الأزمة السورية: فريق التحقيق الأممي في الهجوم الكيماوي سيباشر أعماله

الأزمة السورية: فريق التحقيق الأممي في الهجوم الكيماوي سيباشر أعماله
الرابط المختصر

يقوم فريق من المفتشين الأممين الأثنين بزيارة موقع مشتبه بوقوع هجوم بإسلحة كيماوية فيه الأربعاء الماضي، بالقرب من العاصمة السورية دمشق.

وتأتي هذه الزيارة بعد موافقة الحكومة السورية على وقف إطلاق النار في هذه المنطقة.

على أن قرار الحكومة السورية بالسماح للمفتشين بمراقبة وتفتيش الموقع قوبل بتشكيك من الدول الغربية.

وفي غضون ذلك قال الرئيس السوري بشار الأسد إن أي تدخل عسكري أمريكي سينتهي إلى "الفشل".

واشار في مقابلة مع صحيفة أزفستيا الروسية إلى أن الزعماء الغربيين لن ينجحوا في تحويل سوريا إلى دمية للغرب.

وقالت الولايات المتحدة إنه "من شبه المؤكد" أن القوات السورية استخدمت الأسلحة الكيماوية في الهجوم، الذي افادت تقارير أنه أدى الى مقتل 300 شخص، والذي تتهم الحكومة السورية مسلحي المعارضة بشنه.

وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قال قبل عام إن أي محاولة سورية لاستخدام أسلحة كيماوية ستكون" خطا أحمر" وستغير "حسابات" إدارته في المنطقة.

وكانت واشنطن عززت من وجودها العسكري البحري شرقي البحر الابيض المتوسط، بينما تنظر في الخيارات التي ستتخذها بشأن الأزمة السورية.

اتلاف الأدلة

وعبر وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ عن خشيته من أن تكون الأدلة في موقع الهجوم الكيمياوي قد أتلفت بالفعل.

وقال هيغ في مؤتمر صحفي بعد ساعات من موافقة الحكومة السورية على السماح للمفتشين بدخول الموقع إن معظم الأدلة قد تكون أتلفت، عبر تدميرها أو تحللها خلال خمسة أيام منذ وقوع الهجوم.

وشدد هيغ على أن الوقت ينفد أمام عمل المفتشين" فالعديد من الأدلة قد دمر ... بالقصف المدفعي، وقد تكون أدلة أخرى تحللت خلال الأيام القليلة الماضية، وقد تكون أدلة أخرى تم التلاعب بها".

وأفادت وسائل الإعلام الرسمية السورية أن عوامل كيماوية اكتشفت في أنفاق استخدمها مسلحو المعارضة، وأن جنودا عانوا من "الاختناق" اثناء القتال حول منطقة جوبر.

وفي غضون ذلك، أفاد التلفزيون الرسمي السوري بمقتل محافظ حماة أنس عبد الرزاق نعيم بتفجير سيارة مفخخة في حي الجراجمة في حماة.

"عواقب وخيمة"

وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان بث عبر التلفزيون الرسمي إنه أبرم اتفاق الأحد مع رئيس فريق نزع الأسلحة أنجيلا كين يقضي بالسماح لخبراء الاسلحة الكيماوية التابعين للأمم المتحدة "بالتحقيق في مزاعم استخدام أسلحة كيمياوية في ريف دمشق الشرقي"

وأضاف البيان إن هذا الإتفاق "دخل حيز التنفيذ فورا".

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن المفتشين استعدوا للقيام بنشاطات فحص للموقع بدءا من يوم الأثنين، مضيفا إنه ستتم مراقبة وقف اطلاق النار في المواقع المتضررة.

من جانبها رحبت روسيا، الحليف الرئيسي للنظام السوري، بالاتفاق لكنها حذرت الغرب من استباق النتائج.

وقالت الخارجية الروسية "نحن نحض، الذين يسعون من خلال فرض نتائجهم على خبراء الأمم المتحدة، إلى شن عملية عسكرية محتملة في سوريا أن يفكروا بشكل منطقي حتى لا يرتكبوا خطأ مأساويا".

على الناحية الأخرى أنكرت السلطات السورية كل الاتهامات باستخدامها أسلحة كيميائية في غوطة دمشق وحذرت الولايات المتحدة من اتخاذ أي إجراء عسكري بسبب تلك الاتهامات مؤكدة أن ذلك سيوجد "كتلة من النار واللهب ستحرق الشرق الأوسط برمته".

وبحسب وكالة الأنباء السورية (سانا)، قال عمران الزعبي وزير الإعلام إن دمشق ستتعاون "بشكل كبير وشفاف" مع تحقيقات الأمم المتحدة ولكنها "لن تسمح على الإطلاق بوجود لجان تفتيش تحت أي ذريعة".

وأضاف أن "الأمر متعلق بالتحقيق بحوادث معينة وثابتة كما حصل في خان العسل ولا يتعلق بالتفتيش الذي فيه مساس بالسيادة الوطنية".

وحذر الزعبي من أن أي إجراء عسكري تقوده الولايات المتحدة لن يكون "نزهة".

وأضاف "إذا قادت الولايات المتحدة تدخلا عسكريا، ستكون له عواقب وخيمة، وستجلب الفوضى وستشتعل المنطقة كلها".