أطباء بلا حدود: النزاع السوري يشل المساعدات الإنسانية
قالت منظمة أطباء بلا حدود في بيان لها اليوم الأربعاء إن النظام الصحّي في سوريا تعرض للدمار على مر السنوات الأربع من عمر النزاع، وأضحى الحصول على الرعاية الطبية الأساسية أمراً شبه مستحيل لنقص الإمدادات وغياب الطاقم الطبي المؤهل و نتيجةً للهجمات التي تطال المرافق الطبية.
وأضاف البيان أن عدد الأطباء العاملين في حلب، ثاني أكبر المدن السورية، كان يقدّر قبل بدء النزاع بنحو 2,500 طبيبٍ تبقى منهم أقل من مئة طبيبٍ يعملون في المستشفيات التي لا زالت تقدم خدماتها في المدينة. أما ما تبقى فقد فروا ونزحوا داخل البلاد وخارجها أو تعرضوا للخطف أو القتل.
وأوضح البيان فيما يتعلق بالصعوبات التي تواجه المنظمة بالقول "أدى التدهور التدريجي للوضع الأمنيّ واختطاف خمسةٍ من العاملين على يد جماعة الدولة الإسلامية في يناير 2014 إلى إجبار منظمة أطباء بلا حدود على خفض نشاطاتها.
وقالت الرئيسة الدولية للمنظمة جوان ليو "سرعت هذه الحادثة الخطيرة في إغلاق المرافق الصحية في المناطق التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية، لكنها سلّطت الضوء أيضاً على أن معظم أفراد الطاقم الدولي العاملين مع أطباء بلا حدود لن يستطيعوا بعد ذلك العمل في سوريا، إذ أنه لم يكن بمقدورنا أن نضمن سلامة فرقنا".
وأشار البيان إلى أن منظمة أطباء بلا حدود ما زالت تدير ستة مرافق طبيةٍ في البلاد. كما أنها أسست شبكة دعمٍ تغطي أكثر من 100 مرفقٍ طبيٍّ في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة وغيرها. تسمح هذه الشبكات للعاملين الطبيين السوريين المتفانين بالعمل في ظروفٍ في غاية الخطورة معظم الأحيان كي يقدموا أقلّ ما يمكن من الرعاية الصحية للسكان العالقين في النزاع. لكن لا يمكن إيصال هذا الدعم رغم أهميته إلا إلى مناطق محدودةٍ كما أنه لا يلبي بأيّ سبيلٍ من السبل الاحتياجات الهائلة للفرق الطبية العاملة في الداخل السوري.
وطالبت المنظمة من خلا البيان لبذل جهودٍ إنسانيةٍ دوليةٍ على مستوى واسع؛ حيث أبدت المنظة استعدادها للتحاور مع كافة الأطراف المنخرطة في النزاع بغية ضمان إيصال المساعدات إلى المدنيين والسماح لهم بالعمل بفاعليةٍ وفي ظروفٍ آمنةً في سوريا".