ما هي رؤى الشباب لتجنب النزاعات الإقليمية؟

الرابط المختصر

أثارت الحروب في الإقليم آراء متباينة بين الشباب، حيث يميل البعض إلى رؤية الحلول السلمية والتعاون بين الدول كأولوية، بينما يعتبر آخرون أن النزاعات تعكس قضايا أعمق مثل الهوية الوطنية، والبعض الأخر يُظهرون رغبة قوية في المساهمة ببناء مستقبل أكثر استقرارًا وسلامًا، مما يعكس وعيهم بأهمية العمل الجماعي والتعاون عبر الحدود.، ولا سيما أن التغييرات الاجتماعية والاقتصادية تلعب دورًا حاسمًا بتشكيل ارائهم، مما يدفعهم لضرورة الحوار والتفاهم كوسيلة للوصول إلى نتائج أفضل.

وعبر عدد من الناشطين الشباب، عن قلقهم بأن بعض القيادات تستخدم النزاعات لتعزيز مشاعر الوطنية أو الانتماء، مما يمكن أن يؤدي إلى تطرف فئة معينة من الشباب، كما يؤكدون على أهمية الإعلام بتشكيل آراء المجتمع حول النزاعات؛ مشيرين أن المعلومات المضللة يمكن أن تؤجج الأزمات بدلاً من المساعدة في حلها.

  

يقول، هارون البشابشة، 27 عاماً، ناشط حقوقي، إن استمرارالحروب في المنطقة منذ عقود لها تأثير سلبي ومباشرعلى تطلعات الشباب، حيث أن فكر الشاب العربي يتأثر بوسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، خاصةً أن هناك سيطرة شبه تامة من الغرب وأمريكا على الإعلام بشكل عام، مشيراً أننا إذا أردنا الاستقرار والسلام فلابد من طرد المحتل من المنطقة أو على الأقل تحجيمه ‏وأول هذه الخطوات الوحدة العربية الحقيقية. 

ولفت، أنه من المهم إدراج السياسة المحورية داخل مناهج الطلبةبكافة المراحل، لاعتقادي أن الوعي السياسي قادر على تحريك المجتمعات بالشكل المطلوب، ولا سيما أن من أهم التحديات التي تواجه الشاب العربي نظرة العالم لنا بـ"أننا أناس بدائيين مما يساعد على سلب أبسط الحقوق العالمية كحق العيش ‏والصحة والتعليم".

 

محمد الجلامدة، 29 عاماً، محامي ومختص بالشأن السياسي لـ "صوت شبابي": "خلال الأحداث الجارية في الإقليم نلاحظ أن غالبية الشباب الأردني يتخذون نوعاً من القرارات التي تغلبهاالعاطفة وليست العقلانية، وهنا يجب أن نكون موضوعيين خاصةً في الشؤون السياسية التي لا تحتمل العاطفة في الوضع الراهن الذي يشهده الإقليم".

وأفاد بأن هناك فئة من الشباب تتعامل مع الوضع الراهن بناءً على اختلافها مع السياسات الحكومية الداخلية والخارجية مما يجعلهمبفرض نفسهم في المجتمع، ولا سيما أن عدم تفريقهم بين السياسات الخارجية والداخلية يجعلهم يعارضون السياسات الداخلية بناءً على معارضتهم للسياسة الخارجية، وهذا أكثر ما نعانيه في الأوان الأخيرة؛ مشيراَ أنه من الواجب وجود توعية سياسية ومجتمعية لكافة فئات المجتمع لفهم واستيعاب الأحداث الجارية، خاصة أننا أمام مرحلة مفصلية في الشرق الاوسط.

 

بدوره، قال أحمد الربابعة، 25 عاماً، مهندس مدني، إن النزاعات الإقليمية تؤثر على تطلعات الشباب، وتعرقل مساراتهم نحو التعليم، والوظائف، وأيضاً الاستقرار الاجتماعي؛ حيث يعيش الشباب في بيئات غير مستقرة تؤدي لتضاؤل الفرص المستقبلية، وتدفعهم إلى الهجرة، الوقوع في براثن التطرف، مما يجعل المستقبل ضبابيًا ومعقدًا، في ظل هذه الظروف، يصبح الشباب بين مطرقة الواقع القاسي وسندان تطلعاتهم المحبطة.

"تُعد وسائل التواصل الاجتماعي سلاحًا ذو حدين بتوعية الشباب في القضايا المختصة بالنزاعات الاقليمية؛ لاتاحتها تعبير الشباب عن رأيهم والمشاركة في النقاشات السياسية، إلا أنها تعرضهم في الوقت ذاته لموجات من المعلومات المضللة، وهنا يبرز دور التثقيف والوعي السياسي لتعزيز قدرة الشباب على تحليل الأوضاع وفهم أعمق لجذور الصراعات، ولا سيما أنهم يواجهون تحديات تتعلق بالاستقطاب والانحياز".. وفق العبابنة. 

 

فيما أكد، مؤمن أبو رمان، 26 عاماً، مختص موارد بشري، أن موقع الأردن الاستراتيجي يؤثر سلباً على الناحية الاقتصادية كـالسياحة وزيادة البطالة، وأيضاً رفع المواد الأساسية مثل النفط والغاز يجعل الشباب بالتفكير ملياً في الهجرة. 

وأضاف أن الشباب أصبحوا يستمدون معلوماتهم من وسائل اعلامية تسمى "بيج" منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مغلوط وهذا يساهم بتضليل الرواية الرسمية بروايات مغلوطة،ويجب علينا اليوم زيادة التثقيف والوعي السياسي، ومعرفة ما يحدث بالإقليم، وإلى اين نحن نتجه بعيداً عن ما يقال من بعض الاشخاص أو المواقع الذين يبحثون عن "الشعبوية" على حساب الحقيقة.

وتابع، أبو رمان، بأن مواقف الشباب تجاه النزاعات تختلف بناءً على خلفيتهم الاجتماعية والسياسية، وقد يميل بعضهم إلى الانحياز استنادًا للهوية الوطنية أو الدينية، بينما يفضل البعض الآخر الحياد بسبب الرغبة في الابتعاد عن الصراعات وتجنب الخسائر، ومع تزايد الوعي عبر وسائل التواصل والتثقيف، نجد أن هناك توجهًا نحو تحليل أكثر عمقًا للأحداث، مما يجعل البعض يختار مواقف وسطية مبنية على القيم الإنسانية.

 

من جانبه قال طالب القانون، أحمد الخوالدة، 21 عاماً، إن الشباب يجدون أنفسهم أمام تحديات هائلة في ظل خضم الحروب والصراعات، كـ البطالة المستشرية، وانعدام الاستقرار السياسي، وزيادة الهجرة، حيث أن العديد منهم يفقدون لفرص التعليم والتوظيف، مما تتعاظم مخاوفهم بشأن مستقبلهم في بلدانهم، ويدفعهم للتفكير بالهجرة إلى دول تتمتع بمزيد من الاستقرار والفرص.

وحذر، من وسائل التواصل الاجتماعي بقوله إنها سلاحاً ذو حدين، وتلعب دوراً محورياً بتشكيل وعي الشباب تجاه النزاعات الاقليمية، مما يتيح لهم الوصول لمعلومات لحظية من مصادر شتى تمنحهم رؤية سطحية للأزمات.

"تختلف آراء الشباب حول التأييد أو عدم الانحياز بناءً على الظروف الاجتماعية والسياسية التي يعيشون فيها،  بعضهم يميل لتأييد جانب معين؛ بسبب خلفياتهم، بينما يفضل آخرون عدم الانحياز؛ لأنهم يشعرون بالإحباط من النزاعات المستمرة، ويريدون التركيز على حياتهم الشخصية، كما أن الحياد قد يعبر عن شعور بعدم القدرة أو قلة الثقة بقدرة الأطراف السياسية على إيجاد حلول فعالة".. حسب الخوالدة.