شباب جرش: بين الوعي السياسي وغياب الدعم المالي لمبادراتنا
مع اقتراب الانتخابات النيابية، تزداد وتيرة الحراك الانتخابي في محافظة جرش،وتلعب المبادرات الشبابية دورًا حيويًا في تعزيز الوعي السياسي وتمكين الشباب من المشاركة الفعّالة في الحياة العامة و هذه المبادرات تعكس رغبة الشباب في التأثير الإيجابي على مجتمعهم وتعكس طموحاتهم لإحداث تغيير ملموس. رغم هذا، فإن غياب الدعم الكافي، خاصة الدعم المالي، يشكل عائقًا كبيرًا.و قلة الموارد والتمويل تحد من قدرة هذه المبادرات على تنفيذ مشاريعها وتحقيق أهدافها، مما يعيق تطورها واستمراريتها.
مبادرات جرشية
مبادرة "يلا نشارك يلا نتحزب"
يقول سيف بني مصطفى، 18 عامًا ورئيس مبادرة "يلا نشارك يلا نتحزب" لـ "صوت شبابي"، إن المبادرة انطلقت قبل عامين بهدف ترسيخ ثقافة التحديث السياسي في الأردن، استجابة لرؤية جلالة الملك التي شملت التحديثات السياسية والاقتصادية والإدارية. جاءت فكرة المبادرة من مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، وتهدف بشكل رئيسي إلى تفعيل مشاركة الشباب والمرأة في الحياة السياسية والحزبية، وتعزيز المشاركة الشعبية في الأحزاب.
وأضاف بني مصطفى أن المبادرة واجهت تحديات تمويلية كبيرة، مؤكدًا أن "التمويل واجب وطني"، وأن المبادرة تعتمد على التمويل الذاتي، بينما تواجه العديد من المبادرات الأخرى صعوبات في فتح حسابات بنكية، مما يعوق تنفيذ مشاريعها. مشيرا إلى أن المبادرة حققت عدة إنجازات، من بينها إطلاق برنامج التمكين السياسي للشباب في الجامعات الأردنية من خلال مؤتمرات وندوات بالتعاون مع الجامعات. وأضاف: "كما نركز على برنامج التمكين الاقتصادي للشباب لتعريفهم برؤية التحديث الاقتصادي والإصلاحات الاقتصادية، ونستهدف من خلال برنامج التمكين السياسي لليافعين طلاب المدارس بين سن 15 و18 عامًا لتعريفهم بالقوانين الناظمة للحياة السياسية.
ويختم بني مصطفى بالإشارة إلى مشروع "يلا ننتخب" الذي أطلق مؤخراً بالتزامن مع الانتخابات النيابية القادمة، والذي يشمل تنظيم مناظرات انتخابية بين المرشحين على القوائم المحلية والحزبية. ووجه دعوة إلى مؤسسات المجتمع المدني لدعم هذه المبادرات وتفعيل أفكارها، معربًا عن شكره لوزارة الشباب ومديرية شباب جرش على دعمهم المستمر .
مبادرة "هيّا شباب": تغيير النهج الانتخابي وتمكين الشباب
من جانبها، تحدثت دعاء البناء، 34 سنة ورئيسة مبادرة "هيّا شباب" لـ "صوت شبابي"، عن مبادرتها " هيا شباب" التي انطلقت في شهر نيسان الماضي، والتي تهدف إلى تغيير النهج القائم في الانتخابات النيابية بمحافظة جرش وأن المبادرة تركز بشكل خاص على توعية الشباب وتمكينهم سياسياً، مع التركيز على قانون الانتخاب، بحسب البناء.
وأوضحت البناء أن المبادرة تواجه تحديات كبيرة في الوصول إلى الشباب المستهدفين، بالإضافة إلى نقص الدعم المالي اللازم وغياب التغطية الإعلامية المناسبة. ومع ذلك، تمكنت المبادرة من تحقيق بعض الإنجازات البارزة، مثل تسليط الضوء على نخبة من الشباب الذين يرغبون في إحداث تغيير حقيقي في مجتمعهم، مشيرةً إلى أن المبادرة تضم 18 شخصاً في فريقها الأساسي، بينما تجاوز عدد المشاركين في الأنشطة المختلفة 110 أشخاص. وأضافت: "نظمنا أول حوار مفتوح مع أمين عام أحد الأحزاب لشرح دور الأحزاب وأهمية مشاركة الشباب". وفي ختام حديثها، دعت البناء إلى ضرورة توفير الدعم الفني والمادي للمبادرات الشبابية، وإشراك الشباب في هذه المبادرات نظراً لأهمية دورهم في المجتمع.
دعم الجهات الرسمية للمبادرات الشبابية
بدوره أوضح ، مدير مديرية شباب محافظة جرش الدكتور حمزة العقيلي لـ "صوت شبابي" ، أن المديرية نفذت العديد من الورش والندوات والمحاضرات التي تهدف إلى التمكين السياسي وتعزيز المشاركة في الحياة العامة، وأكد العقيلي أن المديرية لا تروج لحزب أو جماعة معينة، بل تركز على أهمية مشاركة الشباب السياسية وحرية اختيارهم للفكر الذي يلبي رغباتهم وطموحاتهم وأن المديرية على استعداد لدعم هذه المبادرات وتقديم الدعم اللازم لها في كافة المجالات، لضمان تمكين الشباب وإشراكهم الفعال في المجتمع.
وأضاف العقيلي أن البرامج الخاصة بالتمكين السياسي التي تنظمها المديرية تستهدف الفئة العمرية من 18 إلى 30 عامًا من الجنسين، وتنظم هذه الفعاليات في جميع المراكز الشبابية في المحافظة، وذلك تنفيذًا لمحاور الاستراتيجية الوطنية، حيث نظمت المديرية العديد من الفعاليات، من بينها مؤتمر حول التمكين السياسي للشباب بعنوان "بين الفرص والتحديات"، إلى جانب ورش توعوية بالشراكة مع وزارة الشؤون السياسية والهيئة المستقلة للانتخاب.
وأشار العقيلي إلى أن المديرية تحتضن مبادرات شبابية فاعلة، مثل مبادرة "يلا نشارك يلا ننتخب"، التي تعقد فعاليات متعددة مع الشباب في الجامعات والمؤسسات، وتنظم مناظرات تهدف إلى تحفيز الشباب على الانخراط في الحياة السياسية.
بيانات الهيئة المستقلة للانتخاب
أكد رئيس لجنة انتخاب جرش الدكتور صادق العتوم أن الحراك الانتخابي في المحافظة يشهد تناميًا ملحوظا بعد تسجيل القوائم وبدأ المرشحون والمرشحات بالإعلان عن أنفسهم من خلال الوسائل المتاحة قانونيا من مثل عقد الاجتماعات والمهرجانات الخطابية ووسائل التواصل الاجتماعي، ويحظى التواجد الشبابي بالحراك بحضور واسع نظرا لأن قانون الانتخاب يسمح لكل أردني أتم الثامنة عشر من عمره قبل 90 يوما من الاقتراع بالانتخاب، وهم تحديدا مواليد ما قبل تاريخ 12/6/2007، ونوّه العتوم ضرورة حصول الناخبين وخصوصا الفئة التي أتمت الـ 18 عام قبل تاريخ 12/6/2007 على بطاقة الأحوال المدنية كونها الاثبات الوحيد للسماح للناخبين بالاقتراع، وبما يتعلق بالمخالفات الانتخابية أشار الدكتور العتوم إلى أنه تم للآن رصد حوالي 200 مخالفة تتعلق أغلبها بتعليق يافطات ودعاية بأماكن تعيق السير وتشكل خطرا على المارّة والسائقين وتم التعامل معها، فيما لم تسجل للآن أية مخالفة تتعلق بالمال الأسود وشراء الأصوات. اضافة إلى انتشار فرق الهيئة بالميدان لضمان سير العملية الانتخابية بمراحلها المختلفة بكل سهولة ويسر. وتشمل المخالفات أيضا الإساءة والتشهير بالمرشحين والمرشحات والعنف الانتخابي ضد المرأة وغيرها من المماراسات التي يتم التعامل معها بشكل فوري.
وبحسب قانون الانتخاب الجديد رقم 4 لعام 2022، الذي ينظم العملية الانتخابية في الأردن، حدّد القانون محافظة جرش كدائرة انتخابية واحدة تفرز أربعة مقاعد في مجلس النواب، منها ثلاثة مقاعد تنافسية ومقعد رابع مخصص للكوتا. ووفقًا لجداول الناخبين النهائية لانتخابات 2024، يوجد في محافظة جرش 131,629 ناخبًا وناخبة، يتنافس على أصواتهم 27 مرشحًا ومرشحةً ضمن 9 قوائم محلية، فيما تخوض 9 مرشحات السباق الانتخابي للفوز بمقعد الكوتا. أما على مستوى المملكة، فإن نسبة الناخبين الذين تقل أعمارهم عن 35 عامًا تشكل 45.4% من العدد الكلي للناخبين، إذ يتجاوز عددهم 2 مليون وربع ناخب وناخبة، مما يعكس أهمية الدور الذي يلعبه الشباب في تشكيل مستقبل الأردن السياسي.