يتجه العديد من الشباب نحو اختيار التسويق الرقمي كمسار مهني لما يوفره من فرص ابتكار وتفاعل مع جمهور متنوع عبر الإنترنت.

واختارت سارة 22 عاما مجال التسويق الرقمي لما يتيح لها الابتكار والتفاعل مع جمهور متنوع عبر الإنترنت، وترى أن المهارات التي أكتسبها ستساعدها في إنشاء مشاريع خاصة بها.

أما أحمد 24 عاما  يقول إن الدافع الأساسي كان القدرة على الحصول على فرص عمل مرنة، مضيفا الى ان السوق يحتاج إلى مختصين في التسويق الرقمي بشكل متزايد، وهناك الكثير من الشركات التي تتيح العمل عن بعد، ما يمنحني مرونة في حياتي اليومية.

من جهته، يشير خالد 23  عاما إلى أن أحد دوافعه الرئيسية هو الربط بين الإبداع والتكنولوجيا فالتسويق الرقمي لا يعتمد فقط على الإعلانات، بل هو مجال يجمع بين التصميم، الكتابة، وتحليل البيانات، وهذا ما يجعله مشوقا بالنسبة له.

تقول ليلى 21 عاما  ان وجود تسويق رقمي في قائمة التخصصات المطلوبة يعزز اختياري، لأنني أعلم أن هناك طلبا متزايدا على هذه المهارات في سوق العمل المحلي والدولي

التسويق الرقمي .. وفرص الشباب

مع النمو السريع للتسويق الرقمي عالميا ومحليا، تتزايد فرص الشباب، لكن النجاح في هذا المجال يستلزم تطوير مهارات تقنية وإبداعية لمواكبة التغيرات المستمرة في سوق العمل باستمرار.

مستشار ومدرب التسويق شاكر الفراج يوضح لـ "عمان نت"، أن الفرق بين التسويق التقليدي والتسويق الرقمي، ومشيرا إلى أن التسويق التقليدي كان يتم عبر الصحف، اللوحات الإعلانية في الشوارع، أو عبر الإذاعة والتلفزيون، في حين يعتمد التسويق الرقمي على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.

ويضيف الفراج أن العديد من المؤسسات والأفراد قد تحولوا إلى التسويق الرقمي، لافتا إلى أن الشركات الكبرى تعتمد بشكل متزايد على هذا النوع من التسويق من خلال نشر الإعلانات بشكل مستمر عبر منصات التواصل الاجتماعي، مثل شركة "شي إن" التي تعتبر من الشركات الرائدة على مستوى العالم.

وفيما يتعلق بأبرز الاتجاهات المستقبلية في التسويق الرقمي، يشير الفراج إلى ضرورة تعلم مجموعة من المهارات، أبرزها كيفية إنشاء الإعلانات على منصة "ميدا أدس"، الشركة المالكة لفيسبوك، إنستغرام وواتساب، حيث تظهر الأبحاث أن فيسبوك يأتي في مقدمة المنصات الأكثر استخداما، يليه إنستغرام وسناب شات، بالإضافة إلى ذلك، مشددا الفراج على أهمية فهم خوارزميات "ميتا" المستخدمة في فيسبوك وإنستغرام.

من أبرز التحديات التي يواجهها الشباب في هذا المجال، بحسب الفراج هي تشتت المعلومات، حيث يجب الحصول على مصادر موثوقة وتطوير المهارات باستمرار.

بوابة الشباب نحو فرص عمل مرنة

مع بداية كل عام دراسي، يطلق ديوان الخدمة المدنية دراسة حول واقع العرض والطلب على التخصصات العلمية لحملة الشهادات الجامعية والدبلوم الشامل في كليات المجتمع، بهدف تحديد التخصصات المطلوبة على مستوى المملكة وفقا لمجموعة المهن في الخدمة المدنية، ومنها تخصص التسويق الرقمي أو الإلكتروني.

يرى الفراج أن دراسة التسويق الرقمي ضرورية للغاية، حيث تشير الدراسات إلى أن هذا التخصص سيظل في مقدمة التخصصات المطلوبة لمدة تصل إلى 10 سنوات قادمة، وتعمل وزارة التعليم على التركيز على هذا المجال الأكاديمي نظرا لأهميته في الأسواق المحلية والعالمية.

ويضيف أن التعليم الجامعي يختلف عن الدورات البسيطة التي تقدم في هذا المجال، حيث يوفر التعليم الجامعي أساسا نظريا قويا للطلاب، بما في ذلك فهم خوارزميات الميديا، ومع ذلك، يشدد على أهمية متابعة الدورات التدريبية المتخصصة التي تساعد الأفراد على اكتساب المهارات الحديثة في التسويق الرقمي وتطوير خبراتهم باستمرار.

من جانبه، يؤكد رئيس ديوان الخدمة المدنية، سامح الناصر، أنه ليس من الضروري أن يتوجه 70% إلى 80% من خريجي الثانوية العامة نحو التعليم الجامعي، موضحا أن السنوات الماضية شهدت توجهات نحو التعليم الأكاديمي الجامعي، خاصة في التخصصات الإنسانية والتعليمية، في حين أن حوالي 80% من خريجي الثانوية العامة في دول أخرى يتجهون نحو التعليم التقني والمهني والتطبيقي.

وبحسب ديوان الخدمة فان قائمة التخصصات المطلوبة والتخصصات التي يتوقع إيقاف استقبال طلبات التقديم لها تستند إلى أحكام المادة 40 ب من نظام الخدمة المدنية رقم 9 لعام 2020