هدنة الابراهيمي في سوريا .. محاولة ساذجة

هدنة الابراهيمي في سوريا .. محاولة ساذجة
الرابط المختصر

تساءلت مجلة" تايم " الاميركية عن المسؤول عن خرق الهدنة فى سوريا"، لافتة الى إنه "بعد ساعات قليلة من الهدوء، تجدد القتال في معظم أنحاء شمال سوريا وأماكن أخرى يوم الجمعة، في حين انفجرت سيارة فى دمشق وأوقعت عددا كبيرا من القتلى والإصابات في صفوف المدنيين، وتفاقمت الاوضاع، بينما يتهم الجانبان كلاهما الآخر بخرق الهدنة".

ورأت المجلة أن "الهدنة المؤقتة التى اقترحها مبعوث الامم المتحدة الخاص"الأخضر الإبراهيمي، هي مبادرة طيبة ولكنها مجرد محاولة ساذجة للتوصل الى السلام الذي لا أحد من الطرفين على استعداد للذهاب اليه".

واكدت المجلة أنه "من الصعب ان تلتزم عناصر المعارضة المسلحة بالهدنة، حيث ان تلك الجماعات ليس لها قيادة موحدة، ومن الصعب تحديد ماهيتها ومواقفها لأن هناك مئات الجماعات المسلحة التي تقاتل النظام، وليس هناك سلسلة واحدة من القيادة العسكرية والقيادة السياسية"، لافتة الى ان "عددا من الكتائب الإسلامية أوضحت أنها ستقاتل، ولن تلتزم بالهدنة وحتى ما أعلنه عدد من المسؤولين فى الجيش السوري الحر عن الالتزام بالهدنة لا يمكن القياس عليه، حيث ان الجيش الحر ايضا له العديد من القادة السياسيين والعسكريين المختلفين سواء داخل سوريا او فى تركيا".

واشارت المجلة الى ان "كل الاتفاقات السابقة لوقف إطلاق النار تم انتهاكها من الجانبين، ولا يبدو ايا منهما مستعدا لوقف الحرب على حد سواء، حيث يعتقدون أن المضى قدما فى الحرب أفضل ما لديهم، وفى ظل عدم وجود أي أفراد أو بروتوكولات أو رصد خارجي لفك الارتباط، ناهيك عدم وجود أي آلية للتنفيذ، يصعب تطبيق هدنة حقيقية على الارض".

وشددت على إنه "بعد عقود من التوسط في الصراعات المستعصية مثل الحروب الأهلية في لبنان وأفغانستان، فإن الإبراهيمي ليس من السذاجة بحيث يعتقد أن وضع حد للنزاع فى لسوريا يمكن ان يتم في المدى القريب، ولكنه سعى لاستغلال عيد الاضحى في اختبار النوايا، فهو يعلم جيدا مدى التعقيدات في سوريا ، وان هناك من يرعى الجماعات المسلحة، بالاضافة الى وجود مقاتلين اجانب لا يمكن السيطرة عليهم فى اطار اى اتفاق"، لافتة الى ان "وقف إطلاق النار هو أبعد شيء عن ذهن المقاتلين على الارض فالاشتباكات العنيفة اندلعت في الضواحي إلى الشمال من دمشق وحمص، في حين تقدم المتمردون في الحيين المسيحيين الرئيسيين في ثاني أكبر المدن السورية، حلب، ثم تمكنت القوات الحكومية من طرد المتمردين من هذين الحيين".

واكدت المجلة ان "الرئيس السورى بشار الاسد مازال لديه القوة والنفوذ ، كما ان الجيش السورى يملك العديد من الخيارات ولازال متماسكا ، وهو ما يعنى انه رغم ما تعلنه المعارضة من احراز تقدم فى المناطق الشمالية الا ان القوات الحكومية تقود بالرد ولا تسمح للمتمردين بالاستقرار والتمركز فى اي نقطة".