شبان يقودون مبادرة لتعزیز المحبة والتسامح والتكافل الاجتماعي في مدينة السلط
تسعى مبادرة "مودة ورحمة" التي أسسها ويقودها مجموعة من الشبان الأردنيين إلى مناهضة العنف والدفاع عن حقوق الإنسان، ونشر مبادئ المحبة والرحمة والسلام في الأردن والعالم.
وجاءت المبادرة التي تم إطلاقها في آذار عام 2021 انطلاقاً من دور الشباب الأساسي والفعال، وضمن الرؤية الملكية السامية والداعمة للشباب لتعزیز المحبة والتسامح والتكافل الإجتماعي والوحدة الوطنیة، وصولاً لمجتمع واع بحقوقه وواجباته ومتمسك بقیمه ومبادئه یعمه الأمن والأمان، تحقیقاً لمقولة الملك الباني "الحسین بن طلال" "الإنسان أغلى ما نملك".
وتهدف المبادرة التي تضم في أوساطها ألفي شخص من مستويات ثقافية وعلمية مختلفة إلى نشر ثقافة المودة والرحمة والسلام للوصول إلى مجتمع آمن خالٍ من العنف كما تقول مديرتها "إسراء الزعبي" لـ"صوت شبابي" مضيفة أن هدف المبادرة أيضاً هو دراسة ومتابعة القوانین والتشریعات التي تختص بحقوق الإنسان وحمایتھا والتواصل مع المعنیین من أصحاب القرار لإجراء تعدیلات تشریعیة تضمن سیادة القانون وحمایة المجتمع ، وتقدیم خدمات الإستشارات النفسیة والقانونیة للمعنفین عبر برامج ودراسات علمیة خاصة.
والمساھمة في تفعیل دور المرأة وتمكینھا ومشاركتھا في الحیاة المدنیة والسیاسیة وتغییر ظاھرة التمییز المبني على النوع الإجتماعي، وتفعیل وتعزیز طاقات وخبرات الشباب في العمل التطوعي للمساھمة في التغییر الإیجابي والتوعیة، وتبصيرهم بأشكال التطوع وأهميته في المجتمع، وتوعية الشباب بايجابيات وسلبيات العمل التطوعي وأبرز الجهات التي تدعم المتطوعين وتساعدهم في صقل شخصياتهم وتنمية مهاراتهم.
وبحسب محدثتنا فإن مبادرة "مودة ورحمة" تسعى أيضاً إلى دراسة ومتابعة قضایا المجتمع المھمة مثل زواج القاصرات وعمالة الأطفال وفاقدي السند الأسري وقضیة الغارمات وغیرھا من القضايا.
وعقدت المبادرة ورشات عمل تدریبیة تفاعلیة عن موضوع العنف بكافة أنواعه وبیان أسبابه وإیجاد الحلول الممكنة بمساعدة عدد من المختصین. وتم تنظیم فعالیات وحملات ثقافیة وفنیة عن آثار العنف، وذلك بتصمیم النشرات والصور التوعویة والمشاھد المسرحیة ونشر رسائل إیجابیة عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة قدمھا عدد من الشباب المختصین والموھوبین.
واعتاد متطوعو "مبادرة مودة ورحمة" خلال الفترة الماضية على تنفيذ نشاط اعتيادي بعنوان "بسمة طفل" في العديد من الأماكن والمدارس ومراكز المجتمع المدني ، وهو عبارة عن كرنفالات لزرع البسمة على وجوه الأطفال، وكذلك تخصيص يوم ترفيهي للمسنين بالإضافة إلى الإفطارات الرمضانية التي تقام سنوياً في كل المحافظات.
درب المئوية
وقدمت المبادرة التي مضى على تأسيسها ثلاث سنوات إضافة إلى ما سبق سلسلة "درب المئوية" المتعلقة بالحديث عن مئوية الدولة الأردنية والإنجازات التي سطّرها الملوك الهاشميون عبر تاريخهم، إلى جانب جلسات تمكين سياسي للشباب لتعزيز مهاراتهم القيادية والمشاركة الحزبية، وخاصة أن البلاد حالياً في مرحلة سياسية حزبية تتطلب مشاركة هذه الفئة الهامة من المجتمع.
الفئات المهمشة
ولفتت "إسراء الزعبي" إلى أن بداية تركيز عمل المبادرة كان على فئة الشباب، إضافة إلى الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة والفئات المهمّشة في المجتمع وكانت المبادرة تتوجه –حسب قولها- عن طريق منصة "نحن" لتقديم الورش والتدريبات المتعلقة بعدة موضوعات منها توعوية وتثقيفية ومنها مبادرات ميدانية ويقدم هذه الورش أشخاص ذوي خبرة في القطاع الصحي والصحة النفسية .
وتوقفت القيادية الشابة لتشير إلى أن هدف مبادرة "مودة ورحمة" منذ البداية كان دعم شريحة الشباب وتمكينهم وتفعيل دورهم في المجتمع، وأوضحت أن هناك تركيزاً على طاقات الشباب وخبراتهم في العمل التطوعي وخصوصاً مع منصة" نحن" ومؤسسة ولي العهد، ومع وزارة الشباب في المراكز الشبابية المنتشرة في أنحاء مختلفة من البلاد، وقدمت " مودة ورحمة" العديد من التدريبات والمناظرات المتعلقة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وكذلك الأنشطة المتعلقة بالحفاظ على البيئة والممتلكات العامة ودور الشباب في ذلك.
ولفتت محدثتنا إلى أن المبادرة نفذت نشاطين ميدانيين للشباب وهما رسم جداريات في مدرسة فاطمة الزهراء بمدينة السلط لخلق بيئة مدرسية مميزة، وكذلك دهان الأرصفة وتزيين الشوارع بهدف إضفاء لمسة جمالية على المدينة.
يذكر أن "إسراء محمود الزعبي" المتحدرة من مدينة السلط خريجة الجامعة الأردنية في تخصص الهندسة الزراعية، ناشطة شبابية ومدربة في عدة مجالات أهمها حملات كسب وتأييد التغيير المناخي مع وزارة الشباب حاضنه إقليم الوسط ووزارة البيئة وهيئة "أجيال السلام" ومدربة في مجال المهارات الحياتية والقيادية والتمكين السياسي، علاوة على أنها مدربة معتمدة مع منظمات دولية ومحلية USAID ومع مؤسسه ولي العهد وعده مؤسسات مجتمع مدني ومراكز شبابية والعديد من الهيئات المعتمدة.