موسكو وواشنطن: الخلاف حول سوريا كبير

موسكو وواشنطن: الخلاف حول سوريا كبير
الرابط المختصر

أعلنت واشنطن، أمس، أن الخلاف مع موسكو لا يزال كبيرا حيال الفترة الانتقالية في سوريا، بينما كررت روسيا تحذيرها من تعزيز عسكرة الأزمة السورية، مشيرة إلى أنها تلقت تأكيدات من الدول الغربية أنها لن تتدخل عسكريا في سوريا، وأنها تبحث عن حل سياسي، وذلك مع إعلان حلف شمال الأطلسي موافقته على نشر صواريخ «باتريوت» على الحدود التركية - السورية، مع تأكيده انه لا يمكن استخدام المنظومة لأغراض هجومية أو فرض منطقة حظر جوي فوق سوريا.

وفي الرياض، اعتبر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن «الانتقال السياسي للسلطة في سوريا، أصبح أكثر حتمية وضرورة للحفاظ على سوريا أرضاً وشعباً»، مشيراً إلى أن «الأمر هناك يزداد تدهوراً».

وأوضح الفيصل، الذي التقى رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» احمد معاذ الخطيب يرافقه عدد من أعضاء قيادة «الائتلاف»، أن «تشكيل الائتلاف السوري الجديد خطوة إيجابية مهمة تجاه توحيد المعارضة تحت لواء واحد». وقال «كان هناك شبه صدمة في العالمين العربي والإسلامي حيال موقف روسيا المستغرب والمستنكر»، موضحا أن «تغير موقف روسيا إزاء سوريا سيفتح الطريق لحل الأزمة السورية». وأعرب عن اعتقاده أن إيران «لا تشكل جزءا من الحل في سوريا، لكننا نأمل أن تكون جزءا من الحل لكونها دولة كبيرة ومهمة وموقفها له تأثير».

«الأطلسي» وروسيا

وأعلن حلف شمال الأطلسي، في بيان بعد اجتماع وزراء خارجية الدول الـ 28 الأعضاء فيه، موافقته على طلب أنقرة نشر صواريخ «باتريوت» على الحدود التركية - السورية. وجاء في بيان ان «الحلف الأطلسي وافق على تعزيز قدرات الدفاع الجوي التركية من اجل الدفاع عن شعب وأراضي تركيا والمساهمة في تخفيف تصعيد الأزمة على طول حدود الحلف».

وشدد البيان على أن «هذه المنظومة ستخضع لسلطة القائد الأعلى للحلفاء في أوروبا». وأكد أن «نشر هذه الصواريخ هو لأهداف دفاعية فحسب. لن يتم استخدامها لإنشاء منطقة حظر جوي أو لشن أي هجوم». ودعا الوزراء إلى «إنهاء العنف في سوريا، الذي يشكل خطراً جدياً على استقرار المنطقة وأمنها». وأضاف البيان «ندعم بشكل كامل مساعي المجتمع الدولي لإيجاد حل سلمي» للأزمة السورية.

وأشار مسؤولون في الحلف إلى انه ستتم برمجة منظومة «الباتريوت» من اجل صد أي صواريخ سورية تعبر الحدود التركية.

وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، خلال اجتماع وزراء خارجية روسيا والحلف، ان الخلاف لا يزال كبيرا بين واشنطن وموسكو حول المرحلة السياسية

الانتقالية في سوريا. ولم تقدم كلينتون توضيحات، لكن الخلاف بين روسيا والدول الغربية يتمحور حول تفسير «اتفاق جنيف» وما اذا كان يمكن للرئيس السوري بشار الأسد المشاركة في المرحلة الانتقالية أم لا.

وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بعد اجتماع مع وزراء خارجية «الأطلسي» في بروكسل، من «النزعة المتزايدة نحو التسلح» في سوريا، داعيا إلى «عدم المبالغة» في الكلام على السلاح الكيميائي في سوريا، واصفا المعلومات في هذا الإطار «بالشائعات»، وذلك بعد تهديد «الأطلسي» ولندن وبرلين وباريس وواشنطن السلطات السورية من استخدامه. (تفاصيل ص 13).

وقال لافروف «لدينا قلق إزاء النزعة المتزايدة نحو التسلح» بسبب النزاع القائم في سوريا. وأضاف ان «تكدس السلاح يزيد من مخاطر استخدام هذا السلاح» في إشارة إلى موافقة الحلف على نشر صواريخ «باتريوت» في الأراضي التركية بمحاذاة الحدود مع سوريا.

وتابع لافروف «نأمل ألا تكون هناك أي محاولات للتدخل في النزاع بسوريا من الخارج»، مشددا على ضرورة «التدخل سياسيا وديبلوماسيا وإجبار جميع أطراف الخلاف في سوريا على وقف إراقة الدماء واللجوء إلى طاولة المفاوضات».

وأعلن لافروف أن روسيا تعارض أي محاولات للتدخل الخارجي في سوريا. وقال ان «الشركاء الغربيين أكدوا خلال المباحثات أنهم لا يبحثون إلا عن حل سياسي، ولا يمكن أن يكون حلا عسكريا، ونحن نوافق على ذلك تماما». وأضاف «أعدنا إلى أذهان زملائنا (خلال المباحثات) أنهم كانوا يؤكدون دائما أن سوريا ليست ليبيا، ونحن نأمل ألا تكون هناك أي محاولات للتدخل في النزاع بسوريا من الخارج. ويجب التدخل سياسيا وديبلوماسيا وإجبار جميع المتجابهين في سوريا على وقف إراقة الدماء والجلوس حول طاولة المفاوضات».

وحول نشر صواريخ «باتريوت» على الحدود التركية السورية، أكد لافروف أن «روسيا لا تعارض حق تركيا في الدفاع الجماعي باعتبارها عضوا في الأطلسي، لكنها قلقة بشأن العسكرة اللاحقة للوضع في سوريا». وقال «نحن نلفت الانتباه إلى انه لا ينبغي المبالغة في تقدير المخاطر. ورأينا حوادث إطلاق نار (على الأراضي التركية)، كما رأينا أنها كانت صدفة. واقترحنا مساعدتنا في إقامة اتصال بين الجانبين التركي والسوري لمنع تكرار مثل هذه الحوادث».

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن موسكو لن تشارك في اجتماع مجموعة «أصدقاء سوريا» المتوقع عقده في 12 كانون الأول الحالي في مدينة مراكش المغربية.

ميدانياً

سقطت قذائف هاون على مدرسة ابتدائية في ريف دمشق، ما أدى إلى مقتل تسعة طلاب بالإضافة إلى معلمة، وإصابة 20، ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) ان «هجوم الإرهابيين استهدف مدرسة البطيحة الأولى في مخيم الوافدين بريف دمشق». ويضم المخيم نازحين سوريين من الجولان المحتل.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيانات، «تعرضت مناطق عدة في محيط دمشق لقصف من القوات النظامية تزامنا مع اشتباكات في محيط بيت سحم اثر هجوم نفذه مسلحون على حاجز للقوات النظامية عند مفرق طريق مطار دمشق الدولي». وأضاف «في الغوطة الشرقية التي تقطعها الطريق المؤدية إلى مطار دمشق يطاول القصف منطقة البساتين. وقتل ثلاثة أشخاص جراء قصف واشتباكات على محيط معضمية الشام، بينما يطاول القصف داريا وعقربا».

وذكرت صحيفة «الوطن» السورية ان «الجيش استمر في تقدمه على كافة محاور ريف دمشق، وواصل ملاحقة المسلحين في البلدات المحيطة بطريق مطار دمشق الدولي».

وتابع المرصد «في محافظة دير الزور، سيطر مسلحون من جبهة النصرة (الإسلامية المتشددة) على قرية التبني الواقعة على طريق الرقة ـ دير الزور، وذلك اثر اشتباكات عنيفة» مع القوات النظامية، بينما تتواصل الاشتباكات الضارية في محيط معسكر الضيف القريب من معرة النعمان في محافظة ادلب، بالإضافة إلى مناطق في حلب. وأوضح «قتل 105 أشخاص في أعمال عنف في مناطق متفرقة في سوريا».