موجة جديدة من اللاجئين في النمسا

موجة جديدة من اللاجئين في النمسا
الرابط المختصر

وصلت دفعة جديدة من اللاجئين تقدر بعشرة آلاف إلى النمسا أمس السبت، وسط خلافات مريرة بين دول الاتحاد الأوروبي حول كيفية التعامل مع الأزمة.

 

وكان اللاجئون قد وصلوا إلى المجر من كرواتيا التي قالت إنها لا تستطيع التعامل مع 20 ألف لاجئ تدفقوا إلى أراضيها منذ الأربعاء، وفقاً لــ بي بي سي العربيّة.

 

وقامت المجر بتوجيه اللاجئين إلى النمسا، متهمة كرواتيا بخرق القواعد المرعية بعدم تسجيلها اللاجئين، لكن بعض اللاجئين قالوا لبي بي سي إن المجر لم تسجلهم هي الأخرى.

 

وقالت الشرطة النمساوية إن 9 آلاف لاجئ قطعوا حدودها السبت، ويتوقع أن يصل عددهم إلى عشرة آلاف.

واشتكى نائب قائد الشرطة في مقاطعة برغنلاند النمساوية من أن المجر لم تحذر النمسا مسبقا بوصول هذا العدد.

 

واتهمت وزيرة الداخلية النمساوية يوهانا ميكيل ليتنر الدول المجاورة بخرق قوانين الاتحاد الأوروبي، وعبرت عن قلقها من أن اللاجئين يصلون أيضا من كرواتيا عبر سلوفينيا.

 

وقال أحد اللاجئين الذين قطعوا الحدود إلى النمسا من المجر لوكالة أسوشييتد برس "أشعر أنني ولدت من جديد".
وكانت المجر قد اتهمت كرواتيا بانتهاك سيادتها وعدم التعاون مع الاتحاد الأوروبي من خلال السماح بتدفق المهاجرين واللاجئين نحوها.

 

وعبر وزير الخارجية المجري، بيتر سِيَارتو، عن هذه الانتقادات في الوقت الذي يواصل مئات من اللاجئين والمهاجرين عبور الحدود باتجاه المجر.

 

وقال ناطق باسم الحكومة المجرية إن اللاجئين والمهاجرين سيسمح لهم بالدخول حتى يستكمل بناء سياج يقام لهذا الغرض.

 

وقال رئيس الوزراء الكرواتي، زوران ميلانوفيتش، في وقت سابق إن بلده سيواصل إعادة توجيه اللاجئين باتجاه المجر.

 

ويقول مراسل بي بي سي في منطقة البلقان إن المهاجرين حريصون على الانتقال الآن إلى بلدان الاتحاد الأوروبي لأنهم يشعرون أن الفرص أخذت تضيق أمامهم.

 

واستدعت المجر قوات الاحتياط للمساعدة في التعامل مع "أزمة اللاجئين الجماعية"، حسب وكالة الأنباء الحكومية السبت.

 

واتخذ وزير الدفاع المجري، إستيفان سيميسكو، هذا القرار بطلب من رئيس الأركان.

 

وستُستخدم قوات الاحتياط في حماية الثكنات العسكرية التي ظلت فارغة من الجنود بعدما نشروا في المناطق الحدودية، بحسب وكالة الأنباء.

 

ودخلت المجر في حرب كلامية مع جارتيها الجنوبيتين صربيا وكرواتيا على خلفية التدفق غير المسبوق للمهاجرين واللاجئين.

 

ويحاول المهاجرون الذين تقطعت بهم السبل في كرواتيا التوجه نحو الشمال بالرغم من الخطوات التي اتخذتها سلوفينيا والمجر لمنعهم من الدخول إليهما.

 

واستخدمت الشرطة السلوفينية ليلة الجمعة رذاذ الفلفل لتفريق مجموعة من اللاجئين حاولوا العبور إلى كرواتيا.

 

واتهمت المجر كرواتيا بانتهاك القانون الدولي بعدما أرسلت مجموعة من طالبي اللجوء إلى المنطقة الحدودية بدون تسجيلهم أولا كطالبي لجوء في كراوتيا.

 

ومن المنتظر أن يعقد الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل قمة طارئة لمناقشة أزمة اللاجئين وسط انقاسامات تشهدها أوروبا بخصوص هذا الموضوع.

 

واضطر آلاف من المهاجرين الذين حاولوا العبور إلى البلقان على أمل الوصول إلى الدول الشمالية في الاتحاد الأوروبي إلى المبيت في محطة قطارات أو النوم في جنبات الطرق المحيطة بها.

 

وقضى مئات من اللاجئين ليلة الجمعة في طريق سريع رئيسي بالقرب من مدينة إيديرن في الشمال الغربي من تركيا بعدما منعتهم الشرطة التركية من العبور إلى الحدود باتجاه اليونان.

 

وانحرف الكثير من المهاجرين، وسط إجراءات صارمة اتخذتها بعض الدول لتشديد المراقبة على الحدود، عن طرق المواصلات الرئيسية وساروا على الأقدام وسط حقول الذرة على أمل الوصول إلى المنطقة الحدودية.

 

وتظل الحكومات الأوروبية منقسمة بشأن كيفية معالجة أزمة اللاجئين إذ صدت هؤلاء من معبر حدودي إلى آخر في محاولة لمنعهم من الوصول إلى البلدان الشمالية من الاتحاد الأوروبي.

 

ودخل آلاف من اللاجئين إلى كرواتيا قادمين من صربيا في وقت سابق من هذا الأسبوع بعدما أقامت المجر سياجا على حدودها مع صربيا وأغلقت الطريق السابق المؤدي إلى الشمال.

 

وكانت كراوتيا قالت في وقت سابق إن المهاجرين سيكونون محل ترحيب لكنها قالت الجمعة إن أعداد المهاجرين الذين تدفقوا عليها كبيرة ولا تسمح مواردها بالتعامل معهم بعدما وصل إليها منذ يوم الأربعاء 17 ألف شخص.

 

ولجأت كرواتيا إلى إغلاق كل المعابر الحدودية مع صربيا باستثناء الطريق الرئيسي الذي يربط بلغراد وزغرب.

 

وتنص القوانين التنظيمية في الاتحاد الأوروبي على تسجيل اللاجئين عند وصولهم إلى أول بلد من الاتحاد.

 

لكن الكثير من المهاجرين واللاجئين يرغبون في مواصلة الرحلة حتى وصولهم إلى البلدان الشمالية من الاتحاد الأوروبية مثل ألمانيا والسويد.

 

وتشهد أوروبا حاليا تدفقا غير مسبوقا في أعداد المهاجرين واللاجئين الذين فروا من مناطق صراع وفقر في بلدانهم.