رنا، 24 عامًا، طالبة جامعية تقول "بصراحة، لم أكن أعلم أن سرطان الثدي يمكن أن يصيب النساء في مثل عمري. لكن بعد أن سمعت قصصًا من صديقات مررن بتجربة الفحص المبكر، أصبحت أفكر في القيام بالفحص. الوعي زاد لدي مؤخرًا، لكن أعتقد أن الكثير من الفتيات لا يعطين الأمر أهمية كافية."
سلمى، 31 عامًا، ربة منزل شاركت رأيها بقولها: "أقوم بالفحص الذاتي بشكل دوري وأعتقد أنه مهم جدًا. أمي أصيبت بسرطان الثدي وتم اكتشافه في مرحلة متأخرة وتدمرت صحتها النفسية لأنها علمت متأخرا بإصابتها بالمرض، لذا أصبحت حريصة على الفحص المبكر. أؤمن أن الفحص الدوري يمكن أن ينقذ الحياة."
هالة، 27 عامًا، تعمل في قطاع الإعلام أضافت: "أدرك أهمية الفحص، لكن أحيانًا الخوف من اكتشاف شيء غير مريح يمنعني من القيام به. أحتاج لدعم نفسي أكبر لأتغلب على هذا الخوف. التوعية وحدها ليست كافية، يجب أن نعمل أيضًا على توعية الفتيات على أهمية مواجهة مخاوفهن."
اليوم العالمي لسرطان الثدي
يحتفل العالم في 19 أكتوبر من كل عام باليوم العالمي لسرطان الثدي، وهو مناسبة سنوية تهدف إلى زيادة الوعي حول هذا المرض الذي يؤثر على ملايين النساء حول العالم. يُعتبر سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطانات شيوعًا، ويشكل تحديًا صحيًا كبيرًا، إذ يُسجل ملايين الحالات الجديدة سنويًا. تركز حملات التوعية في هذا اليوم على أهمية الفحص المبكر، وتقديم الدعم للمرضى، وتعزيز البحوث العلمية لإيجاد طرق أكثر فعالية للتشخيص والعلاج. من خلال مشاركة القصص الشخصية والموارد الصحية، يسعى هذا اليوم إلى إلهام الأفراد والمجتمعات للوقوف معًا في مواجهة هذا المرض، ولتسليط الضوء على أهمية الدعم النفسي والعلاج النفسي لمرضى سرطان الثدي.
أعراض سرطان الثدي
تتضمن أعراض سرطان الثدي ظهور كتل غير طبيعية أو تورم في الثدي أو منطقة الإبط، وقد يرافقها تغيرات في شكل الثدي أو حجمه. قد تلاحظ النساء أيضًا تغيرات في نسيج الثدي، مثل زيادة الكثافة أو التكتلات. يمكن أن تكون هناك إفرازات غير طبيعية من الحلمة، سواء كانت دموية أو مائية. في بعض الحالات، قد تحدث تغييرات في لون الجلد أو ملمسه، مثل تقشر أو احمرار. من الضروري أن تتم مراقبة أي تغييرات غير معتادة في الثدي والإبلاغ عنها للطبيب، حيث إن الاكتشاف المبكر يمكن أن يسهم في تحسين فرص الشفاء، بحسب منظمة الصحة العالمية.
إحصاءات عالمية
وفقًا للبرنامج الوطني لسرطان الثدي، يُعتبر سرطان الثدي من أبرز القضايا الصحية التي تؤثر على النساء حول العالم. حيث شُخّصت 2.3 مليون حالة جديدة في عام 2020. تشير البيانات إلى أن سرطان الثدي يشكّل ما نسبته 25% من مجموع الإصابات بالسرطان لدى النساء. ومن المؤسف أن هذا المرض يُعتبر أيضًا أكثر مسببات وفيات الإناث على مستوى العالم، مما يبرز الحاجة الملحة للتوعية والدعم.
الصحة النفسية وتأثيرها على المريضات
تُعتبر تجربة تشخيص سرطان الثدي والتحضير للعلاج من أبرز التحديات التي تواجه النساء. ومن الضروري أن نأخذ بعين الاعتبار أن التأثير لا يقتصر فقط على الجوانب الجسدية، بل يمتد أيضًا إلى الصحة النفسية. للتعرف على هذا الجانب، التقى صوت شبابي بالدكتور منير الصبيحي، أخصائي نفسي معروف بخبرته في دعم مرضى السرطان.
يقول الدكتور منير الصبيحي إن تشخيص سرطان الثدي يمكن أن يُحدث زلزالًا في حياة المرأة. فقد تشعر العديد من المريضات بالقلق، والاكتئاب، والقلق من المستقبل. هذه المشاعر ليست غير طبيعية، ولكنها تتطلب اهتمامًا وعلاجًا نفسيًا.
أهمية الكشف المبكر
بحسب البرنامج الوطني لسرطان الثدي، يمكن الحد من ثلث عدد الوفيات الناجمة عن سرطان الثدي إذا تم تشخيص المرض وعلاجه مبكرًا. يُظهر هذا المعطى إمكانية إنقاذ 274,000 امرأة سنويًا، مما يؤكد أهمية الكشف المبكر عن المرض.
تأثير العلاج على الصحة النفسية
ويتابع الدكتور الصبيحي أن العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي يمكن أن يكون لهما آثار جانبية جسدية، مثل التعب وفقدان الشعر، ولكنها تؤثر أيضًا على الصورة الذاتية للمرأة وثقتها بنفسها. النساء اللواتي يتلقين دعمًا نفسيًا خلال هذه الفترات يميلن إلى التعامل بشكل أفضل مع الضغوط النفسية. من خلال المجموعات الداعمة والجلسات العلاجية، يمكن للنساء تبادل التجارب والأحاسيس، مما يعزز من إحساسهن بالانتماء وعدم الوحدة.
نسبة النجاة والدعم النفسي
تزيد نسبة النجاة بشكل كبير في حال اكتشاف سرطان الثدي في مراحله المبكرة، أي من المرحلة الصفرية حتى المرحلة الثانية. هذه النسب العالية تعزز ضرورة الفحص الدوري والتوعية الصحية بين النساء.
يشدد الدكتور الصبيحي على أهمية العلاج النفسي، مشيرًا إلى أن "الجلسات النفسية أو الانضمام إلى مجموعات الدعم يمكن أن تقدم مساحة آمنة للنساء لمشاركة مشاعرهن وتجاربهن. هذه البيئات تساعدهن على فهم أنهن ليسوا وحدهن في هذه المعركة".
الصحة النفسية جزء لا يتجزء من العلاج
يؤكد الدكتور الصبيحي أيضًا على أهمية الفحص المبكر في تحسين الصحة النفسية. عندما يتم تشخيص سرطان الثدي في مراحله المبكرة، تكون نسبة النجاة أعلى. وهذا يعزز الأمل في نفوس المريضات، ويُحدث فرقًا كبيرًا في كيفية تعاملهن مع المرض. تؤكد آراء الدكتور الصبيحي على أن الصحة النفسية جزء لا يتجزأ من رحلة العلاج لمرضى سرطان الثدي. من الضروري أن تحظى المريضات بالدعم النفسي اللازم لمواجهة التحديات، مما يساهم في تحسين جودة حياتهن ويعزز فرص الشفاء. لذا، يجب على المجتمع أن يتكاتف لدعم هذه الجهود، سواء من خلال المشاركة في الحملات التوعوية أو تقديم الدعم المالي للبحوث المتعلقة بسرطان الثدي.