كرة القدم النسائية الأردنية : رغم الإنجازات الطريق ما زال طويلاً

الرابط المختصر

"طول عمري بتمنى أكون لاعبة كرة قدم كنت متابعة لكرة القدم من لما كان عمري أربع سنين، وبشهادة الجميع عندي مهارات كروية ممتازة، وكان هالشي واضح بمشاركاتي جميع الأنشطة المدرسية المتعلقة بكرة القدم ولما كنا نلعب ضد الأندية في مسابقات وطنية"

هكذا تروي الشابة هالة ذكرياتها عن هوايتها التي لم يكتب لها استكمال شغفها فيها، إذ كثيرا ما كانت تواجه عائقًا مجتمعيًا، خاصة من والدتها كما قالت " كانت تخاف أن كرة القدم لعبة ذكورية وليست للإناث".

لكن هذا لم يقنعها وعندما غادرت مقاعد المدرسة إلى الجامعة، ظنت أن الطريق نحو استكمال حبها لممارسة كرة القدم بشكل احترافي سوف يبدأ وقررت أن تنتسب لنادي كرة القدم النسائية في الجامعة، تشرح هالة " للأسف تفاجأت بعدم وجود فرق نسائية، وانتهى هنا حلمي وظلت كرة القدم مجرد هواية أمارسها  كلما سنحت لي  الفرصة".

 

تقول الصحفية رنا الحسيني وهي خبيرة في القضايا الاجتماعية وكرة القدم النسائية “هناك تحديات اجتماعية وثقافية تعيق مشاركة الفتيات في كرة القدم النسائية، فما زالت النظرة التقليدية التي تعتبر كرة القدم لعبة ذكورية موجودة، رغم التغييرات الطفيفة بعد انتشار اللعبة النسائية إقليمياً ودولياً وحتى محلياً وخاصة عام 2005، عندما بدأ برنامج كرة القدم النسائية بقيادة الأمير علي في الأردن".

وتضيف الحسيني "كان عدد المنتسبين والمحبين لهذه الرياضة قليلًا، ومع الإعلام والاهتمام المستمر ورفع الوعي ومواقع التواصل الاجتماعي، ازدادت معرفة الناس بكرة القدم النسائية وبدأت تتلقى المزيد من الدعم. تم تنظيم بطولات وطنية مما ساهم في كسر الحواجز والتابوهات وزاد عدد اللاعبات، وأصبح الأهالي يحضرون المباريات ويتابعون التمارين، خاصة الآباء الذين يفضلون تحسين أداء بناتهم للبقاء في المنتخبات والنوادي، ورغم وجود معيقات، إلا أن الجهود مستمرة للتغلب عليها.

 

تبرر والدة هالة خوفها من  إنتساب ابنتها إلى فريق كرة القدم والمشاركة في اللعبة منذ طفولتها حيث أنه الجميع يعتبر كرة القدم رياضة رجالية ولا يوجد هذا الاهتمام الكبير في كرة القدم النسائية، في حين أن  لعبة الريشة الطائرة أو السباحة وأية لعبة قد تعتبر "أكثر نعومة" هي مناسبة أكثر للإناث. 

بالمقابل كانت تجربة  اللاعبة الأردنية ستيفاني النبر (لاعبة كرة قدم سابقة ومدربة حالية) مختلفة وتخطت الحواجز الاجتماعية حيث  بدأت مسيرتها في كرة القدم منذ الطفولة. نشأت النبر في عائلة رياضية داعمة، مما أوصلها لصفوف المنتخب الأردني للسيدات.

كانت النبر الفتاة الوحيدة في فريق الحارة في مراحل الطفولة حتى انضمت لفريق المدرسة في الصف الرابع. وتؤكد خلال مقابلة صحفية سابقة معها في موقع تاجا سبورت أن دعم الأهل كان أساس نجاحها، دعمتها والدتها أكاديميًا ووالدها رياضيًا، وواصلت دراستها بالتوازي مع مشوارها الرياضي، محققة إنجازات عديدة مع نادي شباب الأردن ووصلت إلى الإحتراف داخل الأردن وخارجه.


تشدد  الحسيني على أنه يجب العمل على توسيع مجال التعريف باللعبة وزيادة عدد الأندية والمنتخبات النسوية ، مع توفير فئات عمرية  نسائية متنوعة تشارك في تصفيات محلية وعالمية وإقليمية. مضيفة “ هناك حاجة لدعم أكبر للفرق النسائية وتوفير ملاعب أكثر في الأردن تتوافق مع المعايير العالمية، مما يساعد اللاعبات في التدريب والمباريات بنفس المستوى سواء في الداخل أو الخارج".

ويبرز التحدي المالي واضحاً في مجال الرياضة بالمجمل وربما يزداد في الرياضات الجماعية وخاصة النسائية، إذ لا تعطي ذات الأولوية كما تعطى لرياضات الذكور تقول الحسيني" التمويل والمشاركة المستمرة هما مفتاح النجاح" مشددة بذات الوقت على أن الإتحادات تسعى لتوفير الدعم المادي للأندية والفرق النسائية، وتنظيم بطولات محلية وإقليمية وعالمية لتبقى اللاعبات في احتكاك مستمر مع اللعبة، مما يكسر الحواجز الثقافية والاجتماعية ويعزز التواجد في الساحة الرياضية العالمية.

هذا وكانت انطلاقة المنتخب الأردني لكرة قدم السيدات في بطولة اتحاد غرب آسيا للسيدات سنة 2005، و رغم أنها كانت أول  مشاركة في البطولات الإقليمية، إلا أنها انتهت بنتائج مبهرة حيث انتصر في جميع مبارياته في البطولة مسجلا 26 هدف ومستقبلاً هدف واحد فقط، ليحصل في النهاية على كأس البطولة إثر فوزه على نظيره الإيراني بهدفين لهدف.

ثم ساهم بعدها في دورة الألعاب الآسيوية سنة 2006 في الدوحة، بمشاركة متواضعة ، بعدها  توج المنتخب في بطولة كأس العرب للسيدات 2010 في دولة البحرين، بعدما تغلب على نظيره المصري في المباراة النهائية.

وفي عام 2013 استضاف الاتحاد الأردني تصفيات كأس آسيا للسيدات، حيث  خطفت سيدات الأردن صدارة المجموعة برصيد (9 نقاط)، وفي ختام التصفيات المؤهلة لبطولة أمم آسيا 2014 في فيتنام، استطاع منتخب سيدات الأردن التغلب على الاوزبكيات بعد فوزهن بأربعة أهداف دون رد، وحجزن بطاقة التأهل الوحيدة إلى نهائيات بطولة كأس آسيا للمرة الأولى في تاريخ المنتخب.