تعرف إلى أسباب انجذاب البشر نحو القطط بحسب العلم

الرابط المختصر

نشر موقع "ميديكال نيوز توداي" البريطاني تقريرا حول تأثير علاقة البشر بالقطط على صحتهم النفسية والجسدية.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن علماء الوراثة وخبراء الأمراض المُعدية وعلماء النفس وغيرهم طرحوا العديد من النظريات حول سبب انجذاب بعض الأشخاص للقطط.

روابط قديمة

تشير بعض الأبحاث إلى أن علاقتنا بالقطط بدأت منذ حوالي 9500 سنة، مع وجود أول دليل على علاقة متبادلة بين القطط والبشر في جزيرة قبرص المتوسطية. كما اشتهر المصريون القدامى بتمجيدهم للقطط التي كانت تجسّد بالنسبة لهم الطاقة الإلهية.

ونقل الموقع عن الدكتورة إيفا ماريا جيجل، مديرة الأبحاث في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، أن "القطط اقتربت من المستوطنات البشرية بسبب وجود الغذاء. وتكيفت مع هذه البيئة البشرية المحددة التي مثلت لهم ميزة تطورية. وكان للبشر اهتمام حقيقي بامتلاك القطط التي تتغذى على القوارض التي تدمر محصولهم".

ووجدت إحدى الدراسات أن هناك ما لا يقل عن 13 جينًا للقطط تشير إلى تطورها من حيوان متوحش إلى حيوان أليف. وترتبط هذه الجينات بالإدراك والسلوك، وقد تكون عززت قدرة القطط على التعلم بناءً على المكافآت الغذائية، والشعور بخوف أقل من البشر.

ما يحبه الناس في القطط

تدرس الدكتورة باتريشيا بندري من جامعة ولاية واشنطن التفاعلات بين الإنسان والحيوان. وقد نشرت بحثًا يصف العلاقة القوية بشكل خاص بين الأشخاص العاطفيين للغاية وقططهم. وأوضحت الدكتورة بندري لموقع "ميديكال نيوز توداي" أن السلوك التمييزي للقطط قد يكون غير قابل للمقاومة بالنسبة للبشر. مشيرة إلى أن "الاستجابات الدقيقة وغير المتوقعة إلى حد ما التي تقدمها لنا القطط، تمنحنا تصورا بأننا مختارون. ونظرًا لأن الاستجابة تستغرق وقتًا أطول قليلاً لتظهر، فنحن مفتونون بالرغبة في معرفة ما ستفعله القطة. ونظرًا لأن طبيعة أفعالهم وتوقيتها أقل قابلية للتنبؤ بها، فقد نظل مأسورين بتصرفاتهم، تقريبًا بطريقة تسبب الإدمان".

وتشير بعض الأبحاث إلى أننا ننجذب إلى القطط بسبب الميزات التي تتشاركها مع الأطفال. بعبارة أخرى، نحن نستجيب غريزيًا للعيون الكبيرة والسلوك المرح، وهي استجابة مفيدة تطوريًا ساعدت في ضمان اهتمامنا بأطفالنا.

"دراسة" سلوك القطة

أشار الموقع إلى أن القطط تُعرف بكونها غامضة ومعزولة بسبب الطرق الفريدة والخفية أحيانًا التي تعبر بها عن مشاعرها. قد يبدو وجه القطة جذابًا أو غاضبًا، حسب الحالة، ولكنه في الواقع ثابت وخال من التعابير إلى حد كبير. كما أنها لا تهزّ ذيولها للإشارة إلى الإثارة أو المتعة. وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن تصرفاتها قد تكون مع ذلك أقرب إلى الكلاب الحريصة على إرضاء أصحابها أكثر مما يدركه الكثيرون. ومن الواضح أن القطط تصدر بعض الأصوات للتواصل مع البشر. فعلى سبيل المثال، تموء عندما تكون جائعة. ومع ذلك، تستخدم القطط الكثير من الطرق للتعبير عن مشاعرها.

 

هز الرأس ووضع العلامات

بالنسبة للأشخاص الذين يمتلكون قطة، سيلاحظون أنها تقوم في كثير من الأحيان بفرك رأسها عليهم أو مد أيديها وأرجلها. ويُعرف هذا السلوك باسم "التمدد" وهو يحقق شيئين. أولاً، تترك القطط وراءها الفيرومونات التي تفرز من غدد الخد، مما يجعلك من ممتلكاتها. وثانيًا، لا سيما في حالة مد الأرجل، فإنها تجمع المعلومات باستخدام حاسة الشم فيما يتعلق بتفاعلاتك مع الحيوانات الأخرى إذا وجدوا أنك جدير بالاهتمام.

الخرخرة

ذكر الموقع أن الناس غالبًا ما يفترضون أن الخرخرة هي علامة أكيدة على السعادة الخالصة، لكنها ليست كذلك. فقد تخرخر القطط عندما تكون حزينة أيضًا. ويقترح بعض الخبراء أن القطة قد تصدر هذا الصوت لتهدئة نفسها في اللحظات الصعبة. كما افترض البعض أن الخرخرة قد يكون لها خصائص علاجية. 

البقاء على مقربة منك

غالبًا ما يكون وجود القطة هو أفضل إشارة إلى أنها مولعة بك - وهذا ينطبق بشكل خاص على القطط الخجولة. في المقابل، تبتعد القطط عن الشخص الذي لا تهتم به أو الذي تشعر بالقلق نحوه.

العيون

دائمًا ما تكون عيون القطط كبيرة إلى حد ما، ولكن عندما تصبح كبيرة للغاية - أحيانًا مع اتساع قزحية العين - فقد يشير ذلك إلى تحمسها الكبير أو شعورها بتهديد محتمل. وقد أكد الباحثون مؤخرًا أنه يمكن التصالح مع قطة عبر طرف العين ببطء شديد. ويبدو الأمر كما لو أنك تقول لها "أنا أشعر بالأمان معك بما يكفي لإغلاق عيني، ويجب أن تشعري بنفس الشيء".

الشارب

في حين أنها مصنوعة من الكيراتين، نفس مادة الشعر، فإن شوارب القطط تعني أكثر من ذلك بكثير. تعتبر شوارب القط بمثابة أجهزة استشعار متخصصة، تحتوي كل منها على حوالي 100 و200 خلية عصبية توفر للقطط معلومات عن كل شيء تلمسه.

ويمكن أن تشير حالة الشوارب أيضًا إلى مزاج القطط. فعندما تكون القطة مسترخية، تكون شواربها بارزة من جانبي الوجه. وعندما تكون القطة سعيدة أو متحمسة، تكون شواربها مقوسة إلى الأمام. بينما تتحرك شواربها للخلف عند الانزعاج.

كيف تؤثر القطط على صحة أصحابها؟

وجد الباحثون أن العيش مع قطة يوفر فوائد صحية جسدية ونفسية بشكل خاص. فعلى سبيل المثال، وجدت دراسة نشرت سنة 2009 أن الأشخاص الذين يمتلكون قطة معرضون بشكل أقل لمخاطر الوفاة من نوبة قلبية مقارنة بغيرهم.

وفي استطلاع أجرته جمعية حماية القطط الخيرية في المملكة المتحدة سنة 2011، قال 93.7 بالمئة من المشاركين إن امتلاك قطة كان مفيدًا لصحتهم العقلية. وأظهرت إحدى الدراسات أن العيش مع الحيوانات الأليفة، بما في ذلك القطط، يمكن أن يقلل من احتمال إصابة الطفل بالحساسية. وقد أعرب البعض عن قلقهم بشأن الإصابة بعدوى المقوسة الغوندية حيوانية المصدر، وهي كائن طفيلي مجهري وحيد الخلية يوجد غالبًا في براز القطط.

حتى أن البعض اقترح أن عدوى المقوسة الغوندية يمكن أن يكون محفزًا لمرض انفصام الشخصية. وفي سنة 2016، فحص الباحثون ارتباط المقوسة الغوندية بالفصام والاكتئاب الشديد، وضعف التحكم في الانفعالات - بما في ذلك السلوك الانتحاري والإجرام - والشخصية والأداء الإدراكي العصبي، ووجدوا أن هناك القليل من الأدلة التي تربط هذه العدوى الحيوانية بأي من هذه الأمراض.

آثار نفسية إيجابية

وفقًا للدكتورة بندري، فإن القطط "تمنحنا الاهتمام، وتخفف من وحدتنا، وتوفر الراحة، والمرح، واللعب، والمودة، وفرصة لمداعبتها واحتضانها، والتي نعلم أنها تطلق هرمون الأوكسيتوسين، الذي بدوره يمنع إفراز هرمون الكورتيزول المسؤول عن التوتر".