مسيرة العودة تدخل عامها الثاني بيوم الأرض

مسيرة العودة تدخل عامها الثاني بيوم الأرض
الرابط المختصر

في ظل حذر شديد وتوتر بين قطاع غزة والاحتلال الإسرائيلي، تواصل مسيرات العودة وكسر الحصار فعالياتها للعام الثاني على التوالي بمسيرة مليونية، كإحدى أدوات المقاومة الشعبية في مواجهة كافة السياسات التي تنال من حقوق الشعب الفلسطيني.

وتصادف اليوم الذكرى الثالثة والأربعون لـ"يوم الأرض"، التي توافق الـ30 آذار/ مارس من كل عام، وهو ذات اليوم من العام الماضي الذي انطلقت فيه مسيرات العودة في قطاع غزة، وبهذه المناسبة تنظم الهيئة الوطنية العليا لمخيمات مسيرة العودة اليوم بغزة مسيرة "مليونية الأرض والعودة"، حيث ساد الإضراب الشامل جميع مناطق القطاع تلبية لدعوة الهيئة الوطنية.

 

وشددت الهيئة في بيان لها وصل "عربي21" نسخة عنه، على أهمية مشاركة كل أبناء شعبنا في الضفة والقدس والشتات والـ48 لإحياء يوم الأرض الخالد، داعية شعبنا للمشاركة في الفعاليات السلمية للمليونية التي ستنطلق الساعة الواحدة ظهرا.

ونوهت إلى "ضرورة الحفاظ على الطابع الشعبي والسلمي لكافة الفعاليات، لقطع الطريق على مخططات العدو الذي يريد إراقة دماء المتظاهرين، من أجل إدخال هذا الدم الطاهر في بازار انتخابات الكنيست"، مطالبة بـ"التركيز على أإحياء فعاليات التراث الوطني والإبداعات المختلفة".

ونبهت لأهمية "أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر من قناصة العدو، وعدم الابتعاد عن نقاط التجمع المحددة من قبل لجان الهيئة"، في مخيمات العودة الخمس المقامة شرق القطاع على مقربة من السياج الفاصل.

 

ودعت المنظمات الإنسانية والحقوقية الدولية إلى مراقبة انتهاكات متوقعة للجيش الإسرائيلي ضد المشاركين بمسيرات مليونية "العودة وكسر الحصار" التي تنطلق، ظهر السبت، في عدة نقاط قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة.

 

بدوره، أوضح رئيس دائرة شؤون اللاجئين في حركة "حماس"، وعضو الهيئة الوطنية، القيادي عصام عدوان، أن "من الأهداف المباشرة لمسيرات العودة، هو التصدي لكافة القرارات والإجراءات الأمريكية والإسرائيلية التي تنال من الحقوق الفلسطينية؛ وخاصة في قضيتي القدس واللاجئين".

وذكر في حديثه لـ"عربي21" أن "المقاومة السلمية عبر مسيرات العودة في هذا الوقت، تظهر بشكل أكبر وأوضح مظلومية الشعب الفلسطيني، عندما يواجه قوة عاتية تستهدفه في كل شيء".

نتائج مذهلة

ونوه عدوان إلى أنه "بعد مضي عام على المسيرات، ما زالت القدس تهود والقرار الأمريكي بشأنها ما زال قائما، كما أن قرار واشنطن بوقف مساعداتها للأونروا ما زال قائما أيضا، وهذا يعني أن مسيرات العودة لم تتمكن حتى الآن من ثني أمريكا عن مواقفها السابقة ولا عن توجهاتها بالنسبة لصفقة القرن".

واستدرك بقوله: "ولكن هذا لا يلغي أهمية مسيرة العودة، فلربما لو لم تكن هذه المسيرة لشاهدنا تطبيقا سريعا لصفقة القرن"، منوها إلى أن "الشعب الفلسطيني ليس لديه خيارات كثيرة، وهو مجبر على مقاومة الاحتلال واستخدام كل الوسائل المتاحة والانتقاء منها ما يناسب اللحظة، وما بدا عليه التوافق الوطني في غزة، هو المقاومة الشعبية بالطريقة التي مشت بها مسيرات العودة".

 

وذكر عضو الهيئة، أن "مسيرات العودة هي أحد أشكال انفجار الصراع ضد الاحتلال وإجراءاته المختلفة من: التهويد، ومصادرة الأراضي، وفرض الحصار على قطاع، واستهداف المقاومة وقمع الفلسطينيين في الداخل المحتل، وفرض قانون يهودية الدولة".

 

 

وشدد على ضرورة أن "يتحد الشعب الفلسطيني خلف مسيرات العودة، لمواجهة العنجهية الإسرائيلية"، لافتا إلى أن نتائج دراسة علمية، "أثبتت أن وحدة شعبنا بكل مكوناته، وعلى رأسها حركة فتح والسلطة الفلسطينية، واشتراك الجميع في مسيرات العودة، سيحقق نتائج مذهلة لم تحقق في تاريخ قضيتنا، لذا فإننا يجب أن نبسط الجناح أمام الجميع للالتحاق بمسيرات العودة، ولتتفضل فتح لتقودها".

وأكد أن "السلطة تستطيع فعل الكثير إذا ما وظفت أدواتها المختلفة؛ الدبلوماسية وعلاقاتها وقدرتها على مخاطبة المجتمع الدولي والتنقل عبر دول العالم"، داعيا السلطة إلى "تدارك الموقف واستثمار مسيرات العودة، التي من شأنها أن تساهم في جسر الهوة بين فرقاء الوطن وتعزيز صمود شعبنا وتجاوز الانقسام".

حملة عسكرية

وحول دلالة دخول مسيرات العودة عامها الثاني، أكد أستاذ العلوم السياسية هاني البسوس، أن "هناك تصميما شعبيا وفصائليا فلسطينيا على مواصلة نهج المسيرات الشعبية".

وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "هذه المسيرات هي إحدى أهم وسائل الضغط على الاحتلال، من أجل التعاطي مع المطالب الفلسطينية؛ برفع الحصار عن غزة والتأكيد على أن العودة إلى فلسطين المحتلة حق ثابت".

 

 

ورأى البسوس، أن "دخول مسيرات العودة عامها الثاني، يدل على الرغبة في مواصلة الضغط على الاحتلال رغم التضحيات الكبيرة، ويعكس قوة العزيمة التي يتمتع بها الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل انتزاع حقوقه".

ووسط أجواء توتر تسود القطاع المحاصر، وفي إطار استعداده لمواجهة "مليونية الأرض"، نشر جيش الاحتلال "ثلاثة ألوية مشاة إضافية، وكتيبة مدفعية وجنود احتياط من الدفاع الجوي ووحدات أخرى مختارة"، بحسب ما أورده موقع "تايمز أوف إسرائيل".

 

وزعم الجيش أنه "استكمل استعداداته العملياتية، وقام بإلغاء إجازات نهاية الأسبوع لجميع الجنود في الجنوب"، كما أجرى رئيس الأركان، الميجر جنرال أفيف كوخافي، "تقديرات للوضع، وناقش سيناريوهات محتملة وصادق على خطط عملياتية".

وفي السياق ذاته، أوعز رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، للجيش بالاستعداد لـ"حملة عسكرية واسعة، في حال فشل مفاوضات وقف إطلاق النار عبر الوسيط المصري".

وأدى قمع قوات الاحتلال للمشاركين في مسيرات العودة خلال عام كامل، إلى استشهاد 266 فلسطينيا، وإصابة أكثر من 30 ألفا بجراح مختلفة، بحسب إحصائية وصلت "عربي21" نسخة عنها، صادرة عن وزارة الصحة بغزة.