدمة المطلوبة، فنحن مشفى حكومي لا نستطيع تقديم إلا ما يأتينا من وزارة الصحة وما يصلنا منهم أصلاً غير كاف.

واشار الى الضغطالهائلة بسبب نقص الكادر الطبي، فكثير ما ينتهي دوامي وأجد نفسي مضطراً للبقاء ساعات طويلة بعد ذلك، مشيرا الى ان بعض الاطباء لديهم قدرة نفسية على ترك المرضى وهم يعانون ويغادرون المشفى عند انتهاء دوامهمأما أنا فلا استطيع .. هذا صعب، ومثلي الكثير من الأطباء والممرضين.

واشار الى ان الكادر الطبي يحاول قدر الإمكان أن يغطي هذا العدد الهائل من المراجعين والمرضى لكن المشكلة الحقيقية تكمن في الادوية والمواد الطبية التي لم تعد كافية حتى لنصف المرضى .

ويضيف الغنام: بدأ الكثير من المواطنين بالاعتماد على العيادات الخاصة،لكن هذا يخص من يملكون المال، مشيرا الى ان حملات اللقاحات للاطفال أهملت، وهو من أكثر الامور خطورة ناهيك عن حالات الولادة التي بدأت تحدث في المنازل من دون مشاف، وهذا يشكل خطراً كبيراً على الأم والوليد

أضف تعليقك