البرنامج النووي الإيراني: نتنياهو يصف اتفاق القوى الدولية مع إيران بأنه "خطأ تاريخي"
انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الاتفاق الذي توصلت إليه القوى الدولية مع إيران في شأن برنامجها النووي، ووصفه بأنه "خطأ تاريخي".
وقال نتنياهو في اجتماع الحكومة الأسبوعي إن "العالم أصبح مكانا أكثر خطورة اليوم لأن أخطر نظام في العالم خطى خطوة كبيرة في (طريق) الحصول على أخطر الأسلحة في العالم."
وفي مؤتمر صحفي بوقت لاحق، شدد رئيس الوزراء على أن إسرائيل ليست ملزمة بالاتفاق، بين إيران ومجموعة 5+1 التي تضم ألمانيا بالإضافة إلى الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا والصين وفرنسا).
وقال نتنياهو "لا يمكننا (السماح) ولن نسمح لنظام يدعو إلى تدمير إسرائيل بالحصول على وسائل لتحقيق هدفه."
وأضاف أن "إسرائيل لديها أصدقاء وحلفاء عدة، لكن عندما يخطئون فإن واجبي أن أتحدث بصراحة."
وجاء هذا بالتزامن مع إعلان أن إيران وافقت على الحد من بعض نشاطات برنامجها النووي في مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها بقيمة نحو 7 مليارات دولار في أعقاب أيام من محادثات مكثفة في جنيف.
ورحب الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بالاتفاقية، قائلا إنها تشمل "قيودا مهمة ستمنع إيران من حيازة سلاح نووي".
لكن أوباما حذر إيران من أنها إذا أخفقت في الوفاء بالتزاماتها "فإننا سنوقف تخفيف العقوبات ونشدد الضغط".
ووافقت إيران على منح مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الحق في زيارة منشآتها النووية على نحو أفضل ووقف بعض نشاطاتها المتعلقة بتخصيب اليورانيوم.
لكن المفاوضين الإيرانيين أصروا على أن لبلادهم الحق في الحصول على الطاقة النووية.
وتنفي إيران المزاعم الغربية بأنها تسعى لتطوير أسلحة نووية، وتقول إنها تخصب اليورانيوم لاستخدامه في منشآت الطاقة النووية.
وتأتي الاتفاقية بعد أشهر من انتخاب الرئيس الإيراني الجديد، حسن روحاني، الذي ينظر إليه على أنه معتدل نسبيا مقارنة بالرئيس السابق، محمود أحمدي نجاد، الذي كان يعتبر متشددا.
وقال روحاني إن من شأن الاتفاقية "فتح آفاق جديدة".
وكشفت تقارير أن الولايات المتحدة وإيران عقدتا سلسلة مباحثات مباشرة في السنة الماضية أخفيت حتى عن حلفائهما.
وقال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إن الاتفاقية أتاحت فرصة "لإزالة أي شكوك بشأن الطبيعة السلمية للبرنامج النووي لإيران".
لكنه أصر على أن إيران لم تتخل عن حقها في تخصيب اليورانيوم.
وأضاف قائلا "نعتقد أن الاتفاق الحالي، أي خطة العمل الحالية كما نطلق عليها...تنطوي على إشارة واضحة جدا بشأن استمرار إيران في برنامج التخصيب النووي الذي سيكون جزءا من أي اتفاق الآن ومستقبلا".
وقال وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، من جهته إن الاتفاق "يحمل أخبارا جيدة بالنسبة إلى العالم أجمع".
وأعطت وزارة الخارجية الأمريكية من جهتها تفاصيل أوفى عن الاتفاقية، قائلة إن معظم العقوبات ستظل مفروضة على إيران.
وتنص الاتفاقية على تخفيف بعض العقوبات عن إيران بشأن صادراتها البتروكيمياوية وبعض القطاعات الأخرى، بما يتيح لها تحصيل عائدت بقيمة 1.5 مليار دولار.
ويقول مراسل بي بي سي في جنيف، جيمس رينولد، إن الاتفاقية تعتبر أهم اتفاقية بين القوى الدولية وإيران منذ عقد من الزمن.