بعد موافقة الحكومة على خطة تنفيذ المبادرة الوطنية لزراعة عشرة ملايين شجرة خلال عشرة سنوات، يأمل خبراء في مجال البيئة تحقيق الأهداف التي أطلقت من أجلها، في ظل ما تواجهه المملكة من تحديات في الثروة الحرجية، وعلى رأسها التغير المناخي الذي أثر على نسبة الهطول المطري اللازم لنمو الأشجار.
Radio Al-Balad 92.5 راديو البلد · مبادرة لزراعة 10 ملايين شجرة حرجية.. ماذا عن الغابات التي تواجه تحديات عديدة؟
هذه المبادرة الوطنية تم اطلاقها في عام 2020، بهدف مواجهة التغيرات المناخية ومكافحة التصحر والحفاظ على التنوع الحيوي والأراضي، وسيتم تنفيذها بالتعاون مع الجهات المعنية، حيث يتم تخصيص مهام التنفيذ وفقا لاختصاص كل جهة.
بحسب دائرة الإحصاءات العامة، يقدر الغطاء النباتي في الأردن بنسبة 3.7% من المساحة الكلية للمملكة، في حين يقدر مساحة الأراضي الحرجية بنسبة 1.5% من المساحة الكلية، وسط دعوات لحماية الغابات والغطاء النباتي نظرا لأهمية قطاع الغابات وضرورة استدامته والحفاظ على التنوع الحيوي.
وتشير خطة التكيف الوطنية لتغير المناخ إلى أن الأردن يواجه انخفاضا في معدلات سقوط الأمطار يصل إلى 20% خلال الـ30 عاما المقبلة.
تعلق المديرة التنفيذية لجمعية دبين للتنمية البيئية والناشطة في المجتمع البيئي وحقوق الإنسان، هلا مراد على تأخر صدور الخطة التنفيذية لمدة ثلاث سنوات أو أكثر، وتطرح تساؤلات حول كيفية تنفيذ هذه الخطة وتحديد المساحات التي ستستوعب هذا العدد من الأشجار، وما هي الخرائط التي تم إعدادها لتوزيع هذه الأشجار ودراسة أنواع الأشجار التي تحتاج إليها ويمكن زراعتها لضمان استدامتها.
وتقول مراد إن تنفيذ هذه المبادرة يتطلب إجراء دراسة شاملة لتقدير كمية انخفاض انبعاثات الكربون والانبعاثات الناتجة وربط الخطة التنفيذية بالتغيرات المناخية، كما يجب أن تمنح الأولوية للغابات في مناطق جرش وعجلون وغابات وصف التل، التي تواجه تحديات كبيرة بسبب الحرائق المتكررة والجفاف وانتشار النفايات والتحطيب، مشددة على ضرورة منح هذه الغابات فرصة للتعافي والنمو.
هذه المبادرة لم يتم الإعلان عن الخطة التنفيذية لها ولم يتم تطبيق اتفاقياتها بالتشاور مع خبراء البيئة أو إجراء جلسات تشاورية لمناقشتها، بحسب مراد التي ترى بانه من الضروري معرفة كيفية تنفيذ هذا التحدي الكبير لزراعة 10 ملايين شجرة وما إذا كانت هذه الأشجار ستزرع قرب السدود والمناطق المطرية، وكيفية العناية بها لضمان استمراريتها.
وفقا لتقديرات وزراة البيئة، تم توقيع 17 اتفاقية جديدة مع جمعيات بيئية، لترتفع عدد المذكرات الموقعة بذلك تدريجيا حتى وصلت 87 مذكرة .
وتشير الارقام الى أن 29 جمعية حصلت على قطع أراضي بهدف زراعتها تتراوح مساحتها ما بين 10 دونمات و20 دونم، من بينها ثلاثة فقط حصلت على مخصصات مالية لكونها باشرت في عمليات زراعة الأغراس التي تسلمتها من وزارة الزراعة في وقت سابق.
ضمن الخطة التي اعلنت عنها الحكومة ستستهدف المناطق ذات الهطول المطري العالي لتكون لها الأولوية في التنفيذ، وتقوم الجهات المشاركة بتوفير عناصر الاستدامة للمشاريع التي تقوم بتنفيذها وفقا لتوجيهات رئاسة الوزراء.
لتحقيق أهداف المبادرة، قامت وزارتا الزراعة والبيئة بوضع خطة قابلة للتنفيذ لزراعة 10 ملايين شجرة خلال العشر سنوات المقبلة، واستغلال جميع الموارد المتاحة من الأراضي الحرجية ومصادر المياه والكوادر البشرية وجميع المتطلبات اللازمة لتحقيق هذا الهدف.
تقوم وزارة الزراعة بتوزيع أكثر من 2 مليون شجرة حرجية سنويًا مجانًا على جميع مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والأهالي، بهدف زيادة المساحات الخضراء في البلاد وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ويساهم ذلك في تقليل التلوث البيئي ومساعدة البلاد على التكيف مع التغيرات المناخية العالمية.
من جانبه يوضح أمين عام وزارة البيئة، الدكتور محمد الخشاشنة، أن الهدف من تنفيذ المبادرة الوطنية لزراعة 10 ملايين شجرة خلال 10 سنوات هو تحقيق التعادل الكربوني بحلول عام 2050، وذلك بالتوافق مع المجتمع الدولي، مشيرا إلى أن زراعة 10 ملايين شجرة ليست بالعدد الكبير، حيث يعاني العالم بأسره من التغيرات المناخية وتزايد نسبة غازات الاحتباس الحراري في الجو، خاصة ثاني أكسيد الكربون.
ويؤكد الخشانبة في تصريحات له أن زراعة 10 ملايين شجرة تعد من الحلول المقترحة للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الجو، وبحسب الإحصاءات الأخيرة، فإن الانبعاثات في الأردن تقدر بحوالي 32 طنًا من ثاني أكسيد الكربون، وزراعة 10 ملايين شجرة ستساهم في تقليل هذه الانبعاثات.
هذا وتضم الخطة تنوعا في أنواع الأشجار المزروعة، حيث ستختلف الأشجار المزروعة في منطقة عجلون عن تلك المزروعة في وادي عربة والعقبة والأزرق، وستكون متوافقة مع البيئة المحلية في كل منطقة.
كما يشارك في هذا المشروع المؤسسات الحكومية مثل وزارة البيئة والزراعة والإدارة المحلية والمياه، بالإضافة إلى مؤسسات المجتمع المدني، حيث تم توقيع أكثر من 100 اتفاقية مع مؤسسات المجتمع المدني لتكون شركاء في هذا المشروع، ويلعب القطاع الخاص أيضا دورا أساسيا فيه، وتم بدء هذا المشروع منذ أكثر من عام، حيث تم زراعة مئات الآلاف من الأشجار، وتم تخصيص ميزانيات في عدة وزارات حكومية لتنفيذ هذا المشروع.
Radio Al-Balad 92.5 راديو البلد · جمعية دبين للتنمية البيئية توضح تنفيذ مبادرة زراعة 10 ملايين شجرة في إطار سياسة التغيرات المناخية