الشباب والتواصل العابر للثقافات: جسر التفاهم والتعاون في عصر العولمة

الرابط المختصر

في عالم اليوم الذي يتسم بالعولمة والتكنولوجيا، يكتسب الشباب فرصًا غير مسبوقة للتواصل مع ثقافات متنوعة. من خلال تجارب التبادل الثقافي ووسائل التواصل الاجتماعي، يمكن للشباب توسيع آفاقهم، مواجهة التحديات، واستغلال الفرص لتطوير مهاراتهم والمساهمة في مجتمعاتهم.

قصة مجد الطنبوز: نقطة تحول في حياة الشباب
في عام 2022، خاضت مجد الطنبوز، المحامية المتدربة والناشطة الشبابية، تجربة مؤثرة في التبادل الثقافي من خلال برنامج في تركيا. هذه التجربة لم تكن مجرد رحلة تعليمية، بل كانت نقطة تحول حاسمة في حياتها الشخصية والمهنية. خلال فترة إقامتها، تعاملت الطنبوز مع موضوعات متنوعة مثل التلاعب بوسائل التواصل الاجتماعي وكيفية تأثير الثقافات المختلفة على هذه الظواهر.

مجد الطنبوز بدأت رحلتها في تركيا متطلعة إلى تعلم المزيد عن الثقافات المتنوعة والتحديات التي يواجهها الشباب في مختلف البلدان. على الرغم من أنها لم تواجه تحديات كبيرة بفضل استعداد فريقها الجيد، إلا أن تجربتها أكدت أهمية التبادل الثقافي في توسيع الآفاق وتطوير الشخصية. قالت الطنبوز: "تعلمت الكثير عن كيفية تعامل الثقافات المختلفة مع قضايا مماثلة، وكانت التجربة فرصة رائعة لتوسيع معرفتي وبناء علاقات جديدة."

بينما كانت الطنبوز تستعرض الفوائد التي حصلت عليها من هذه التجربة، أكدت أن بعض الثقافات تعطي أهمية أقل للثقافة بالمقارنة مع قضايا أخرى، مما أضاف بُعدًا جديدًا لفهمها الشخصي. وأشارت إلى أن التجربة ساعدتها على التغلب على الصعوبات والاعتماد على نفسها، مما جعلها ترى العالم من منظور أوسع وأكثر شمولية.

التبادل الثقافي: جسور التواصل عبر البرامج والفعاليات


تتيح برامج التبادل الثقافي مثل "برنامج الشباب الدولي" و"الطلاب في الخارج" للشباب فرصة العيش في دول مختلفة والتفاعل مع ثقافات متنوعة. هذه التجارب تساهم في تطوير مهارات جديدة وتعزيز التفاهم بين الثقافات.

في إطار حديث الشاعر حسام الشديفات لصوت شبابي، أكد على أهمية اللقاء الثقافي كأحد أهم تجارب الإنسانية، مشيرًا إلى أن التفاعل مع خلفيات ثقافية مختلفة يمكن أن يضيف الكثير للفرد ويعزز فهمه للأفكار المختلفة. وقال الشديفات: "إنني بعد هذه التجربة أنصح الشباب الأردني بالانفتاح الفكري والثقافي على جميع المجتمعات قدر الإمكان، بحيث يتم تقييم الأشياء من وجهة النظر الخاصة وبالانطباع الذاتي، وربما الأخذ ببعض الأفكار التي تتناسب مع العقلية الثقافية للشباب وبما يتواءم فكرياً مع معاييرنا المجتمعية والذاتية."

وأضاف الشديفات أنه شارك في ملتقيات ثقافية في الإمارات وتركيا والعراق، ولكل منها طابعها الخاص من حيث الأفكار والجماليات والتعامل مع المنظمين والمشاركين. وختم قائلاً: "إن السفر الثقافي لا يقل شأناً عن السفر العلاجي والترفيهي، فهو علاج للأفكار وتنمية للعقل وترفيه للجوارح."

وسائل التواصل الاجتماعي: جسر التبادل الثقافي والتفاعل العالمي


تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة فعّالة للتفاعل بين الشباب من مختلف أنحاء العالم. من خلال منصات مثل فيسبوك، إنستغرام، وتويتر، يتمكن الشباب من اكتشاف ثقافات جديدة والتواصل مع أقرانهم الدوليين. تُتيح هذه المنصات تبادل التجارب الثقافية والتعرف على عادات وتقاليد متنوعة، مما يعزز الفهم المتبادل.

في هذا السياق، أشار مدين إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أثرت بشكل كبير على تجربته. وقال: "بفضل مهارتي في تعديل الفيديوهات، كنت أعدل وأشارك الفيديوهات عبر إنستغرام، مما أدى إلى متابعة كبيرة من قبل الأصدقاء الدوليين. وقد طلبوا منا العودة لتبادل ثقافي آخر، وذلك بفضل استمرار تواصلنا عبر المنصة."

التحديات والفرص: بوابات النمو والابتكار


رغم الفوائد العديدة للتواصل بين الثقافات، يواجه الشباب تحديات مثل التحيزات الثقافية والاختلافات اللغوية التي قد تؤدي إلى سوء الفهم. ومع ذلك، يتيح هذا التواصل فرصة لتطوير مهارات جديدة مثل القيادة والتفاوض، وبناء شبكة علاقات دولية تعزز مستقبلهم المهني.

تسلط الإحصائيات الضوء على مدى تأثير التبادل الثقافي ووسائل التواصل الاجتماعي على الشباب الأردني. يشكل الشباب من عمر 15 إلى 29 عامًا حوالي 35% من إجمالي السكان في الأردن، مما يبرز أهمية هذه الفئة العمرية في تطوير المجتمع. يشارك حوالي 7% من الشباب الأردنيين سنويًا في برامج التبادل الثقافي الدولي، مما يعكس تزايد الاهتمام بهذه الأنشطة التعليمية والثقافية.

فيما يتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي، يستخدم 92% من الشباب الأردنيين هذه المنصات بشكل يومي، مما يتيح لهم التفاعل مع ثقافات متنوعة والتعرف على وجهات نظر متعددة. ومع ذلك، يواجه حوالي 50% من الشباب تحديات تتعلق بالتحيزات الثقافية والعقبات اللغوية عند التفاعل مع ثقافات أخرى، مما يبرز الحاجة لتعزيز مهارات التواصل الثقافي.

من جهة أخرى، ساهمت برامج التبادل الثقافي في تحسين الفرص المهنية لحوالي 40% من المشاركين، حيث تمكنوا من الحصول على فرص عمل جديدة أو تحسين فرصهم الوظيفية. هذه الإحصائيات تسلط الضوء على الدور الحيوي لهذه البرامج في دعم النمو الشخصي والمهني للشباب الأردنيين.

في حديثه "لصوت شبابي"، استعرض مدين تجربته الشخصية التي أثرت بشكل كبير على نظرته للعالم. يقول مدين: "بصراحة اكتشفت إنه العالم مختلف حرفيًا عن الأفلام اللي بنشوفها. العالم أوسع وأكبر بكثير مما بنعرف. صراحة كانت نظرتي للعالم إنه كل شي بعيد وما بنعرفه، وبس رحت حرفيًا اكتشفت إنه العالم قريب كثير من بعضه، وكل الناس باختلاف ثقافاتهم ممكن كثير يلتقوا بنقاط معينة وسهل إنه يكونوا متفقين عليها. وبنفس الوقت، ممكن المعتقدات اللي موجودة في البلد الثاني تكون مهمة كثير لدرجة إنه ممكن نكون متعلقين فيها وما نتقبل حتى إنه شخص يناقشنا فيها."

وأضاف: "أبرز التحديات أولها كان اللغة، لأنه الأجانب حتى غير الناطقين بالإنجليزية كانوا يحكوا اللغة وكأنها لغتهم الأم. والي ساعدنا هو المترجم طوال الرحلة، وتطورت لغتنا بعد هيك. والتحدي الثاني كان إنه احنا عرب، وصدقًا كانت النظرة مو إيجابية أبدًا. بس كنا قادرين نغيرها بأفعالنا، وكنا ودودين مع الكل، الشي اللي خلاهم يضطروا يتعاملوا معنا، واثبتنا لهم إنه الصورة النمطية خاطئة."

وأشار مدين إلى أن التجربة ساعدته في تطوير عدة مهارات، أبرزها مهارة التحدث أمام الجمهور، قائلاً: "كنا مضطرين نشرح بعرض تقديمي عن الأردن، فساعدنا هذا الموضوع بكسر الحاجز، بالإضافة إلى تطوير مهارات التواصل كثير." وذكر أن تجربته شملت زيارتين إلى قبرص وثلاث زيارات إلى تركيا.