لماذا عليك أن تنام في الشتاء قبل وقتك المعتاد بساعة؟

النوم
الرابط المختصر

يفضل الكثير منا الدخول في السبات الشتوي خلال فصل الشتاء بدلاً من الاستيقاظ مبكرًا للعمل خلال الأشهر الباردة. وتشير الأبحاث الجديدة إلى أننا يجب أن نحصل على مدة نوم أطول كل ليلة في ليالي الشتاء لا سيما بين شهري كانون الأول/ ديسمبر وحتى شباط/ فبراير عندما يكون الضوء أقل.



في التجارب، حصل البالغون الذين سمح لهم بالاستيقاظ بشكل طبيعي على قدر أكبر من النوم الكلي وحركة العين السريعة، وهي أعمق مرحلة من النوم عندما تحدث معظم الأحلام - في الشتاء.



ومع أن كل مراحل النوم مهمة، إلا أن مرحلة "حركة العين السريعة" تلعب دورًا رئيسيًا في الحلم والذاكرة والمعالجة العاطفية ونمو الدماغ الصحي والمزيد.

يأتي هذا بعد دراسة سابقة تشير إلى أن النوم الجيد ليلاً يمكن أن يقي من الاضطرابات المعرفية ويطيل العمر الافتراضي لما يصل إلى 8 سنوات.



وقاد الدراسة الجديدة خبراء في عيادة النوم في مستشفى سانت هيدويغ في برلين بألمانيا. وفي حين أن التأثيرات قصيرة المدى للضوء الاصطناعي على نوم الإنسان تتم دراستها بشكل متزايد، فإن التقارير عن الآثار طويلة المدى التي يسببها الموسم نادرة، كما يقول الباحثون في ورقتهم المنشورة في Frontiers in Neuroscience.



وقال الباحثون إن تحليلاتهم أظهرت أن إجمالي وقت النوم خلال الشتاء أطول من الصيف وأن نوم حركة العين السريعة أطول خلال الشتاء مقارنة بالربيع. قد يكون للتغييرات الموسمية في بنية النوم آثار على التوصيات المتعلقة بإجراءات النوم.



حركة العين السريعة هي نوع من أنواع النوم يحدث على فترات أثناء الليل ويتميز بحركات العين السريعة، وهو المكان الذي تحدث فيه الأحلام الواضحة في الغالب.



من الشائع أن نوم حركة العين السريعة يعزز نمو الدماغ، حيث يقضي الأطفال حديثي الولادة معظم وقت نومهم في حركة العين السريعة.



ومن أجل الدراسة، قام العلماء بتجنيد 292 شخصًا يعانون من اضطرابات النوم العصبية والنفسية والذين كانوا يعيشون في مدن ذات مستويات منخفضة من الضوء الطبيعي.



وفي مستشفى سانت هيدويغ، خضعوا لـ"تخطيط النوم"، حيث كانوا ينامون وهم متصلون بأجهزة تقيس موجات الدماغ ونشاط القلب والمزيد لمراقبة مراحل النوم. ويتم إجراء تخطيط النوم بانتظام على المرضى الذين يعانون من صعوبات متعلقة بالنوم ويسمح للناس بالنوم والاستيقاظ بشكل طبيعي، دون منبه.

تمت مراقبة المشاركين على مدار عام، حتى يستطيعوا التحقيق في الاختلافات الشهرية والموسمية.



وبعد إجراء استثناءات لبعض الأشخاص فإنه بقي 188 مريضًا.



وعلى الرغم من أن المرضى كانوا معتادين على المدن ذات التعرض المنخفض للضوء الطبيعي والتلوث الضوئي المرتفع، والذي يجب أن يؤثر على أي موسمية ينظمها الضوء، فقد وجد العلماء تغييرات "مذهلة" عبر الفصول.



بشكل عام، بدا أن إجمالي وقت النوم في الشتاء أطول بحوالي ساعة في الشتاء منه في الصيف، بينما كان نوم حركة العين السريعة أطول بمقدار 30 دقيقة في الشتاء عنه في الصيف. كما كان نوم حركة العين السريعة أقصر خلال الخريف منه في الربيع بحوالي 25 دقيقة.



من المعروف أن نوم حركة العين السريعة يرتبط ارتباطًا مباشرًا بالساعة البيولوجية، والتي تتزامن مع الشمس وتتأثر بتغير الضوء، لذلك، فإن من المحتمل أن يؤثر تغيير طول النهار والتعرض للضوء على مدار العام على مدة وجودة النوم، كما يقول الخبراء.



اليوم، أصبح وقت استيقاظ معظم الناس خارج نطاق سيطرتهم إلى حد كبير، بسبب جداول المدرسة أو العمل التي تجعلنا نخرج من المنزل قبل شروق الشمس.

قد يستفيد المجتمع من قدرته على الاستيقاظ في وقت متأخر في الأشهر المظلمة والباردة، حتى خلال أيام الأسبوع، ما قد يعني تغيرات في الوقت الذي يتعين علينا الذهاب فيه في العمل.



حتى ذلك الحين، قد يساعد النوم مبكرًا في فصل الشتاء، ربما ليس أكثر من ثلاث إلى أربع ساعات بعد الغسق، في استيعاب هذه "الموسمية البشرية"، وفقًا للخبراء.



وقال مؤلف الدراسة الدكتور ديتر كونز في مستشفى سانت هيدويغ: "الموسمية موجودة في كل مكان في أي كائن حي على هذا الكوكب (...) على الرغم من أننا ما زلنا نعمل دون تغيير، إلا أن فسيولوجيا الإنسان خلال فصل الشتاء تخضع للتنظيم المنخفض، مع إحساس "بالجري في الفراغ" في شباط/ فبراير أو آذار/ مارس.



وتابع: "بشكل عام، تحتاج المجتمعات إلى تعديل عادات النوم بما في ذلك المدة والتوقيت حسب الموسم، أو تعديل مواعيد الدراسة والعمل وفقًا لاحتياجات النوم الموسمية".



ويؤكد الباحثون أن النتائج مأخوذة من عينة محددة من الأشخاص - أولئك الذين يعانون من اضطراب النوم ويعيشون في بيئة حضرية.



ولكن إذا كان من الممكن تكرار النتائج في مجموعة سكانية صحية، فسيقدم هذا الدليل الأول على الحاجة إلى تعديل عادات النوم مع الموسم. وخلصوا إلى أن "القدرة على إظهار هذه الاختلافات بموضوعية في مجموعة غير متجانسة من المرضى هي ذات قيمة لتوصيات لجدول النوم للمرضى".