هيومن رايتس: صواريخ بالستية تقتل مدنيين في سورية

هيومن رايتس: صواريخ بالستية تقتل مدنيين في سورية
الرابط المختصر

قالت هيومن رايتس ووتش اليوم إن الصواريخ الباليستية التي يطلقها الجيش السوري تسقط على مناطق مأهولة فتسبب وفيات المدنيين بأعداد كبيرة. تسببت أحدث الهجمات التي حققت فيها هيومن رايتس ووتش، في محافظة حلب يوم 26 يوليو/تموز 2013، في مقتل ما لا يقل عن 33 مدنياً، بينهم 17 طفلاً.

حققت هيومن رايتس ووتش في تسع هجمات يبدو أنها كانت بالصواريخ الباليستية على مناطق مأهولة، قتلت 215 شخصاً على الأقل وصفهم السكان المحليون بأنهم مدنيون، وبينهم 100 طفل، بين فبراير/شباط ويوليو/تموز. لم تكن هناك أهداف عسكرية ظاهرة في محيط سبع من الهجمات التسع التي حققت فيها هيومن رايتس ووتش. وفي حالتين كانت هناك أهداف عسكرية قريبة يمكن أن تكون الأهداف المقصودة للقوات الحكومية، لكنها لم تتضرر في أية هجمة من الاثنتين.

قال أوليه سولفانغ، باحث أول بقسم الطوارئ في هيومن رايتس ووتش: "لا يمكنك التمييز بين المدنيين والمقاتلين حينما تطلق الصواريخ الباليستية التي يمتد تأثيرها على مساحة واسعة في المناطق السكنية المأهولة. حتى لو كان هناك مقاتلون في المنطقة فإنك لا تستطيع استهدافهم بدقة، والأثر الناجم في بعض تلك الحالات كان مدمراً للمدنيين المحليين".

عند الاستخدام في المناطق المأهولة فإن الصواريخ الباليستية ذات الحمولات الكبيرة من المواد عالية الانفجارية يكون لها أثر مدمر على مساحة واسعة، ولن يتسنى، عند استخدامها على هذا النحو، التمييز الكافي بين المدنيين والمقاتلين؛ مما يؤدي إلى استحالة تجنب الخسائر المدنية في كافة الحالات تقريباً. وعلى القادة العسكريين، كسياسة متبعة، ألا يأمروا باستخدام الصواريخ الباليستية في المناطق المأهولة بالمدنيين، بحسب هيومن رايتس ووتش.

يصعب التوصل إلى استنتاجات نهائية بشأن مشروعية كل هجمة فردية دون معرفة الدوافع أو المعلومات المتاحة للطرف المهاجم، لكن الهجمات التسع التي حققت فيها هيومن رايتس ووتش سببت أضراراً مدنية جسيمة بغير ميزة عسكرية ظاهرة.

الاستخدام المتكرر لهذه الأسلحة عالية الانفجارية، ذات التأثير الممتد على رقع واسعة من الأرض، في مناطق مأهولة بالمدنيين، يوحي بقوة بأن الجيش تعمد استخدام أساليب حربية عاجزة عن التمييز بين المدنيين والمقاتلين، في مخالفة جسيمة للقانون الدولي الإنساني.

رغم أن استخدام الصواريخ الباليستية غير محظور في النزاع المسلح، إلا أن استخدامها يخضع لأحكام قوانين الحرب. والطرف المقاتل ملزم باستخدام وسائل وأساليب قادرة على التمييز بين المدنيين والمحاربين، وينبغي للهجمة ألا تسبب أضراراً غير متناسبة للأرواح والأعيان المدنية، كما يجب على الطرف المستخدم لتلك الأسلحة أن يتخذ كافة الاحتياطات الممكنة لتقليل الأضرار المدنية.

بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وهي مجموعة حقوقية سورية،  الحكومة ما لا يقل عن 131 صاروخ أرض-أرض طويل المدى بين ديسمبر/كانون الأول 2012 ومطلع يوليو/تموز 2013. وتسببت 20 من هذه الهجمات، التي استخدم في بعضها عدة صواريخ، في مقتل ما يقرب من 260 مدنياً، كما قالت المجموعة. لم تتحقق هيومن رايتس ووتش من هذه الهجمات على نحو مستقل.

ويبدو أن الكثير من هذه الصواريخ قد أطلق من قبل اللواء رقم 155، المتمركز في القطيفة بمنطقة القلمون في ريف دمشق. قام نشطاء يسكنون المناطق القريبة بتصوير انطلاق الصواريخ من قاعدة اللواء ونشروا تقارير عن إطلاقها على مواقع التواصل الاجتماعي. قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن أكثر من 35 من عمليات الإطلاق الـ131 التي أفادت بها تمت على يد هذا اللواء.

مع سقوط الكثير من الصوايخ فوق حقول مكشوفة أو غير ذلك من المناطق غير المأهولة، فلم تحدث ضرراً يذكر، إلا أن العديد منها سقط على مناطق كثيفة السكان فتسببت في قتل مدنيين، بحسب هيومن رايتس ووتش. حققت هيومن رايتس ووتش في الهجمات التالية بإجراء المقابلات مع ضحايا وشهود، ومراجعة صور فوتوغرافية ومقاطع فيديو على يوتيوب، وغير ذلك من المعلومات المنشورة، وزيارة المواقع في سبع حالات:

·         في 26 يوليو/تموز سقط صاروخ على بلدة باب النيرب في محافظة حلب فقتل ما لا يقل عن 33 شخصا، بينهم 17 طفلاً.

·         في 2 يونيو/حزيران سقط صاروخ على بلدة كفر حمرة، شمالي مدينة حلب مباشرة، فقتل ما لا يقل عن 29 شخصاً، بينهم 8 أطفال على الأقل.

·         في 24 أبريل/نيسان سقط صاروخ على مدينة الرقة فسوى 4 منازل بالأرض وقتل شخصين على الأقل.

·         في 29 مارس/آذار سقط صاروخ على بلدة حريتان في شمال حلب فقتل ما لا يقل عن 8 أشخاص، بينهم طفلان.

·         في 25 مارس/آذار سقط صاروخ على بلدة معدان بمحافظة الرقة فدمر ستة منازل وقتل ما لا يقل عن 4 أشخاص، بينهم 3 أطفال.

·         في 22 فبراير/شباط سقط صاروخ على حي طريق الباب في حلب فقتل ما لا يقل عن 13 شخصاً، بينهم 8 أطفال.

·         في 22 فبراير/شباط سقط صاروخ على حي الأرض الحمرا في حلب فقتل ما لا يقل عن 78 شخصاً، بينهم 38 طفلاً.

·         في 18 فبراير/شباط سقط صاروخ على حي جبل بدرو في حلب فقتل ما لا يقل عن 47 شخصاً، بينهم 23 طفلاً.

·         في 18 فبراير/شباط سقط صاورخ على بلدة تل رفعت في شمال حلب، فقتل فتاة واحدة على الأقل.

أضف تعليقك