التطوع عند الفتيات العربيات بين إستغراب الاهل ونظرة المجتمع..فيديو

التطوع عند الفتيات العربيات بين إستغراب الاهل ونظرة المجتمع..فيديو
الرابط المختصر

اتسعت دائرة الإقبال على العمل التطوعي في المجتمعات العربية بشكل ملفت للنظر، ومع مرور السنوات الأخيرة شاهدنا مدى إقبال الفتيات على العمل الاجتماعي والتطوعي مما أثار الاستغراب لبعض الوقت حتى أصبحت دولا ومجتمعات تشجعه وتثني عليه .

 ولكن ما يواجه الناشطات بهذا المجال؛ من قبل الأهل يلتمسه نوع من الاستغراب والضغوط الذي لا يكاد يتلاشى سريعا بتقدير حجم الإنجاز والاستفادة وتحقيق الثقة المتبادلة . ففي المجتمعات العربية نشهد ازديادا كبيرا في وقت الفراغ في حياة الفتيات على غرار الذكور وبمعدلات مختلفة .

فبعضهن كانت تستغل هذا الوقت في العمل التطوعي آخذة منه فرصة قوية لتسويق الذات وتحقيق الإفادة والاستفادة، وبعضهن الآخر وجدنا تحديات لدخول هذا المضمار واضعات مبررات جمة .

 صدق قاباج (25)سنه من ليبيا وهي متطوعة بالمجلس الوطني للشباب في ليبيا، تتحدث لكاميرا عمان نت، عن وضع الفتاة المتطوعة عربيا؛ مبينة بأنها تقيم في الولايات المتحده، ولكن لديها بعض المعرفة بوضع الفتيات العربيات بالعمل التطوعي واصفة إياه " بالمحصور نوعا ما " ، أي أنها لا تستطيع القيام بذلك وفي نفس الوقت هي ربما من تحصر نفسها بنفسها ، والدليل بأن الفرص موجودة ومتاحة للجميع، ولكن أحيانا الفتاة هي من تحصر نفسها خوفاً من أشياء تفكر بأنها تؤثر عليها .

 وتنتقل قاباج إلى أن الأسرة العربية من نشأتها يكون الترابط فيما بينها يسوده قلة من الحنان والتفاهم الكبير فعندما يغلب عليها الجفاف ويغيب الحوار وخصوصا بين الأخ والأخت وقتها لن تكون هناك ثقة موجودة، تستطيع من خلالها الفتاة الإقبال على العمل التطوعي .

وإذا ما كان خطر الاختلاط هو الاعتقاد السائد الذي لا زال موجود عند الأهل تقول قاباج " الاختلاط يصبح سببا عندما يكون المجتمع غير قادر على التعامل معه ، فعندما تكون هناك علاقة قائمة على الاحترام بين الفتاة المتطوعة والأشخاص الذين تعمل معهم ، أثناء ذلك ستتحق الثقة المتبادلة بين الأهل وأبنائها " .

ورغم أن هناك دولا متقدمه في العمل التطوعي ، إلا أنه أصبح قطاعا ً استثنائيا في الدول النامية تديره مؤسسات كبيرة ، وما يميزه هو الجوانب الثقافية والقيمية التي يبنى عليها العمل التطوعي .

 ومن أقدم المتطوعات في الأردن أمينة دراغمة والتي بدأت التطوع في عام 1997 بجائزة الحسن ، وكان شرط من الجائزة أن تقوم بخدمة تطوعية في إحدى المؤسسات حتى تفيد أكبر شريحة من خبرتها ، ثم انتقلت للتطوع مع المنظمات وبالتحديد مع مبادرة حوار الأديان والتي تنظم انشطة للايتام ودور المسنين ، وعملها كمدرب في عدد من المجالات .

وعن مفهوم العمل التطوعي تقول دراغمة " إن المجتمع لازال غير قادر على تقبل هذا الوضع ، وذلك لأن مفهوم العمل التطوعي غير واضح لهم حتى الآن " ؛ آخذين من ذلك تساؤلات عديدة  بأعتقاد دراغمة ، معبره عن هذه التساؤلات ب " شو جابرك تروح تطوع بدون مقابل " . وتذهب دراغمه للحديث عن عدم اهتمام ارباب العمل بخبرة المتطوع ، وبأنها غير محسوبة كجزء من خبرة العمل .

وتنظر أمينة لوضع الفتيات في الأردن وعلاقتهن بالعمل التطوعي على أنهن ناشطات ووصلن لإدارة بعض المنظمات والبرامج الدولية ، وبأن هناك إقبال بشكل كبير على التطوع من قبل الفتيات وبنسب مرتفعة

منسق المشاريع في إحدى المنظمات الفلسطينية حازم أبوهلال ، يتحدث عن التجربة الفلسطينية للفتيات بالعمل التطوعي، والتي عرفت ثقافة "العونة" والممتدة من جذر التاريخ الفلسطيني وهي ثقافة مجتمعية ، وكان فيها دور للفتيات سواء في القرى كفلاحيين أو مزارعات يساعدن الأهالي في مختلف المناطق الفلسطينيه الأخرى .

وعن التطوع بالوقت الحالي يقول أبو هلال " نتيجة للتطور الذي حدث في المنطقة ، يلاحظ بأن التطوع أصبح عمل نخبوي ، بمعنى أن الفتيات اللواتي من طبقة معينة هن من يشاركن بالعمل التطوعي " ،ويتابع أبوهلال " وبشكل عام بات التطوع يتراجع بالعالم العربي نتيجة للمادية التي بدأت تظهر ، ووقتها يترتب عليه عدم مشاركة الفتيات " .

وبحسب أبو هلال " فإن نسبة مشاركة الفتيات في العمل التطوعي أحيانا تكون اكبر من الشباب في بعض المناطق ، نتيجة للحاجة ، وذلك لاستغلال وقت الفراغ ، بالإضافة لما تقوم به أيضا المدارس والجامعات في فلسطين من تقديم ساعات للعمل التطوعي " .

الدكتور حسين الخزاعي استاذ علم الاجتماع يتحدث عن الدافع وراء اقبال الفتيات على العمل التطوعي قائلاً "إن ما نلاحظه الآن ونلمسه هو دخول الفتيات إلى عالم التطوع بصورة سريعه وبنسب كبيره، والسبب هنا يعود إلى اندماج الفتاة بالمجتمع بشكل كبير وخروج الفتاة من العزلة التي كانت مفروضه عليها بالسابق ، إلى المشاركه في كافة قطاعات العمل والتنمية " .

ويتابع الخزاعي حديثه حول الدوافع " بأن الفتيات كما هو معروف بأنهم اكثر تعاطفا وتفاعلا مع القضايا الانسانية والاجتماعيه ، لذلك نجدهم في معظم المؤسسات اكثر اقبال وتميز بالعمل ، بالاضافة الى اسباب اخرى منها الوازع الديني وحب العمل ، والاهم من ذلك قتل اوقات الفراغ عند الفتيات عدا عن التعرف على هموم ومشاكل المجتمع وتوظيف خبراتهم في حلها " .

ويذهب الخزاعي في حديثه لقضيه بارزة وهي قضية الثقة بالفتاة وبعملها وخروجها ومشاركتها للأفراد في هذا المجال ، لأن وجود الثقة ينم عن مدى ثقة الأهل بها ، منوهاً ؛ بأنه يجب إعطاؤها هذه الثقة حتى تستطيع أن تثبت وجودها .مؤكدا على أن التجربة الأردنية تعتبر ريادية في هذا المجال، وتجسد نظرة الأسرة الأردنية التي تندفع للعمل التطوعي ونبل المساعدة .

 

أضف تعليقك