الأسد: عملية الحسم تتقدم ولكن تحتاج لوقت

الأسد: عملية الحسم تتقدم ولكن تحتاج لوقت
الرابط المختصر

- فرض مناطق عازلة داخل الأراضي السورية غير واقعي..

- عندما يريد الجيش الدخول إلى مكان ما فهو قادر على ذلك..

- جوهر الأزمة: خلق فتنة طائفية:

اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أن الصراع المسلح الدائر حاليا هو عبارة عن "معركة إرادات بالدرجة الأولى"، قائلا: "لديهم إرادة لتدمير البلد، وقد بدأوا بدرعا، وانتقلوا إلى حمص ودمشق وحلب ودير الزور واللاذقية، وإلى كل المحافظات".

وأضاف الأسد في حديث تلفزيوني مطول أجرته معه قناة الدنيا الفضائية السورية الخاصة وبثته الأربعاء: "من الناحية التقنية والتكتيكية والاستراتيجية، فهي من أعقد أنواع المعارك، ومع ذلك فالقوات المسلحة تحقق نجاحات كبيرة في هذا المجال، والكل يتمنى أن يكون الإنجاز أو الحسم خلال أسابيع، أو أيام، أو ساعات، وهذا كلام غير منطقي، فنحن نخوض معركة إقليمية وعالمية، ولا بد من وقت لحسمها".

وعن تأخر الحسم في مدينة حمص وبقية المدن الأخرى التي تشهد مواجهات دامية بين القوات الحكومية والمعارضة قال الرئيس السوري: "عندما تخوض القوات المسلحة معارك داخل المدن عليها أن تأخذ بالاعتبار شيئين: الحرص على الأرواح والممتلكات، وعدا عن ذلك، فالقوات المسلحة إذا أرادت أن تستخدم كل قدراتها العسكرية بما فيها القدرات النارية، تستطيع أن تسحق العدو في وقت قصير، ولكن هذا مرفوض ولا يحقق النتائج المطلوبة".

وقال "منذ البداية أخذنا قراراً بالحسم، لأن الصورة كانت واضحة، ولكن أسلوب الحسم يختلف باختلاف مراحل الأزمة، فبالنسبة لنا كدولة، إن عدم وجود تفهم شعبي كان مشكلة، وما ساعد الدولة في الحسم في الأشهر الأخيرة هو وضوح الصورة بالنسبة للقسم الأكبر من المواطنين السوريين، فهناك تغير في الظروف السياسية، وفي الظروف الأمنية نفسها، وهناك تغير في المزاج الشعبي تجاه ما يحصل وتجاه المسلحين باكتشافهم أن ما يحصل ليس بثورة ولا هو بربيع.."

أدوار مختلفة لدول الجوار.. والتفكير بالشعوب لا الحكومات:

وبشأن الموقف التركي حيال الأزمة السورية، قال الأسد "إن الدولة التركية تتحمل مسؤولية مباشرة في الدماء التي سفكت في سورية".

أما عن دول الجوار الأخرى، فقال إن بعضها يقف مع سورية، لكنه ربما لا يستطيع تماماً أن يسيطر على تهريب الإمدادات اللوجستية "للإرهابيين"، والبعض يغض الطرف وينأى بنفسه، والبعض الآخر يساهم في هذا الموضوع.

وأضاف "علينا أن نفكر أولاً بالشعوب لأن الحكومات عابرة والمشاكل مع الدول هي مشاكل عابرة ويجب ألا ننفعل ونعمل برد الفعل في هذا الموضوع ويجب أن نحافظ على العلاقة مع الشعوب لأن هذه الشعوب هي التي ستقوم عملياً بحمايتنا فالإمداد اللوجستي إن لم يكن هناك احتضان شعبي له يبقى ضعيفاً".

فرض مناطق عازلة داخل الأراضي السورية غير واقعي:

وأكد الرئيس السوري أن بلاده "تخوض معركة إقليمية وعالمية، ولا بد من توفر الوقت اللازم لحسمها"، معتبرا أن الحديث عن فرض مناطق عازلة داخل الأراضي السورية " أمر غير واقعي، حتى بالنسبة للدول التي تلعب دوراً معادياً لسورية.. وإذا كانوا يفكرون بمناطق عازلة أم لا، فإن إنشاء المنطقة العازلة يتم بموافقة الدولة باتفاقيات معينة بين بلدين."

وأضاف الرئيس السوري: "نحن كدولة لم نقرر في يوم من الأيام أن نفترض بأن هناك منطقة خارج نطاق السيطرة السورية. وعندما يريد الجيش الدخول إلى مكان ما، فهو قادر على ذلك".

وتابع قائلا: "هم اعتبروا أن الكثير من المناطق هي خارج سلطة الدولة، ودخل الجيش بسهولة إلى معظم هذه المناطق، أي أنهم لم يتمكنوا من خلق هذه المنطقة. ولذلك، أعتقد أن الحديث عن مناطق عازلة أولاً غير موجود عمليا. وثانياً هو أمر غير واقعي، حتى بالنسبة للدول التي تلعب دوراً معادياً لسوريا".

جوهر الأزمة: خلق فتنة طائفية:

أكد الرئيس السوري أن جوهر الأزمة كان خلق فتنة طائفية بالدرجة الأولى وكان لرجال الدين دور أساسي في مواجهتها.. هنا أيضاً نتحدث عن دور الإعلام كما قلنا قبل قليل لو لم يكن دور الإعلام هاماً في سورية لما دفع الاعلاميون الثمن من حياتهم.. هناك عدد من الشرائح.. هناك أشخاص في مفاصل مختلفة.. أنا لا أستثني الشرائح.. كل الشرائح فيها أشخاص وطنيون وأشخاص دفعوا حياتهم ثمناً.. ولكن كان هناك تركيز من قبل الخصوم والأعداء على اتجاهات معينة".

وأضاف "كان لا بد لهذه الشرائح أو القطاعات من الشعب أن تقوم بواجبها وقد قامت بواجبها.. بالمقابل طبعاً كان هناك رجال دين منحرفون ولعبوا دوراً سلبياً إما بسبب الجهل في العقيدة أو لأسباب كامنة سياسية استغلوا الدين من أجلها.. ولكن تم تطويقهم من قبل علماء الدين في سورية.. لذلك أعتقد أن هذه المرحلة هي مرحلة تسجل بالنسبة لكل هذه الفئات التي قامت بحماية الوطن".

الجيش والجولان:

ورداً على سؤال حول وجود الجيش السوري داخل المدن السورية وليس في الجولان على الجبهة مع إسرائيل، قال الأسد: "إن مهمة الجيش والقوات المسلحة في كل دول العالم هي حماية الوطن، وحماية الوطن لا تعني فقط الحماية من الخارج، بل الحماية من الداخل أيضاً، فأي عدو يأتيك من أي مكان عليك أن تدافع عن وطنك عبر المؤسسات المعنية، وفي مقدمتها الجيش والقوات المسلحة".

وأضاف: "هذه المرة تحرك العدو من الداخل، وليس من الخارج. وقد تقول لي إنهم سوريون وأقول لك، إن أي سوري يقوم بتنفيذ مخطط أجنبي ومعاد يتحول إلى عدو ولا يعود سورياً، والدليل إذا تجسس سوري فحكمه في القانون هو الإعدام. والحقيقة من ينفذ مخطط عدو فهو كالعدو، إذا تحرك العدو من الداخل، فتحركت القوات المسلحة".

وفيما إذا كانت سوريا قد أخذت الضوء الأخضر من أصدقائها أو من الغرب لقمع المعارضة، قال الرئيس السوري: "إن سوريا ليست بحاجة لضوء أخضر في القضايا السيادية، وفي القضايا المحلية، وفي القضايا الوطنية، لا من أصدقاء، ولا من أعداء، ولا من خصوم. فإن لم نمتلك نحن الضوء الأخضر، فلا داعي لوجودنا كوطن وكدولة".

وحول الحديث عن تحول الحراك في سورية إلى حراك مسلح في شهر رمضان من العام الماضي، قال الأسد: "إن هذا التفسير غير دقيق لسبب بسيط، وهو إذا كانت غير مسلحة، فما الذي يفسر أنه في الأسبوع الأول من الاضطرابات والأحداث سقط عدد من الشهداء من قوى الأمن والشرطة؟"

وأضاف: "إذاً كيف سقط هؤلاء؟ سقطوا بالصراخ؟ بالأمواج الصوتية للمتظاهرين؟ هذا الكلام غير منطقي والحقيقة أنهم سقطوا بسلاح، ولكن نوع التسليح وهدف التسليح كان مختلفاً، ففي ذلك الوقت كان الهدف الأساسي هو إثارة الشعب من خلال القيام بإطلاق النار على متظاهرين وعلى الأمن والشرطة لكي تقوم الشرطة والأمن بالرد وقتل المزيد من المدنيين، وبالتالي انتشار حالة من العداء للدولة".

للاطلاع على تفاصيل مقابلة الرئيس السوري: