«قراصنة الحطب» في جرش .. تجهيزات حديثة تتفوق على الوسائل البدائية
جرش - الدستور – حسني العتوم شكلت الحرائق وقطع الاشجار ابرز أشكال القضاء على الغابات والاشجار الحرجية وهي تؤدي سنويا الى اتلاف الاشجار ومساحات واسعة من الاحراش في مختلف انحاء المملكة وينتج عنها خسائر مادية واضرار بيئية اضافة لتشويه الغابات الطبيعية التي تعتبر ثروة وطنية. واشارت التقارير الصادرة عن مديرية زراعة جرش الى تراجع الاعتداءات على الثروة الحرجية في المحافظة العام الماضي نتيجة الاجراءات الصارمة التي تنفذ بحق من يتم ضبطهم . واشار مدير زراعة جرش المهندس الزراعي علي الاسمر الى تسجيل « 241 « ضبطا تفاوتت بين تعديات قطع الاشجار واعمال الحراثة وتهريب الحطب وتم احالة المعتدين الى الجهات المختصة . ودعا الاسمر الى تعاون كافة الجهات والمؤسسات والمواطنين لمواجهة هذه التعديات من قبل « قراصنة» الاحطاب. واشار مهتمون بالثروة الحرجية الى النقص الحاد في عدد الطوافين الذين تقع على عاتقهم مسؤولية مراقبة ومتابعة التجاوزات على الثروة الحرجية والبالغ عددهم «22 « طوافا موزعين على مناطق الحراج والبالغة نحو 92 الف كم أي ما يعادل ربع مساحة المحافظة البالغة 409 كم يساندهم عدد من العمال الذين يقومون بهذا الدور اضافة الى تواضع التجهيزات اللازمة لتمكينهم من القيام بدورهم على اكمل وجه حيث ان غالبيتهم لا يملك وسائل مواصلات او اتصالات باستثناء هواتفهم الشخصية . يقابل ذلك امتلاك تقنية عالية من قبل المعتدين على الاشجار بهدف الحصول على اخشابها من حيث المركبات المجهزة للسير في المواقع الصعبة او وسائل الاتصال والمراقبة والمناشير الكهربائية الصامتة الامر الذي يتعذر معه على الطوافين بوسائلهم البدائية من الوصول الى المحتطبين وضبطهم في الوقت المناسب. واشار مدير الزراعة الى المتابعة الحثيثة التي يقوم بها كادر المديرية للحد من هذه التجاوزات ، مبينا ان الغابات مقسمة حسب طبيعتها بحيث تم توزيع الطوافين وعمال الحماية الذين يقومون بدور الطواف على الغابات بمرافقة افراد الشرطة البيئية . ولفت الى ان الاعتداءات تتركز في مناطق ساكب وسوف والحسينيات وكفرخل مشيرا الى ان المديرية اتخذت عددا من الاجراءات للحد من التجاوزات على الثروة الحرجية ومنها توزيع نحو 220 طنا من الاخشاب على الاسر من خلال محطة الحراج ويتم تجميعها من مختلف مناطق المملكة وباسعار رمزية اضافة الى تقديم ما مساحته دونما للمجاورين للغابات لزراعته بالنباتات العطرية والطبية . وقال الخبير في شؤون السياحة البيئية وعضو جمعية « اعلاميون وخبراء من اجل السياحة والبيئة « يوسف زريقات ان اخطر انواع التعديات التي تواجهها الغابات تتمثل بتجارة الاحطاب المنظمة التي تجتث الاشجار من ارومتها. واشار الى ان قانون الحراج يسمح للمواطنين باستصلاح وتجريف اربعة دونمات من اراضيهم الحرجية اذا قلت نسبة الغطاء النباتي فيها عن 30 % موضحا ان الخطورة تكمن هنا عندما تكون نسبة الحراج في هذه الاراضي اكثر من 70% وتبدأ بالتراجع لتقل خلال عام او اثنين عن النسبة التي حددها القانون لغايات الاستثمار وهذا يدعونا الى انجاز خطة استخدامات الاراضي بشكل عام والحراج بشكل خاص . ودعا زريقات الى التعاون والشراكة مع المجتمعات المحلية للاستفادة من الغابات بشكل مستدام وضمن احكام قانون الزراعة , اضافة الى اعطاء الفرصة لاصحاب الحراج الخاص باستبدال اراضيهم الحرجية باراض جرداء من خزينة الدولة قريبة من المناطق الحضرية داعيا وزارة الزراعة الى انشاء غابة ارث حضاري تحتوي على اشجار الصنوبر الحلبي المعمر كما هي في جبال جرش وعجلون او شجرة الملول في غابة العالوك . وتقوم مديرية الزراعة بتنفيذ خطة لزيادة المساحات الحرجية وتحريج اراض جديدة بمساحة 200 دونم سنويا وتحريج جوانب الطرق والجزر الوسطية والمساهمة في دعم البلديات في تحريج العديد من المناطق بها.
إستمع الآن