بدأ ماهر وتوأمه عامر بتحقيق حلمهما المشترك بالوصول إلى جميع دول العالم عبر الدراجات الهوائية الخاصة بهم. وفي عام ٢٠٢٤ قام التؤام بأول جولة لهما بالأردن ليكونان أول من قام بجولة كاملة تشمل جميع المحافظات الأثنى عشر باستخدام الدراجة الهوائية البسيطة.
من سحر البترا إلى جمال البحر الأحمر أتممنا جولتنا بالمملكة وأكتشفنا مدى جمالية أردننا وجاذبيته التي يكاد يخلوا أي بلد بالعالم منها ومن خلال أحتكاكنا المباشر بالشعب الأردني أدركنا و استشعرنا كرم هذا الشعب وطيب أصله".
هكذا عبر الحديدي" لصوت شبابي" عن شعورهم بعد تحقيق حلمهم بالقيام بجولة حول المملكة ليصبح الأردن محطة تجر وراءها الكثير من المحطات الناجحة والمليئة بالمغامرات والشغف بالسياحة والاستكشاف بأقل التكاليف الممكنة.
كيف بدأت الفكرة
يقول ماهر بدأت القصة بتمارين لتحسين الصحة البدينة بعدها دخلنا بتحدي لتحقيق أعلى نسبة لياقة ممكنة وأصبحنا نتحدى بعضنا تارة ونشجع بعضنا تارة وأصبح التحدي أن نصل إلى أماكن بعيدة لنكون أول أناس أنهوا جولة متواصلة حول المملكة كاملة .
ويضيفان ؛الفكرة بمنتهى البساطة خلقت لتشجيع الناس بشكل عام والشباب بشكل خاص على استثمار ما لا يقل عن ساعة يوميا للرياضة بمختلف أنواعها ودعم فكرة أن طرق السياحة متعددة ولا تحتاج دوما إلى إمكانيات مادية عالية بل يمكننا أستكشاف جمالية الأماكن من حولنا بمجهود شخصي وتكلفة منخفضة نوعا ما ونشجع بقوة الشباب للمحافظة على صحتهم وعدم أنشغالهم بالأنشطة التي تطلب ساعات جلوس عالية وطويلة.
بماذا يطمح عامر وماهر الحديدي:
"نطمح بأن نصبح أول مؤثرين رياضيين بالأردن وأن نعطي الإلهام للكثير من الشباب الأردني لتوسيع أفق أحلامهم وطموحاتهم والتأكيد على فكرة أن الشاب الأردني قادر على تحقيق الكثير على جميع الأصعدة والصعيد الرياضي والصحي تحديدا ونتمنى أن نتشارك روح التحدي في ما بيننا كشباب أردنيين".
ويشرح عامر متأسفا العوائق والتحديات التي تعترض طريقه هو وأخيه وعلى رأس القائمة ضعف التمويل والدعم الخارجي فجميع التكاليف التي تحتاجها الرحلات تدفع من الجيوب الخاصة للتوأم وذويهم ولا يوجد أي جهة داعمة أما بخصوص الدعم المعنوي فيتلقى ماهر وعامر الدعم الكامل من عائلتهم وأصدقائهم ومن أي شخص يرى منشوراتهم ومشاركاتهم على على مواقع التواصل الأجتماعي ليحصدوا الكثير من التعليقات الإيجابية التي تدعهم مصرين على الاستمرار لتحقيق هذا الحلم .
لم تتوقف رحلة ماهر وعامر بالمملكة الأردنية حيث قاموا بجولة استمرت أثنان وعشرون يوم متواصلون حول أثنان وعشرون محافظة بتركيا اكتشفوا فيها سحر البلاد وجمال طبيعتها.
وحاليا يقوم التؤامان بجولة حول محافظات العراق بدوره تبدأ من دهوك وتنتهي بالبصرة مرورا بالعراق كاملة ويضيفان "أخذت الرحلة 48 يوم حاولنا خلالهما عكس ثقافة وعراقة هذه الدولة ولا زلنا مستمرين بها ".
رياضة الدرجات الهوائية بالأردن بين الوعي والتحديات :
يقول الدكتور طارق الخياط "رئيس الاتحاد الأردني للدراجات " إنه بالرغم من وجود الكثير من العوائق والتحديات التي تواجه هذه الرياضة بالأردن إلا أن ثقافة ركوب الدرجات الهوائية بشكل فردي وجماعي أخذة بالتوسع المستمر حتى أنه بات هناك الكثير من الفرق والمجموعات التي تقوم بممارستها بشكل مستمر سواء كرياضة أو وسيلة نقل.
ويضيف بأن الدرجات جميعها تخضع لنظام اللجنة الأولمبية وأن أي يدعم ممكن أن يقدم لهذه الرياضة يتم إجراءه بعد القيام بخطة من قبل اللجنة الأولمبية ولا يوجد دعم خاص بالرحالة أمثال عامر وماهر وإن وجد الدعم فيجب أن يكون بمعايير معينة للتأكد من المصداقية وبعد التأكد من تكافؤ الفرص وأعطاءها للأحق بها .
ويذكر الخياط لبرنامج "صوت شبابي" المجهود الذي تقوم به اللجنة لدعم المبادرات الخاصة بسائقي الدراجات الهوائية للحفاظ على سلامتهم من خلال نشر هذه الثقافة عند الشعب الأردني منوها إلى المبادرة التي صنعت بمدينة العقبة من خلال إقامة طريق خاص للدرجات الهوائية بشوارعها ويؤكد على السعي المستمر لتوسيع نطاق هذه المبادارات بكافة محافظات المملكة .
ويذكر الخياط المحاولات المستمرة للأتحاد الخاص بالدراجات الهوائية لصنع المبادرات تراعي خصوصية الدراجات الهوائية وسائقيها لكن هناك تحديات كبيرة تعترض طريقنا كعدم تواجد الثقافة الكافية عند الشعب الأردني أتجاه هذه الرياضة وممارسيها وعدم وجود أرض مخصصة لصنع مضمار بعيد عن السيارات.
ويؤكد الدكتور طارق على أهمية بناء الثقافة عند سائقين المركبات العمومي و الخصوصي ودفعهم لإحترام وأستيعاب هذه الثقافة وأفساح المجال لمستخدموا الدرجات الهوائية دون التضييق عليهم.
ويقول الخياط إنه من الصعب بالوقت الحالي أعتماد الدراجة الهوائية كوسيلة نقل بالأردن لإن خطوة كهذه تحتاج إلى الكثير من المجهود كتهيأة الطرق العامة والتأكد من أن هذه الثقافة أصبحت موجودة بشكل ملحوظ عند الأردنين .