شباب المفرق يواجهون التحديات من خلال التكنولوجيا الزراعية
في محافظة المفرق، تلك المنطقة التي تُمثل نقطة تلاقٍ بين البداوة والريف في شمال شرق الأردن، تتجلى قصص الشباب في ظل تحديات اقتصادية واجتماعية معقدة. وسط هذه التحديات، برزت مجموعة من الشباب بابتكارات زراعية تعتمد على التكنولوجيا الحديثة، محاولين تحويل أراضيهم القاحلة إلى مساحات منتجة وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
المفرق، المعروفة بطبيعتها القاحلة و بيئتها الصحراوية، تواجه مشكلة البطالة وندرة فرص العمل، خاصة بين الشباب. هذا الواقع الصعب دفع العديد من الشباب إلى البحث عن حلول خارج الصندوق. ومن هؤلاء الشباب، برزت مجموعة من خريجي الجامعات المتخصصين في الزراعة والهندسة، الذين قرروا استخدام التكنولوجيا الزراعية لتطوير الزراعة في منطقتهم.
يقول محمود الحراحشة، أحد هؤلاء الشباب ومن قادة هذه المبادرة: "نشأنا في بيئة زراعية، لكن كانت الزراعة هنا تقليدية وتعتمد على الأمطار الموسمية، مما جعل الإنتاج الزراعي غير مستدام. بعد تخرجنا، قررنا أن نستخدم معرفتنا الأكاديمية وتطبيقها في الواقع لتحسين هذه الزراعة."
أطلق محمود ورفاقه مشروع "المفرق الزراعية الذكية"، الذي يهدف إلى استخدام التكنولوجيا لتطوير القطاع الزراعي في المنطقة. ومن خلال هذا المشروع، قاموا بتطوير نظم ري ذكية تعتمد على تقنية الاستشعار عن بُعد لتحسين كفاءة استخدام المياه، وهو أمر بالغ الأهمية في منطقة تعاني من شح المياه.
التحديات والصعوبات
لكن الطريق لم يكن ممهداً. يروي محمود ل "صوت شبابي": "واجهنا تحديات كبيرة، من بينها نقص التمويل وصعوبة إقناع المزارعين التقليديين بتبني التقنيات الجديدة. كانوا يعتبرون أن هذه التقنيات غير ضرورية وأن الأساليب التقليدية كافية." ورغم تلك الصعوبات، أصر محمود ورفاقه على الاستمرار في مشروعهم.
يضيف زميله، خالد السرحان، المسؤول عن الجانب التقني في المشروع ل "صوت شبابي": "قمنا بتطوير نظام ري ذكي يمكن المزارعين من التحكم في كمية المياه المقدمة للنباتات عبر هواتفهم الذكية. هذا النظام لا يقلل فقط من استهلاك المياه، بل يزيد من الإنتاجية الزراعية بشكل كبير."
مع مرور الوقت، بدأت جهودهم تؤتي ثمارها. فبعد تجربة ناجحة لنظام الري في عدة مزارع صغيرة، بدأت المبادرة تحظى بدعم أكبر من المجتمع المحلي. يقول فادي العموش، مزارع من المنطقة ل "صوت شبابي": "كنت متشككًا في البداية، ولكن عندما رأيت الفرق في إنتاجية المحاصيل وتوفير المياه، قررت أن أتبنى هذه التكنولوجيا."
تعاون وتكامل
لم تتوقف المبادرة عند نظم الري فقط، بل توسعت لتشمل استخدام الطاقة الشمسية في تشغيل المعدات الزراعية وتحسين تقنيات التسميد. كما قامت المجموعة بتقديم ورش عمل للمزارعين المحليين لتعريفهم بالتقنيات الجديدة وكيفية استخدامها بكفاءة.