واشنطن تدرس خيارات التدخل العسكري في سوريا

واشنطن تدرس خيارات التدخل العسكري في سوريا
الرابط المختصر

المح وزير الدفاع الامريكي تشاك هيغل الى ان البنتاغون يقوم بتحريك القوات الامريكية في حال قرر الرئيس باراك اوباما القيام بعمل عسكري ضد سوريا.

وقال هيغل للصحفيين الذين يرافقونه في زيارة لماليزيا إن القادة العسكريين الامريكيين قد اعدوا مجموعة من الخطط يتمكن اوباما الاختيار منها في حال قرر شن هجوم على النظام السوري.

وكان الرئيس باراك اوباما قد قال في مقابلة مع شبكة سي ان ان يوم الجمعة إن المزاعم الاخيرة باستخدام الحكومة السورية اسلحة كيميائية "تثير قلقا شديدا."

من جانبها، قالت روسيا إن ثمة ادلة تشير الى ان المعارضة السورية هي التي دبرت الهجوم.

وكانت المعارضة قد قالت إن هجوما بالاسلحة الكيميائية نفذته القوات الحكومية خارج دمشق يوم الاربعاء اسفر عن مصرع المئات.

ورغم الدعوات التي اطلقتها العديد من الدول، ليس هناك ما يشير الى ان الحكومة السورية ستسمح لفريق التفتيش التابع للامم المتحدة الموجود في العاصمة السورية بالتوجه الى المنطقة التي شهدت الهجوم المزعوم لاجراء تحقيق في صحته.

وكانت صور لم يمكن التأكد من صحتها قد اظهرت مدنيين - وكثير منهم اطفال - قتلى او يعانون اصابات مروعة جراء الهجوم.

خيارات

وقال هيغل إن الرئيس اوباما طلب من البنتاغون اطلاعه على الخيارات المتاحة وسط ضغوط متزايدة تتعرض لها ادارته للتدخل في سوريا.

وقال مسؤول عسكري امريكي الجمعة إن البحرية الامريكية ستعزز وجودها البحري في البحر المتوسط باضافة مدمرة رابعة مزودة بصواريخ كروز، وذلك بسبب الوضع المتدهور في سوريا.

وقال المسؤول إن المدمرة (ماهان) التي كانت قد اتمت مهمتها واستعدت للعودة الى قاعدتها في نورفولك بولاية فرجينيا، ستظل في المتوسط بناء على امر صدر لها من قائد الاسطول السادس.

وبذا يصبح عدد المدمرات الامريكية المزودة بصواريخ كروز في المتوسط اربع مدمرات، هي اضافة الى (ماهان) كل من (غريفلي) و(باري) و(راماج) تحمل كل منها عشرات من صواريخ كروز من طراز توماهوك.

وأكد المسؤول أن البحرية الامريكية لم تتسلم اي امر بالاستعداد لتنفيذ عمليات عسكرية بخصوص سوريا.

وعلى صعيد متصل، قال مسؤول امريكي إن كبار مستشاري الرئيس باراك اوباما لشؤون الامن القومي سيجتمعون في البيت الابيض في عطلة نهاية الاسبوع لبحث الخيارات المتاحة ضد الحكومة السورية.

واذا شارك اوباما في الاجتماع الرفيع كما هو مرجح على مايبدو فستكون تلك اول جلسة تعقد على نطاق كامل مع كبار مساعديه للسياسة الخارجية منذ الهجوم الذي وقع في احدى ضواحي دمشق يوم الاربعاء.

ولكن المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه حذر من توقع صدور قرار نهائي خلال الجولة المقبلة من المباحثات.

تحقيق

وقال الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون إنه يعتزم اجراء تحقيق شامل ومحايد في التقارير الأخيرة التي تحدثت عن استخدام اسلحة كيميائية في الاشتباكات التي تشهدها سوريا.

وبحسب بيان صادر عن الامم المتحدة، فإن مفوضة شؤون نزع السلاح في المنظمة انجيلا كين ستصل الى دمشق اليوم لحض السلطات على السماح للفريق الدولي بالتفتيش في المناطق التي يعتقد أنها شهدت استخدام أسلحة كيميائية.

وحض البيان الأطراف في سوريا كافة على التعاون مع البعثة الدولية.

تشكيك روسي

من جانبه، قال اليكساندر لوكاشيفيتش الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية إن موسكو حضت الرئيس السوري بشار الاسد على التعاون مع المفتشين الدوليين، ولكنه اضاف ان ثمة اسئلة حول رغبة المعارضة في "السماح لبعثة الامم المتحدة بالوصول الى المنطقة التي وقع فيها الهجوم المزعوم."

واضاف "ثمة ادلة تشير الى ان هذا العمل الاجرامي كان مدبرا بقصد الاستفزاز."

وقال "بدأت تقارير بالانتشار على الانترنت على وجه الخصوص تقول إن اتهامات موجهة للحكومة السورية بالمسؤولية عن الهجوم نشرت قبل وقوعه بساعات مما يثبت ان العملية كلها كانت مدبرة."

كما وصف الدعوات التي اطلقتها دول اوروبية عدة لمجلس الامن بتخويل استخدام القوة ضد سوريا بأنها "غير مقبولة."

وكانت دمشق قد وصفت الادعاءات القائلة إنها استخدمت اسلحة كيمياوية بأنها "ملفقة وغير منطقية."

غارة جوية

في غضون ذلك، حض اليوت انجل، رئيس الكتلة الديمقراطية في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الامريكي، الرئيس اوباما يوم الجمعة على اصدار اوامره بشن غارات جوية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

واعاد انجل الى الاذهان قول اوباما إن استخدام النظام السوري للاسلحة الكيمياوية يعد "خطا احمرا" يستدعي من الولايات المتحدة التدخل لوقف هكذا انتهاكات للقانون الدولي.

وقال انجل في رسالة بعث بها الى الرئيس الامريكي حصلت رويترز على نسخة منها "لو لم نرد، نحن وحلفاؤنا، على الاستخدام الاجرامي لنظام الاسد لاسلحة الدمار الشامل، فسترى الدول الشريرة في العالم في ذلك ضوءا أخضرا، ولو لم ننو اعطاءها ذلك الضوء".

وقال مسؤول امريكي سابق لرويترز إن الهجوم الكيمياوي الاخير قد يدفع اوباما الى استخدام محدود للقوة، ولكنه من غير المتوقع ان يحاول اطاحة الاسد.

وقال المسؤول السابق "سيضطرون الى عمل شيء ما لأن مصداقية الولايات المتحدة اصبحت على المحك."

ومن شأن تقاعس اوباما عن مواجهة الاسد "بالعواقب الوخيمة" التي طالما وعد بها ان تعزز الانطباع السائد دوليا عن رئيس منشغل بالامور الداخلية وغير راغب بالتصرف بشكل حاسم في الشرق الاوسط، وهي صورة تبلورت من خلال رده المضطرب على الازمة المصرية.