محادثات سورية اسرائيلية قبل «الربيع العربي»

محادثات سورية اسرائيلية قبل «الربيع العربي»
الرابط المختصر

اكد مسؤول اسرائيلي سابق اجراء محادثات سلام سرية بين دمشق وتل ابيب. وقال ميخائيل هيرتزوج رئيس سابق لطاقم العاملين بوزارة الدفاع الاسرائيلية والذي شارك في المحادثات ان انتفاضات الربيع العربي التي اجتاحت العالم العربي في مطلع العام الماضي وامتدت الى سوريا بسرعة تسببت في توقف المحادثات.

واضاف في اتصال هاتفي مع صحيفة نيويورك تايمز الامريكية امس الاول «لم يتم الاتفاق على اي شيء خلال هذه المحادثات». وتابع « كانت هناك قائمة تفصيلية بالطلبات الاسرائيلية التي كانت تهدف لان تكون اساسا لاتفاق سلام» مضيفا انها تمحورت حول الترتيبات الامنية والاطار الاقليمي.

واستطرد « الفكرة كانت رؤية ما اذا كان يمكننا دق اسفين في محور التطرف الذي يضم ايران وسوريا وحزب الله من خلال اخراج سورية من هذه المعادلة. وكانت الفكرة التالية هى السعى لتحقيق السلام مع لبنان».

وكانت صحيفة» يديعوت احرونوت» الاسرائيلية قد كشفت امس الاول عن اجراء هذه المحادثات التي توسط فيها الدبلوماسي الامريكي فريدريك هوف. وردا على الصحيفة، قال متحدث باسم ديوان رئيس الوزراء الاسرائيلي ان الحديث يدور حول مبادرة امريكية قديمة واحدة من بين عدة مبادرات وان اسرائيل لم تقبلها في اي مرحلة من المراحل. واعتبر المتحدث ان نشر تفاصيلها في هذا الوقت بالذات «نابع عن دوافع سياسية». وذكر تقرير الصحيفة، استنادا إلى مصادر اميركية ان نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك وافقا خلال المفاوضات على انسحاب اسرائيل الكامل من هضبة الجولان حتى خط الرابع من حزيران 1967 مقابل توقيع معاهدة سلام شاملة واقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين.

الى ذلك، قصف الطيران السوري امس ثوارا لدى محاولتهم اقتحام معسكر وادي الضيف والمحاصر منذ ايام ، ويعد المعسكر الاكبر في منطقة معرة النعمان التي تحولت معقلا للمعارضين المسلحين في جنوب حلب بينما ترددت انباء عن اول اشتباك جوي بين سوريا و تركيا.

ولجأت القوات النظامية الى الطيران الحربي والمدفعية في قصف المدينة والمناطق المحيطة بها لا سيما خان شيخون وحيش وسرمين، علما ان المناطق المحيطة بمعرة النعمان تشهد «حالات نزوح جماعي للاهالي الى مناطق اكثر امنا إثر اشتباكات استمرت على مدار ايام رافقها قصف عنيف»، بحسب المرصد. وافاد شهود عيان ان الطيران الحربي استهدف وسط معرة النعمان مما ادى الى تدمير ثلاثة منازل في شكل كامل، مشيرا الى ان القذائف المدفعية تسقط بوتيرة دورية على المدينة، لا سيما في محيط المستشفى الميداني الذي اقيم في الطبقة السفلية لإحدى المدارس المهنية. وكان الطيران الحربي قصف ايضا قرية معرشمشة المحيطة بالمعكسر، كذلك افاد المرصد عن تعرض بلدة حيش الواقعة جنوب معرة النعمان الى قصف بالطيران الحربي، بعدما «استشهد فيها ليل الجمعة 12 مقاتلا من الكتائب الثائرة المقاتلة من محافظة حماة، وذلك خلال اشتباكات عنيفة دارت في البلدة». ويفرض المقاتلون المعارضون منذ ايام حصارا على معسكر وادي الضيف، القاعدة العسكرية الاكبر في منطقة معرة النعمان والذي شهد محيطه الجمعة اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين.

في المقابل، قطع الثوار امس الطريق على تعزيزات للقوات النظامية متجهة الى معرة النعمان الاستراتيجية بمحافظة إدلب. واوقف الثوار رتلا عسكريا من نحو 40 آلية بينها عشر دبابات وعربات مدرعة وشاحنات صغيرة مزودة برشاشات وباصات لنقل الجنود، على بعد نحو 12 كيلومترا جنوب معرة النعمان بمحاذاة بلدة حيش، كما افادت مصادر الثوار.

وفي حلب، قتل شخصان على الاقل في قصف تعرض له حي الشعار، بينما تدور اشتباكات عنيفة في حلب القديمة. وفي حمص، تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية و الثوار في حيي باب هود وباب التركمان، بحسب المرصد.من جهتها نقلت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) ان «وحدة من قواتنا المسلحة تقضي على عدد من الارهابيين وتصيب آخرين في حي باب هود بمدينة حمص». وتعرض حي الخالدية امس للقصف بقذائف الهاون من قبل القوات النظامية «رافقه اصوات انفجارات هزت ارجاء الحي المحاصر»، بحسب المرصد. كما تعرضت مدينة القصير في ريف حمص للقصف».

وفي محافظة درعا ، اقتحمت القوات النظامية بلدة معربة «وسط اطلاق رصاص كثيف مع نقص في الكادر الطبي من اجل علاج الجرحى المهددة حياتهم». واوضح المرصد ان الاشتباكات التي تدور في محيط البلدة «ادت الى مقتل ما لا يقل عن خمسة من القوات النظامية».

وفي دمشق، وقع انفجار كبير في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بجنوب العاصمة السورية دمشق مما أسفر عن مقتل عدد من الاشخاص وجرح عشرات آخرين. وقد أسفر الانفجار قد تدمير مبنى مكون من أربعة طوابق. وادت اعمال العنف في مناطق سوريا عدة الى مقتل 75 شخصا هم 18 مدنيا و24 مقاتلا معارضا و33 جنديا نظاميا. وحول حصيلة اجمالية لقتلة النزاع، اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان اكثر من 33 الف شخص قتلوا منذ منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة باسقاط نظام الرئيس بشار الاسد في منتصف آذار2011. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن ان عدد القتلى وصل الى 33 ألفا و82 شخصا «هم 23 الف و630 مدنيا، و1241 مقاتلا منشقا وثمانية آلاف و211 من القوات النظامية». وتشمل حصيلة المدنيين اولئك الذين حملوا السلاح لقتال القوات النظامية من غير الجنود المنشقين.

ولفت عبد الرحمن الى ان قرابة الف شخص قتلوا في الايام الخمسة الاخيرة، مؤكدا ان المعدل اليومي للقتلى في تشرين الاول بلغ 189 شخصا. معتبرا ان «ما يجري حاليا في سوريا هو حرب رسمية»، موضحا ان عدد الضحايا «قد يكون مضاعفا» في حال إجراء تحقيق جدي بعد انتهاء النزاع. ولا تشمل الحصيلة المئات من الجثث المجهولة الهوية، او «الشبيحة» من الميليشيات الموالية للنظام او العدد الكبير من المفقودين الذين لا يعرف مصيرهم.

انسانيا، لجأ نحو 30 ألف شخص بينهم عدد كبير من العائلات الى المدينة الجامعية في حلب. وقال مسؤول في المدينة الجامعية رفض كشف اسمه «هرب نحو 30 ألف شخص من الاشتباكات في الاحياء التي يقيمون فيها وتوزعوا على 18 من الوحدات العشرين في المدينة الجامعية»، بينما يشغل الوحدتين المتبقيتين طلاب عرب يتابعون دروسهم في الجامعة رغم اعمال العنف، وممرضات في المستشفى الجامعي بالمدينة.

وعلى صعيد الازمة المتنامية بين انقرة و دمشق، أعلنت وسائل الإعلام التركية أن سلاح الجوي التركي شارك لأول مرة في المعارك التي تدور بين قوات الرئيس السوري بشار الأسد وبين الجيش السوري الحر. وقالت محطة «إن تي في» التركية مساء الجمعة إن سلاح الجوالتركي اشتبك مع طائرات مقاتلة لسلاح الجو السوري فوق مدينة أزمارين السورية الحدودية.

وانتقد رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان مجلس الامن التابع للامم المتحدة امس لعجزه في مواجهة الازمة السورية مع احتدام الحرب في انحاء البلاد قائلا ان المجلس الذي يضم القوى العالمية الكبرى يكرر الاخطاء التي ادت الى مذابح البوسنة في التسعينيات.

وقال اردوغان في مؤتمر في اسطنبول حضرته شخصيات هامة بينها الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي «مجلس الامن التابع للامم المتحدة لم يتدخل في المأساة الانسانية المستمرة في سوريا منذ 20 شهرا برغم جهودنا جميعا. هناك اتجاه يشجع ويعطي الضوء الاخضر للاسد لكي يقتل عشرات او مئات الاشخاص كل يوم».

من جهتها، ابدت دمشق امس استعدادها لتشكيل لجنة امنية للتواصل المباشر بين سوريا وتركيا وقت تشهد الحدود بين البلدين توترا متصاعدا، بحسب ما جاء في بيان لوزارة الخارجية. واورد البيان ان الوزارة ناقشت مع السفير الروسي في دمشق «استعدادها لانشاء لجنة امنية سورية تركية مشتركة تتولى مهمة ايجاد آلية لضبط الاوضاع الامنية على جانبي الحدود المشتركة في اطار احترام السيادة الوطنية لكل من سورية وتركيا».

في واشنطن، اعتبرت الخارجية الاميركية الجمعة ان الدعم الروسي لسوريا «يفتقد الى الاخلاقية»، في تعليق على اعتراض تركيا للطائرة المدنية السورية. واعترفت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند بان روسيا لم تنتهك اي حظر على نظام الرئيس السوري بشار الاسد، الا انها اعتبرت ان «السياسة (الروسية في الملف السوري) تفتقد الى الاخلاقية».