مستوطنون يقتحمون الأقصى وسط انتشار إسرائيلي بـ"باب الرحمة"
اقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين صباح الأربعاء المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة.
ووفرت شرطة الاحتلال الحماية الكاملة لهؤلاء المستوطنين بدءً من دخولهم عبر باب المغاربة وتجولهم في باحات المسجد الأقصى وانتهاءً بخروجهم من باب السلسلة.
ويأتي ذلك، فيما عززت قوات الاحتلال صباح اليوم، من تواجدها في منطقة باب الرحمة شرقي الأقصى وشوارع وأزقة القدس القديمة، وذلك في أعقاب الأحداث التي شهدها المسجد مساء أمس.
وقال المختص في شؤون القدس جمال عمرو لوكالة "صفا" إن شرطة الاحتلال حولت منطقة باب الرحمة إلى "ثكنة عسكرية"، ونشرت عناصرها وقواتها الخاصة بشكل مكثف بالمنطقة.
وأوضح أن قوات الاحتلال سمحت للمستوطنين باستباحة وتدنيس حرمة الأقصى وباب الرحمة، لإقامة طقوسهم وصلواتهم التلمودية، في الوقت الذي تشدد الخناق فيه على المصلين الفلسطينيين وتفرض قيودًا مشددة على دخولهم للمسجد المبارك.
ووصف عمرو الوضع بالأقصى والقدس بأنه خطير للغاية، ويزداد سوءًا وتعقيدًا في ظل مواصلة انتهاكات الاحتلال واعتداءاتها على المسجد، بما فيها استمرار حملات الاعتقال في صفوف المقدسيين
وأضاف أن "التطبيع العربي مع الاحتلال الإسرائيلي ضرب خنجرًا مسمومًا في جسد المقدسيين، وهو ما شجع الاحتلال على التمادي في عدوانه على المسجد الأقصى".
وأكد عمرو أن سلطات الاحتلال تسعى إلى تحويل "باب الرحمة" إلى كنيس يهودي، باعتبار يشكل بابًا استراتيجيًا لقربه من قبة الصخرة المشرفة.
وفي سياق متصل، أفادت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة بأن 49 مستوطنًا و255 طالبًا من طلاب الجامعات والمعاهد اليهودية ومرشدًا اقتحموا خلال الفترة الصباحية المسجد الأقصى، ونظموا جولات استفزازية في باحاته وسط تلقيهم شروحات عن "الهيكل" المزعوم.
وتواصل شرطة الاحتلال التضييق على دخول المصلين الوافدين من القدس والداخل المحتلين للأقصى، وتحتجز بعض الهويات الشخصية عند الأبواب، وخاصة للنساء.
وشهد المسجد الأقصى مساء أمس، توترًا شديدًا ومواجهات بالأيدي بفعل الاقتحام الواسع لقوات الاحتلال للمسجد من باب المغاربة، واعتدائها على المصلين في منطقة باب الرحمة، ما أدى لإصابة أكثر من 20 مصليًا، واعتقال 20 آخرين على الأقل.
وأكد المقدسيون مواصلتهم الرباط والاعتصام عند باب الرحمة شرقي المسجد الأقصى، وأطلق عشرات النشطاء المقدسيين دعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي للرباط في المسجد، احتجاجًا على اعتداء قوات الاحتلال على المصلين مساء أمس وتنفيذ حملة اعتقالات واسعة.
وطالبوا بإعادة فتح مبنى باب الرحمة وساحته وعدم وضع القيود والعراقيل للوصول اليه، محذرين من مواصلة إغلاق المبنى كجزء من مخطط التقسيم المكاني للمسجد.