شبان أردنيون يواجهون أزمة الدواء بحملات تبرع

الرابط المختصر

أطلق شبان أردنيون في مدينة جرش مبادرة خيرية غير ربحية بعنوان "زمزم" للعلاجات والأجهزة الطبية المجانية" تهدف لتوفير الأدوية وإتاحتها مجانا للمواطنين أو المقيمين في البلاد غير القادرين على شرائها، والتصدي لظاهرة هدر الأدوية التي بدأت تستفحل في السنوات الأخيرة.

وتشكل تكاليف الرعاية الصحية مصدر قلق كبير لكثير من الناس في جميع أنحاء العالم.  وفي الأردن، تظهر إحصائيات أسعار الأدوية أن تكلفة الأدوية الصيدلانية مرتفعة، مما يجعل من الصعب على الناس الحصول على حاجتهم من الأدوية   وبخاصة الأجنبية غالية الثمن منها ، كما يقول الطبيب "حسين السيبراني"مضيفاً "أن الأدوية الأكثر استخداماً في الأردن تتنوع بين المسكنات والمضادات الحيوية وأدوية القلب والأوعية الدموية وأدوية الأمراض المزمنة كالسكري والضغط، وتشمل بعض العلامات التجارية والأدوية الشائعة في الأردن البانادول والأسبرين السيبروفلوكساسين والإيبوبروفين والأموكسيسيلين و مسكنات الألم والأدوية الطارئة".

وأضاف الدكتور السيبراني والذي يعمل في مخيم الزعتري في المفرق  ل "صوت شبابي" "قد لا يتمكن العديد من الأشخاص من تحمل تكاليف الأدوية اللازمة، مما يؤدي إلى أمراض غير معالجة ومضاعفات أخرى، علاوة على ذلك، قد يلجأ بعض الأفراد إلى شراء أدوية مقلدة أو رديئة الجودة بسبب تكلفتها المنخفضة، مما قد يؤدي إلى عواقب صحية وخيمة"

 ولحل هذه المشكلة لجأ عدد من الشبان إلى تنظيم هذه الحملة من أجل تأمين الأدوية المجانية لطالبيها ممن لا يمكنهم توفيرها سواء لندرتها أو غلاء ثمنها مجاناً إضافة إلى تأمين المستلزمات الطبية التي يحتاجها المرضى من كراسٍ متحركة أو ووكرات أو أسرّة طبية أو غيرها.

ولاقت المبادرة تشجيعاً وتفاعلاً من مرتادي مواقع  التواصل الاجتماعي سواء من خلال عرض الأدوية التي بحوزتهم أو طلب ما يحتاجونه من الأدوية المفقودة في الأسواق الأردنية والتصدي لظاهرة الهدر في الأدوية.  بحسب ما قال "أبو راشد الزعبي" مسؤول المبادرة.

وبحسب دراسة أعدتها "جماعة عمان لحوارات المستقبل" فإن معدلات الهدر يقدر بحوالي 20-25 % ونسبة الهدر الكلي للأدوية تفوق 250 مليون دولار سنوياً ، أما المستلزمات الطبية فإن الرقم أقل بكثير.

وأوضحت الدراسة أن هدر الأدوية والمستلزمات الطبية في الأردن يأخذ شكلين: الأول داخل الأجهزة الطبية، والثاني من قبل المواطنين، مشيرة إلى أن هناك نقصاً في المصادر وغياب للمعلومة الدقيقة حولهما.

العلاج نعمة

وبين  "أبو راشد الزعبي" لـ"صوت شبابي الهدف من إطلاق المبادرة الحفاظ على العلاجات الفائضة عن الحاجة عند من يمتلكها، ومواجهة ارتفاع أسعار الأدوية الذي يعد مشكلة حقيقية في الأردن، وهو ما يمكن أن نساعد في تخفيفه الآن عبر التبرع بأي كمية دواء فائضة عقب الشفاء للمبادرة، وأضاف "العلاج نعمة من نعم الله عز وجل مثل الأكل والشرب تماماً وهناك الكثير من العلاجات الموجودة في كل بيت ولا يتم الاستفادة منها".

 وتابع :"نقوم بجمع العلاجات المتنوعة ممن يمتلكونها  وذلك عبر منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ثم نقوم بإعادة تدوير هذه العلاجات والتخلص من التالف منها وتنظيمها، ومن ثم الإعلان عنها عبر الصفحة ذاتها ويجري تزويد المحتاجين لها بعد إبراز الوصفة الطبية.

ولفت الزعبي إلى أن 75 % من العلاجات التي يتم توزيعها مجاناً لمحتاجيها عبر فريق المبادرة تلك المتعلقة بأمراض الضغط والدهنيات وأمراض القلب والكوليسترول و ابر تثبيت الحمل وابر التخثر المميعات والمستلزمات الطبية.

عينات مجانية

وحول مصادر العلاجات أوضح محدثنا أن المصدر الأول هو المواطن نفسه والمصدر الثاني الصيدليات وأكثر الصيدليات في المملكة يعرفون عن المبادرة ويقومون بتزويدنا بالعينات المجانية غير المخصصة للبيع "سامبل".

وأكد الزعبي أن فريق مبادرته ملتزمون بأعلى معايير السلامة العامة، ولا يتم صرف أي علاج إلا بعد أن يُعرض على الصيدلي، وأي علاج يتم استلامه يقوم الصيادلة الذين يتعاونون مع المبادرة بالتأكد منه وفحصه والتثبت من تواريخ الإنتاج وانتهاء الصلاحية. 

الأدوية المرصّدة

وتحرص المبادرة كما يؤكد مطلقها على عدم استقبال الأدوية المرصدة أو Controlled  التي تحتاج وصفة خاصة وتسبب الإدمان في حال الإكثار من تناولها، كما تستبعد الأدوية أو المعدات التالفة أو التي من الممكن أن تؤذي المريض بشكل أو بآخر.

وكشف الزعبي أن فريق المبادرة الشاب يعمل بالإضافة إلى تأمين الأدوية على تأمين المستلزمات الطبية الخاصة بالمرضى في عدد كبير من المحافظات الأردنية وكشف أن لدى المبادرة  الآن 88 سريراً طبياً بعضها يعمل على المنويل- ذراع التحريك اليدوي- وبعضها على الكهرباء إضافة إلى 12 أسطوانة أوكسجين بحجم 40 ليتر  و6 أسطوانات أوكسجين بحجم 20 ليتر و6 أجهزة عبارة عن مولدات أوكسجين  وكراسٍ متحركة ووكرات للمشي وعكازات بأعداد كبيرة  تعدت الألف إلى جانب أجهزة لقياس الضغط وأجهزة فحص السكري، إضافة إلى أن المبادرة تبنت قبل سنتين ثلاث عمليات زراعة أنابيب وبلغت تكاليف كل عملية 2500 دينار .