الرقابة الذاتية.. سجنٌ يبنيه الصحفي لنفسه (فيديو)

الرقابة الذاتية.. سجنٌ يبنيه الصحفي لنفسه (فيديو)
الرابط المختصر

بالرغم من التطور الكبير الذي حصل في الإعلام في السنوات الأخيرة إلا أن مفهوم الرقابة الذاتية أصبح منتشراً بشكلٍ أوسع و مؤثراً بشكلٍ أكبر يضر في كثيرٍ من الأحيان بمهمة الصحفي وهي إيصال الحقيقة كما هي دونما شوائب. فما تعريف الرقابة الذاتية وما الأسباب التي تكمن وراءها و كيف تؤثر على عمل الصحفي؟

 مدير مركز حماية وحرية الصحفيين نضال منصور عرف الرقابة الذاتية بأنها "قيام الصحفي أو الإعلامي بتجنب الكتابة عن أمور جدلية أو إشكالية بسبب اعتقاده أن هذا يخالف القانون، أو بسبب خوفه من التعرض للمضايقات أو بسبب سياسة بعض المؤسسات الصحفية". و بحسب الدراسات التي جرت لرصد ظاهرة الرقابة الذاتية منذ 3 سنواتٍ حتى الآن فقد كانت نسبة الرقابة الذاتية لدى الصحفيين في الأردن وقتها تتجاوز ال94% بينما في تقرير الحريات للعام الماضي زادت النسبة حيث وصلت 95.5% مما يؤكد أن نسبة الرقابة الذاتية لدى الصحفيين تتزايد ويعود ذلك لعدة اعتبارات منها أساليب تهديدية ومنها أساليب من محاولات شراء و احتواء للصحفيين.

 سوسن زايدة مديرة في إحدى المؤسسات التي تعنى بتدريب الصحفيين و معدة و مقدمة برنامج "عين على الإعلام" على راديو البلد ترى أن الرقابة الذاتية تُعتبر أكثر خطورةً من غيرها من الموانع التي قد تحد من حرية الصحفي كونها تنبع من داخل الصحفي نفسه. و من جهةٍ أخرى قد تكون الدوافع وراء الرقابة الذاتية وهميةً و قد تكون حقيقية حقيقيةً سواءاً من تعرض الصحفي للضرر أو حتى خسارة امتيازاتٍ موجودةٍ أصلاً لديه أو حتى أن يفقد وظيفته، و رغم كون الوضع العام غير مثالي حتى يكون الصحفي على قدرةٍ كافيةٍ لتخطي هذه العقبات و التخلص من الرقابة الذاتية إلا أن الدافع الحقيقي للصحفي يجب أن لا يكون المكسب الشخصي بالدرجة الأساسية بل إن المصلحة العامة يجب أن تكون المعيار.

 وبالنسبة للمتدربين الجدد في مجال الإعلام وهل يجب توعيتهم من قِبل مدربيهم بخصوص تجنب الرقابة الذاتية أم أن هذا الأمر يجب أن ينبع داخلياً من الصحفي ترى سوسن أن الجانبين أساسيان، فمن جهة المؤسسة يجب أن تتم توعية المتدرب بخطورة الرقابة الذاتية و أحد أساليب تجنبها من عدة نواحٍ مثل التوعية القانونية التي كثيراً ما يكون جهل الصحفي بخصوصها سبباً في الرقابة الذاتية. الجانب الآخر هو لدى الصحفي بنفسه مع التمكن والمهارة مع الممارسة و يكون هذا بتحريه للدقة والموضوعية و البحث والاستقصاء في أي معلومةٍ حتى يضمن الصحفي قوة مكانه وبياض صحيفته.

  الصحفي بسام بدارين أجاب بأنه يمارس الرقابة الذاتية على نفسه أحياناً لحد كافٍ لمنع نفسه من الوصول إلى السجن فقط. أما الاعتبارات التي يأخذها ليمارس أو لا يمارس الرقابة الذاتية على نفسه فهي على حد قوله كلفة كلٍ من المنتج الصحفي، و المادة التي يكتبها، و الكلفة العامة للخبر من الجهات السياسية و الأمنية اللتان يمكن أن يتحملهما برأيه أي صحفي لكن الأهم هي الجهة القضائية التي يرى بدارين أنه من الصعب تحملها لذى يجب أخذ هذا الجانب بعين الاعتبار بشكلٍ أساسي.

أضف تعليقك