"تمكين المرأة" في بلدة شرحبيل بن حسنة: دورات تأهيلية لشابات الأغوار الشمالية

الرابط المختصر

تسعى وحدات تمكين المرأة التي أنشأتها وزارة الإدارة المحلية في البلديات إلى تقديم كل ما تحتاجه الشابات الأردنيات من خبرات ومهارات وتساعدهن في أداء مهامهن وتمكينهن اقتصادياً، ليكن عنصراً أساسياً في العمل التنموي، وذلك انسجاماً مع تطلعات الدولة الأردنية وتعزيز دور ومكانة المرأة الأردنية في مختلف الأصعدة والمجالات.

ووحدة تمكين المرأة في  بلدية "شرحبيل بن حسنة" في الأغوار الشمالية واحدة من هذه المشاريع لخدمة شابات المنطقة والارتقاء بدورهن ودعمهن للمساهمة في التنمية الاقتصادية، ووضعهن على خارطة العمل السياسي والاجتماعي والاقتصادي.

 وحول ظروف إنشاء هذه الوحدة ونشاطاتها وتوجهها لخدمة الشباب تقول رئيستها السيدة "نجوى فواز هيكل" التي تحمل شهادة البكالوريوس في التربية إن الوحدة  تم إنشاؤها مطلع نيسان من العام الماضي 2023 بتوجيه من معالي وزير الإدارة المحلية وقرار من المجلس البلدي، وكان هدف إنشائها –كما تقول- تحسين المستوى المعيشي للسيدات وبخاصة الشابات منهن في المنطقة التي تقع في الأغوار الشمالية، وهي منطقة فقيرة جداً، ويعتمد أبناؤها على الوظائف والزراعة، حيث أن الكثير من الفتيات يعملن في القطاع الزراعي وبعضهن كربات بيوت، ويطمحن للخروج من دائرة الفقر والعوز لتأمين مصادر دخل لعوائلهن، لذا فكرن بالعمل من داخل البيوت فيما يدعى بـ"المشاريع الصغيرة" أو "متناهية الصغر".

 وأضافت السيدة هيكل أن الشابات في المنطقة يفتقرن للتمويل والتدريب والتسويق لمشاريعهن المتنوعة والتي تنوعت مابين التصنيع الغذائي والمطابخ الانتاجية والحرف اليدوية، وتوجهت البلدية -كما تقول محدثتنا- لدعمهن في هذا المجال من خلال عقد دورات تدريبية ترفع من مستوى أدائهن في المنازل وتطور قدراتهن على  تسويق المنتج، وتضمنت هذه الدورات دورة بالتسويق الالكتروني وتعليم تصوير المنتج والإعلان عنه ليصل إلى أكبر عدد من المستهلكين.

بازار الدحنون السنوي

ولفتت هيكل إلى أن وحدة تمكين المرأة في البلدية أقامت خلال عام من تأسيسها العشرات من الأنشطة والفعاليات التي تصب في خانة تمكين هذه الشريحة من المجتمع ومنها : بازار الدحنون السنوي، حيث أتاح هذا البازار للفتيات فرصة عرض منتوجاتهن وحرفهن بشكل مجاني ولمدة أسبوعين .

وتم عقد دورات توعوية كالرعاية الوالدية بالتعاون مع مركز "مكاني" التابع لمنظمة اليونسيف وتلقت المنتسبات محاضرات عن كيفية التعامل مع الطفل منذ ولادته وحتى سن الـ 18 وكيف تتم مواجهة مشاكل الطفولة والمراهقة والتعامل مع مشاكل العناد أو العنف أو أي مشكلة تواجه الطفل مع أهله.

كما تعاونت وحدة تمكين المرأة مع الشرطة المحلية في "مركز امن الكريمة" من خلال عقد دورة بعنوان الأسرة الآمنة.

وإلى جانب ذلك تم افتتاح بازار في تموز الماضي خاص  بمنتجات إعادة التدوير حيث يتم استخدام المواد المستخدمة والتالفة وإعادة تدويرها في منتوجات ومشغولات حرفية مميزة، وتضمن البازار الذي شارك فيه عشرون شابة أفكاراً متنوعة كاستخدام ورق الدفاتر المستخدمة والكتب المدرسية التالفة في تصميم الورود والأشكال الفنية وإعادة تصاميم أثاث للبيت بأشكال وأفكار جديدة مبتكرة، وتصنيع الإطباق والتحف والسلال من البلاستيك المهمل وغيرها من الأفكار.

مسرح الشرطي

وجرى عقد ندوة حول مخاطر إطلاق العيارات النارية مع الشرطة المجتمعية ومحاضرة عن خطر المخدرات مع شرطة غرب اربد والشرطة المجتمعية لمركز امن الكريمة ، كما تم تقديم مسرحية هادفة عن خطر تعاطي المخدرات وأضرارها على الفرد والأسرة والمجتمع من قبل "مسرح الشرطي" التابع للأمن العام.

إضافة إلى محاضرات عن العنف الأسري والجرائم الالكترونية، وكيفية تصرف الشابات في حال تعرضهن للابتزاز في العالم الافتراضي.  وتعاونت الوحدة أيضاً مع مركز الحسين للسرطان في عقد دورات توعوية بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي.

كما دعمت وحدة تمكين المرأة في بلدية شرحبيل بن حسنة العديد من المشاريع الاقتصادية والتنموية الفردية ومنها مشروع الاستزراع السمكي للسيدة "ريما الشوبكي" التي يمتلك زوجها بركة ماء لري المزروعات ففكرت باستغلال هذه البركة واشترت أسماكاً صغيرة وبدأت بالاعتناء بها وتربيتها، وتمكنت من تشغيل شابات معها لتنظيف السمك من أجل تسويقه في فترة الربيع والشتاء من كل عام، وشاركت في دورات التسويق الالكتروني التي أقيمت في مبنى بلدية شرحبيل بن حسنة إضافة إلى عملها في إنتاج الزعتر والملوخية الجافة داخل وخارج المملكة.

علاوة على ذلك تسعى الوحدة للتشبيك مابين الفتيات الباحثات عن عمل وبين الوظائف المتاحة في سوق العمل في مختلف القطاعات أو المنظمات والمؤسسات التي يمكن أن تمول المشاريع الإنتاجية في المنازل، وتقديم برامج تدريبية وورش عمل متخصصة لتعزيز مهاراتهن وتطوير قدراتهن في مختلف المجالات.

ونوهت محدثتنا إلى دور رئيس البلدية السيد "محمد المرايحه" في دعم المستفيدات من خدمات وحدة التمكين وتسخير كل إمكانيات البلدية للنهوض بالوضع الاقتصادي المعاش في المنطقة، ومساعدة القطاعات النسائية بالإمكانيات المتاحة . 

ويذكر أن بلدية شرحبيل بن حسنة هي إحدى بلديات لواء الأغوار الشمالية وتقع في أقصى الجنوب الغربي من محافظة إربد محاذية لنهر الأردن من الجهة الشرقية وسميت بهذا الاسم نسبة إلى الصحابي شرحبيل بن حسنة الذي كان من قادة جيش فتح الشام تحت إمارة أبي عبيدة بن الجرَّاح ويعود إليه الفضل في فتح غور الأردن. وتشير أرجح الروايات إلى أنه توفي في الطاعون الذي اجتاح المنطقة في السنة الثامنة عشرة للهجرة، وعرف باسم طاعون عِمواس، وكان عُمُرُه سبعاً وستين سنة.