مبادرة "كون": شباب الطفيلة يضيئون طريق التغيير المناخي
ولدت مبادرة "كون" من رحم برنامج صون 2 التابع لهيئة أجيال السلام المدعوم من قبل يونيسف الأردن ووزارة الشباب وبنك الإتحاد وال koica لتسليط الضوء على قضايا التغير المناخي ورفع مستوى الوعي البيئي بقيادة من شباب الطفيلة المتحمسين والذين يسعون إلى تحقيق مشاركة مجتمعية فعّالة وخلق تأثير إيجابي مستدام على البيئة.
تسعى المبادرة إلى تقديم مجموعة متنوعة من البرامج التي تتضمن التوعية والتثقيف من خلال ورش عمل وجلسات تفاعلية مخصصة تناقش أبرز التحديات المناخية التي يواجهها المجتمع من خلال اعتماد الفريق على وسائل إبداعية مبتكرة لنقل الرسائل، كلعبة "السلم والثعبان" التفاعلية التي تستعرض عشرين قضية مناخية رئيسية، مما يجعل عملية التعلم ممتعة وفعّالة.
وفي حديث "صوت شبابي" مع مالك السوالقة مؤسس المبادرة قال: "انطلقت المبادرة برؤية شبابية هادفة استجابة أهمية التثقيف والتوعية في مجال العمل المناخي والبيئي في محافظة الطفيلة، نظرًا للتغيرات المناخية التي أصبحت تشكل تهديدًا حقيقيًا، وقد أثبت الشباب أنهم على قدرٍ عالٍ من المسؤولية بالتزامهم وإيمانهم بفكرة وهدف المبادرة، وخلال خمسة أشهر من إطلاقها تمكّنت 'كوْن' من ترك بصمتها الفريدة في كيفية إيصال الرسالة عبر برامجنا المختلفة والمتنوعة".
تسعى مبادرة "كوْن" لتعزيز السياحة البيئية من خلال برنامج المسارات (Hiking Trip)من خلال من خلال تنظيم مسارات في المناطق الطبيعية، مما يتيح لهم التفاعل المباشر مع البيئة والاستمتاع بجمالها، وقد أقيمت 5 مسارات مختلفة في محمية ضانا ووادي بن حماد وسيل الحسا، وقدر عدد المستفيدين من من هذه التجربة الغنية بأكثر من 300 شخص من مختلف الأعمار والأجناس.
قال مدير مديرية البيئة في محافظة الطفيلة: "كمديرية بيئة في محافظة الطفيلة، ندعم ونؤيد مثل هذه الأنشطة التي تتعامل مع الظروف المناخية والتكيف مع التغير المناخي، ونشجع الشباب دائمًا على المشاركة في هذه المبادرات لكسب المهارات وفهم تأثير التغير المناخي على البيئة."
ومن جانبها، أكدت السيدة هلا مراد الخبيرة البيئية في مجال سياسات المناخ، على ضرورة البرامج التوعوية، قائلة: "البرامج التوعوية في مجال البيئة مطلب أساسي على مستوى العمل المحلي والعام، وخاصة في المحافظات. وإنَّ وجود مركزية واستدامة لمثل هذه البرامج يسهم في خلق معرفة أعمق حول البيئة والتغير المناخي، مما يؤدي إلى إيجاد حلول وتحسينات فعالة".
نجحت المبادرة في تحقيق شراكات مع عدد من المؤسسات كما ذكرها عضو المبادرة أيهم الرواشدة في قوله: " حققت مبادرة "كون" شراكات مع العديد من المؤسسات، مثل: مؤسسة ولي العهد، برنامج "أنا أشارك" التابع للهيئة المستقلة للانتخاب، وزارة التربية والتعليم". وأضاف:"من خلال هذه الشراكات، قدمت المبادرة ورش عمل وجلسات توعية لأكثر من 130 مستفيد، مما يعكس قوة التعاون بين المؤسسات الشبابية والمجتمعية.".
وعبّر الشاب مهند مصطفى عن تجربته مع المبادرة قائلًا: "مبادرة كون بالنسبة لي كانت ولازالت تجربة استثنائية، من خلالها تعلمت معنى العمل الدؤوب والعمل بروح الفريق فقد كنّا نعمل بكل جد لإيجاد أفكار مستدامة تعود بالمنفعة على محافظتنا وأهلها".
وفي حديث "صوت شبابي" مع الناشط الشبابي مؤمن الكريمين أكد أنَّ هذه المبادرات تشكل فرصة معرفية كبيرة للشباب في قضية التغير المناخي في عصر الثورات الصناعية والمستجدات التكنولوجية المعتمده بنسبه كبيره على تفاعلات الاحتراق المؤذية للبيئة والمناخ بتغيرات تدمر النظام الطبيعي، ثم أضاف قائلًا: "لذلك أرى بأنَّ كون نبراس أمل لإيقاف الدمار الذي يهدد كوكب الأرض فهي فكرة والفكرة تُثمر يومًا لتُعَمِر كونًا".
تألقت مبادرة "كون" في عدة مؤتمرات بيئية بارزة، محليًا وإقليميًا. فقد شاركت على الصعيد الإقليمي في مؤتمرRcoy، حيث قدمت جلسة تثقيفية موجهة للأطفال في قرى SOS وفي إطار مشاركاتها المحلية، كانت لها بصمة واضحة في مؤتمرLCOY، حيث عُرضت فكرة المبادرة أمام صاحبة السمو الملكي الأميرة دانا فراس ومعالي وزير الشباب المهندس يزن شديفات. كما أنها نالت إعجابهم مؤكدين دعمهم القوي لها أهمية وجود مثل هذه الجهود في تعزيز الوعي البيئي.
ومع نجاح المبادرة في تحقيق أهدافها الأولية، يخطط فريقها لتوسعة نطاق نشاطاته في المستقبل، ويسعى إلى تنفيذ برامج جديدة تهدف إلى زيادة الوعي البيئي بين الشباب والمجتمعات المحلية. كما يتطلع أيضًا إلى بناء شراكات مع مؤسسات أخرى لتعزيز تأثيره وتوسيع قاعدة المستفيدين من مبادراته، مما يعكس التزامه الدائم بالعمل من أجل بيئة مستدامة وصحية.