"الخارجية": لم نعلّق على "قوائم الأردنيين المطلوبين في سوريا"
ما يزيد على 63 مادة صحافية كُتِبت في وسائل إعلام محلية وعربية حول ما اصطلَح عليه "قوائم الأردنيين المطلوبين للمخابرات السورية"، بحسب رصد أجراه "أكيد" على مدار يوميّ 6 و 7 تشرين الثاني 2018، ظَهَرت فيها تناقضات في تغطية الأمر؛ إذ ثمة من أورد نفياً على لسان وزارة الخارجية الأردنية، لتتناقل أخرى ما وُصِف بـ "البيان" الصادر عن الخارجية، ثبت عدم صحتهما، في حين أكّدت مواقع أخرى صحة القائمة.
يقول الناطق باسم وزارة الخارجية الأردنية ماجد القطارنة، في تصريح لـ "أكيد" إن "ردّ فعل رسمي لم يصدر عن وزارة الخارجية الأردنية؛ ذلك أن القوائم نُشِرَت عبر موقع غير رسمي، فنحن بالتالي لا نعلّق عليها؛ لأن أي تعليق لنا يحمل طابع الرسمية ويصدر كردّ على شيء رسمي".
ويشير القطارنة لـ "خلل في النقل، فقد قيل إننا نحث الأردنيين على عدم الالتفات للشائعات وأننا نفينا هذه القوائم، وهذا غير صحيح"، كما ينفي بالمُطلَق تقديمه ما وُصِفَ بـ "بيان صحافي".
ونشرت مواقع إلكترونية الخبر، الذي يتحدث عن أسماء أردنيين مدرجين على قوائم المخابرات السورية، مرفقة المادة بالقائمة التي نشرتها صحيفة سورية معارضة، تحمل اسم "زمان الوصل"، وتشير لكون قسم من هذه الأسماء يعود لأناس راحلين ولأطفال.
وكانت مواقع قد عاجلت بنشر النفي، على لسان الجانب السوري، ممثلاً بالقائم بأعمال السفير السوري في الأردن أيمن علوش، وبوزارة الخارجية الأردنية، وهو ما نُفيَ على لسان القطارنة أعلاه، فظهرت عناوين مثل "9 آلاف أردني مطلوبون على قوائم النظام السوري… ودمشق وعمّان تنفيان" و"الخارجية الأردنية والسفارة السورية ينفيان وجود قوائم لمطلوبين أردنيين في سوريا".
ونقلت وسائل إعلام محلية مخاوف أردنيين من الذهاب إلى سوريا، على إثر حادثة اعتقال السلطات السورية للمواطن الأردني يعقوب العقرباوي بعد نحو ثلاثة أسابيع على إعادة افتتاح معبر جابر- نصيب الحدودي بين الأردن وسوريا، وعزّز هذه المخاوف انتشار "القوائم" عبر منصات التواصل الاجتماعي، نقلاً عن خبر الصحيفة السورية المعارضة.
وتحت عناوين من قبيل "دمشق: قوائم المطلوبين الأردنيين للمخابرات السورية من نسج الخيال"، جاء ردّ علوش، الذي نفى صحة هذه القوائم، لتظهر عناوين بطابع يوحي كما لو أن المادة تحقيق موسع في الأمر وفيه تفاصيل، ليظهر أنها ليست سوى مقال رأي.
واختارت بعض المواقع الإلكترونية عناوين تحمل طابع الإثارة مثل "بالأسماء .. قوائم بنحو (9) آلاف أردني تستهدفهم المخابرات السورية ضمنهم نساء وأطفال" و"الكشف عن آلاف الأردنيين المطلوبين لمخابرات الأسد (قائمة)"، كما جنحت بعض العناوين للتعابير الإنشائية في تناولها الخبر، كما في عنوان "علوش: لسنا بحاجة لمادة سامة تعكر العلاقة الأردنية السورية".
وحظيت مقالة حول الأمر، تصبّ في خانة التقريب بين وجهات النظر، بالنصيب الأكبر من التداول، وفيها محاولة دحض ما ذهبت إليه هذه القوائم، فيما ذهبت مقالة أخرى لقول إن ثمة نفي صدر عن وزارة الخارجية الأردنية.
واتخذت مواقع إلكترونية مواقف النوّاب مدخلاً لمناقشة الأمر، كما في بيان النائب طارق خوري الذي علّق على تساؤلات النائب صالح العرموطي حول صحة إدراج اسمه ضمن هذه القوائم.
وبالعودة لموقع الصحيفة السورية المذكور، يظهر عدد من الأخبار التي تتناول ثيمة القوائم، منها "ابحث عن اسمك... كل محركات البحث عن المطلوبين والمعتقلين والشهداء تحت التعذيب" و"زمان الوصل تطلق محرك بحث جامعا يضم أكثر من مليوني اسم مطلوب للمخابرات" و"السياسي الأردني المعروف عبد اللطيف عربيات على رأس قائمة المطلوبين لمخابرات الأسد".
يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تظهر فيها قوائم أسماء بالمطلوبين لسوريا؛ إذ سبق أن توالَت هذه القوائم، وتحديداً منذ بدء أحداث الربيع العربي.