"مقهى اسطرلاب" شغف شبابي يجمع بين القهوة والقراءة والإبحار نحو المعرفة
في قلب العاصمة الأردنية عمان، انطلق مشروع شبابي يجمع محبي قراءة الكتب والشباب الباحثين عن مساحة ملهمة تحت سقف مقهى او "كوفي هاوس" كما هي التسمية الدارجة اليوم لمثل هذه الأماكن التي بدأت تنتشر بكثرة في أحياء عمان وخاصة الراقية منها، ورار مؤسسة أن يطلق عليه "إسطرلاب"، ليكون مكانٌ ينبض بروح المعرفة والابتكار.
هذا ما كان يخطط لها المهندس معاذ الفاعوري عندما بدأ بتحقيق حلمه النابع من شغفه في المعرفة والإطلاع واستكشاف المجهول ، وعن علاقة هذا الإسم بأهداف المشروع يقول "الرحالة والمستكشفون في البحار والمحيطات والصحاري كان لما يضلوا بالطريق يمسكوا الإسطرلاب حتى يعرفوا لوين يتوجهوا ، هاي الأداة البسيطة نقلت الشخص من قمة الجهل إلي قمة العلم بأكثر شيء نحتاج له وهو الزمان والمكان وعلاقة هذا الشيء بالموقع أنا بأمن انو القراءة، العلم، الثقافة هي أحد وسائل رفع الوعي بيقدر يشعر بالحاجة إلي تحديد أهدافه بالإضافة إلى أهمية هذه الأهداف وكيف يسعى الها ، من هون اجت فكرة اسطرلاب ليكون هو المكان لإلهام الناس وتحفيزهم حتى يلاقوا أهدافهم بهذه الحياة ويسعون لها"
يمضي الفاعوري في شرح فكرة المشروع ل "صوت شبابي": الكتاب حاضر في كل فروعنا حتى اسلوب تحفيز الموظفين يمكن إحنا الشركة الوحيدة في العالم نتبنى موضوع إنو نشجع الموظفين على القراءة نحكيلهم إنو امسكوا كتاب لخصوه إذا كان هذا التلخيص جيد ومقبول طبعا بالعادة نقبل التلاخيص ونعطيهم ( بونص ) كحافز للقراءة "
مضيفا " عنا دوائر اسطرلاب ، دائرة اسطرلاب لريادة الأعمال ودائرة اسطرلاب للقراءة ، دائرة للسفر ، للثقافة ، و دائرة اسطرلاب للمجتمع كل دائرة بكون فيها سفير وهذا السفير هو برتب الأنشطة ويستضيف الأشخاص المختصين بهذا الموضوع كل هاد لتحقيق هدف إنو نكون مؤثرين بالمجتمعات يلي إحنا فيها."
هنا، بين رفوف الكتب وأكواب القهوة، يجد الزوار مساحة للهدوء والتفكير، وبيئة تحفزهم على تحقيق أهدافهم وتطوير ذواتهم.
تقول مرام البواب لصوت شبابي وهي احدى رواد المقهى "انا من رواد اسطرلاب الدائمين في معظم فروعه خصوصا فرع خلدا، وفيه رفوف كتب تخليك تحب تقعد وتقرأ، المكان أكثر من مجرد مقهى؛ هو مساحة تجمع بين الطعام والشراب وبين حب القراءة والإلهام، بوجود مكتبة تستطيع تستعير الكتب منها، ومصدر إلهام للزوار."
وفي سؤالنا حول تحديات المشروع وبيئة الاستثمار يقول الفاعوري " التحديات كبيرة أولا السوق تبعنا صغير وفي منافسة كبيرة عالية مثل العلامات التجارية الشهيرة ، فكرة المنافسة معهم مش سهلة من خلال تطبيقنا لهذا المبدأ أسلوب المنافسة بشكل مختلف والتأثير على حياة الناس هذا المصطلح دايما بحكيه (الجيل الجديد ) بخلق التنافسية إلى صورة إنو نخلق منتج ينافس العلامات التجارية الكبرى من حيث التجربة والمواصفات بحيث يؤثر هذا المنتج على حياة للزبون بشكل مختلف فنحن بإسطرلاب حبينا الأثر يكون التحفيز على القراءة والعلم."
"والتحدي الآخر الخبرات الموجودة بالسوق محدودة ولكن حرصنا على تدريب الموظفين واختبار الموظفين الأكفاء كانت من الأساليب نحاول نتغلب فيها على هاي التحديات بشكل عام ."
عدم وضوح النظام الضريبي يجعل البيئة الاستثمارية للشباب خاصة غير مشجعة بحسب ما يوضح الفاعوري" الكثير من البرامج التي يتم التغني بها برامج يصعب تطبيقها ، ثانيا الإقتصاد بشكل عام يصغر ؛ بسبب ضعف القدرة الشرائية وهذا يشكل ضغط على الكثير من المشاريع" .
أما عن دور الحكومة بتشجيع الإستثمار يقول "الحكومات هي التي تشجع الإستثمار دائما القطاع الخاص يسعى لتحقيق مصلحته ولكن الحكومات بدها تساعده انه يحقق هاي المصلحة ، بشكل عام إحنا ما عنا استقرار تشريعي بالأمور الإقتصادية ، ويجب على الحكومة أن يشجعوا الشباب والشركات الناشئة الأنظمة الضريبية واللوجستيات وخطوط الإمداد وتكون الأمور أسهل ويفتحوا أسواق."
الفاعوري ومن معه لم يتوقفوا رغم التحديات وقرروا المضي بتحقيق حلمهم ومتابعة الشغف وعدم الاكتفاء بالبحث عن وظيفة حكومية أو في القطاع الخاص "إحنا الحمدلله بالرغم من كل هذه التحديات بلشت الشركة من شخصين الآن عنا أكثر من 100 موظف بغضون أربع أشهر قادمة رح نتجاوز ال 130 موظف استطعنا نتوسع للسوق العراقي والتركي و وقعنا بكندا وأمريكا في ناس بيحكوا معنا من الإمارات والسعودية وقطر كل هاي فرص الحمدلله عم تيجي ولكن الظروف الإقتصادية بشكل عام مش سهلة "
هذا المشروع جزء من مجتمع ريادة أعمال ناشئ وطموح، إذ يحتل قطاع ريادة الأعمال في الأردن ، المركز الرابع على مستوى الإقليم، وهناك 17 مؤسسة تمويلية للمشاريع الريادية، وأكثر من 40 حاضنة ومسرعة أعمال في المملكة.
ويحتضن الأردن 200 شركة ناشئة مسجلة، فيما يعمل بالمملكة 14 صندوقا استثماريا خصصت مجتمعة 110 ملايين دولار للاستثمار في البلاد، بحسب تصريحات وزير الاقتصاد الرقمي والريادة أحمد الهناندة، الذي يبين ان " بيئة ريادة الأعمال في الأردن انطلقت برؤية ملكية عام 2000، وتعززت بدعمه لتأسيس أول حاضنة أعمال بالمنطقة العربية عام "2010.، من جانبه أكد وزير الاقتصاد الرقمي والريادة احمد الهناندة على أهمية هذا ، وتلتزم الحكومة بدعم الشركات الناشئة لتحسين أدائها وتطوير قدراتها لتصبح قادرة على المنافسة محلياً ودولياً ".
وبحسب الموقع الرسمي للحكومة فإن هناك شروطا للحصول على دعم حكومي للمشاريع الصغيرة والشركات الناشئة شرط ان يكون صاحب المشروع :أردني الجنسية عمره أكثر من 18 سنة ، وان يلتحق بدورة تدريبية تحت عنوان أسس عملك الخاص، على ان يتم تنفيذ المشروع في اي محافظة ما عدا العاصمة والزرقاء والعقبة، و أن يكون المشروع انتاجي أو خدمي ولا يشمل ذلك مشاريع التجارة بكافة انواعها، وان يسجل المشروع لدى وزارة الصناعة والتجارة والغرف المعنية باسم الشخص المستفيد فقط.
هذا وأعلنت وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة عن بدء استقبال طلبات التقدم لمشروع "تطوير الأعمال للشركات الناشئة" ، أحد مشاريع سياسة الريادة الوطنية، بداية شهر أغسطس الجاري، بهدف دعم 100 شركة أردنية في مرحلة النمو من خلال تطوير وظائف هذه الشركات وتعزيز أدائها التجاري وتقديم دعم مالي للشركات بقيمة 25,000 دولار لكل شركة تنطبق عليها معايير الاختيار، على مدى سنتين، 50 شركة بالسنة الأولى و50 أخرى بالسنة الثانية على أن تكون 20% من هذه الشركات تقليدية و80% تكنولوجية. علاوة على ذلك، يجب أن تكون على الأقل 10% من الشركات المختارة من المحافظات، وأن يكون على الأقل 30% منها مملوكة أو تديرها نساء.