توصية بتشكيل فريق وطني لبحث معيقات بيئية تثيرها جهات إسرائيلية تحول دون تنفيذ "ناقل البحرين"

الرابط المختصر

عمان ـ أثارت قضية عدم التطرق للخلفيات السياسية والتاريخية لمشروع ناقل البحرين (الأحمرـ الميت)، حفيظة مشاركين في ندوة بحثت آفاق المشروع، معتبرين أنها تتداخل بشكل مباشر مع الجانب العلمي للمشروع.

وأكد المشاركون في الندوة، التي نظمها أمس مركز الدراسات المستقبلية في جامعة فيلادلفيا، ضرورة عدم الفصل بين خلفيات المشروع وبين جانبه العلمي، مستبعدين أن يساعد البنك الدولي في تمويل المشروع، الذي يشرف عليه مباشرة، إلا في حال وجود خلفية سياسية معينة.

وأوصى مستشار الجامعة للعلاقات الدولية الدكتور إبراهيم بدران خلال ندوة "الآفاق المستقبلية للبحر الميت"، بأهمية تشكيل فريق وطني أردني للبحث في تفاصيل معيقات "بيئية" تثيرها جهات إسرائيلية، معتبرة أنها قد تحول دون إمكانية تنفيذ المشروع.

وقال بدران إن علينا تشكيل مرفق وطني للبحث في التفاصيل، وأن لا نعتمد على الآراء المثارة من قبل بعض الجهات الإسرائيلية، مشيرا لغايات "سياسية ما تزال قائمة" من قبل إسرائيل التي تقف خلف أمور "مفتعلة".

وبين بدران أن إسرائيل تحاول طرح بدائل لمشروع ناقل البحرين، منها مد قناة من البحر المتوسط للبحر الميت، وبالتالي فإن ذلك يمكنها من سيطرة كاملة على تلك المياه كونها تقع تحت احتلالها، بالإضافة لافتراض معيق بيئي للمشروع يتمثل باحتمالية تهريب المياه من ناقل البحرين الممتد ما بين البحر الأحمر والميت إلى المياه الجوفية.

وفي وقت تساءل فيه مشاركون في الندوة حول وجود مكامن غير مستغلة للمياه العذبة، أكد أستاذ الهندسة الميكانيكية بالجامعة الهاشمية الدكتور موسى محسن أن جميع مكامن المياه واضحة، في وقت لم يتبق فيه مياه غير مستغلة بالمملكة.

وفي رده على مداخلة حول ما إذا توفر بديل عن المشروع الإقليمي المشترك بتبني مشروع آخر يتمثل بنقل المياه من خليج العقبة من الجانب الأردني فقط، أوضح محسن أنه توجد دراسات بيئية محلية موازية لدراسات ناقل البحرين التي يشرف عليها البنك الدولي، وهدفها إمكانية تبني البديل بمشروع أردني، إلا أن تنفيذ المشروع بشكل مستقل يتوقف على "القرار السياسي والمالي". وأرجع محسن بعض أسباب التعطيل على المشروع، لكونه مقاما على أراض أردنية تحت سيطرة أردنية بالكامل.

وفيما انتقد مختصون غياب البحوث العلمية المتعلقة بمشكلتي الطاقة والمياه في المملكة، شدد محسن على هدف المشروع المتمثل بضخ وتوفير المياه ثم الاستفادة من الطاقة الناجمة عن فرق المنسوب ما بين البحرين، من نحو 400 متر تحت سطح البحر إلى حوالي 1000 متر، لتوليد ما يتراوح من 150 إلى 250 ميغاواط من الطاقة الكهربائية.

وبين الدكتور يوسف أبو رقعة الذي قدم ورقته حول "تحليل الاستدامة البيئية في مشروع قناة البحر الأحمر"، صعوبة اتخاذ الأردن قرارا إقليميا يتعلق بمياه مشتركة بمفرده، مؤكدا أهمية التفاوض مع مختلف الجهات العربية المعنية بهذا الخصوص.

ولفت أبو رقعة إلى ضرورة السيطرة على المشكلة البيئية المتوقعة عن نقل كبريتات الكالسيوم التي يحتويها البحر الأحمر والمنقول للبحر الميت، التي قد تحول البحر الميت لبحيرة من "الجبص" على حد وصف الدكتور صادق عميش من جامعة البلقاء التطبيقية.

وبحسب الدراسات التي استعرضها محسن في ورقته "قناة البحرين"، فإن المخصصات النهائية بين الأطراف المستفيدة من مجموع مياه الشرب التي يوفرها المشروع "لم تحدد بعد".

إلا أن بعض الأرقام أشارت إلى أن الأردن سيحصل على حوالي 220 مليون متر مكعب من أصل 310 ملايين من تلك المياه الموردة من المشروع، فيما تحصل إسرائيل على نحو 60 مليونا، والسلطة الفلسطينية على 30 مليونا، وذلك خلال العام 2020.

ووفق تلك الأرقام، فإنه من المتوقع أن يزداد مجموع كميات تلك المياه إلى 410 ملايين متر مكعب بحلول العام 2030 و540 مليونا في العام 2040، فيما يصل إلى 670 مليون متر مكعب بحلول العام 2050، و850 مليونا في العام 2060، وفق محسن.

وأشار الدكتور عبد القادر عابد من الجامعة الأردنية في ورقته "مدخل للمشاريع الكبرى وديمومة البحر الميت"، إلى عدم زوال البحر الميت في الـ 50 عاما المقبلة في ضوء انخفاض مستوى سطحه، إلا أن صناعة البوتاس والصناعات الأخرى ستضطر للاستمرار في تحريك مضخاتها إلى الشمال.

وبين أن ملوحة البحر الميت البالغة 350 جزءا في الألف وحدة، تزداد بتدني مستوى سطحه، فيما تساهم زيادة الأمطار وارتفاع مستوى سطحه في خفض الملوحة.

ومن جانبه، حذر رئيس جامعة فيلادلفيا الدكتور مروان كمال من مساهمة انقطاع المياه المغذية للبحر الميت من نهر الأردن نتيجة تحويل إسرائيل لمجرى النهر في الستينيات من القرن الماضي، فضلا عن ارتفاع درجات الحرارة والتغيرات المناخية، في التسبب بتراجع حالة البحر وتدهورها.

وأكد كمال ضرورة تكثيف البحث العلمي للتعرف على الآفاق المستقبلية للبحر الميت، معتبرا أن حالة البحر الميت "ديناميكية معقدة بسبب التغيرات البيئية والجيولوجية والمناخية والاستثمارية".

واستعرض الدكتور موسى أبو عرابي الجوانب الفنية لـ "تحلية مياه قناة البحرين"، كما قدم المهندس جمال عميرة ورقة حول "الصناعات الكيماوية"، فضلا عن دراسة حول "المعالجة المناخية في البحر الميت"، من قبل الدكتور زهير بشارات.

إلى جانب ورقتي الدكتور زياد السعد حول "البحر الميت والثروة الثقافية"، والدكتور صادق عميش حول " التشكيلات الملحية في ملامح الملح الرئيسية التابعة لشركة البوتاس".

[email protected]

أضف تعليقك